المحتوى الرئيسى

مئوية الأردن وخمسين الإمارات.. عقود رسّخت علاقات استراتيجية

04/11 20:00

علاقات اسراتيجية ضاربة في القدم تلك التي تربط الإمارات والأردن، وشجرة فيحاء تعهدها قادة البلدين بماء الود على مدى العقود الماضية.

وبينما يحتفل الأردن هذه الأيام بمئوية تأسيسه، ويتأهب لوضع معالم طريق مائة عام قادمة، تحتفي في ذات الوقت دولة الإمارات بـ5 عقود من البناء، وترسم ملامح الخمسين القادمة.

علاقات البلدين أرسى دعائمها الراحلان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسين بن طلال، منذ سبعينات القرن الماضي.

 ويواصل رعايتها وتنميتها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

ويستذكر الأردنيون بالمناسبتين الدعم الذي قدمته ومازالت دولة الإمارات لبلادهم حكومة وشعبا منذ تأسيسها عام واحد وسبعين، فيما يعتز الإماراتيون بالدعم الأردني المتواصل لمواقف بلادهم في مختلف المحافل الدولية والتنسيق المشترك معها لأجل مصالح المنطقة.

دعم متبادل وتنسيق مشترك يعزز العلاقات النموذجية الضاربة في العمق بين البلدين، والتي تعد مثالا يحتذى في العلاقات العربية والدولية.

ظهر قرب الإمارات جليا خلال أحداث الفتنة التي شهدتها الأردن خلال الأيام الماضية، وعبرت فيها الإمارات عن دعمها وتأييدها الكامل لإجراءات الأردن لحفظ أمنه واستقراره.

وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، الإثنين الماضي، اتصالا هاتفيا مع الملك عبدالله الثاني أكد خلاله تضامن دولة الإمارات الكامل مع الأردن ودعمها وتأييدها جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها.

وبلا مواربة قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن الحفاظ على أمن الأردن واستقراره يعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي ، مشددا على رفض كل ما يزعزع استقرار المملكة الأردنية ويعرض سلامتها وشعبها للخطر.

كما أعرب الملك عبدالله الثاني عن خالص شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعمه الأردن والوقوف إلى جانبه في مختلف الظروف، مثمنا المواقف الثابتة والأصيلة لدولة الإمارات ومساندتها الدائمة للأردن ودعمها لأمنه واستقراره والذي يجسد عمق أواصر العلاقات الأخوية وقوتها بين البلدين

وشهد الأردن أحداثا غير مسبوقة على مدار الأيام الماضية؛ في ظل الحديث عن مؤامرة قبل أن يسدل الستار على الأزمة بإعلان الديوان الملكي توقيع الأمير حمزة بن الحسين على رسالة تنهي الإشكال، وذلك بعد اجتماع أسري ضم الأمير الحسن والأمراء هاشم بن الحسين، وطلال بن محمد، وغازي بن محمد، وراشد بن الحسن إضافة للأمير حمزة نفسه.

المتتبع لمسيرة العلاقات الإماراتية - الأردنية في الآونة الأخيرة، وما تشهده من تقارب في الرؤى حول مجمل القضايا، وتنامي التعاون بينهما في مختلف المجالات، يلمس خصوصية هذه العلاقات، وكيف أنها تشكل أهم مرتكزات الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، لأنها تستند إلى أسس صلبة من التضامن والتعاون الوثيق في مواجهة كل التحديات والمخاطر التي تنطوي على تهديد واضح لأمن واستقرار الدول العربية.

ويتجسد ذلك على أرض الواقع في مشاركة البلدين الفاعلة في العديد من المبادرات والجهود التي تستهدف تحقيق الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ويحرص البلدان على تبادل الرؤى و تعزيز التعاون بينهما لخدمة القضايا العربية، ومواجهة التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، وذلك من منطلق الإيمان بأن الأمر لا يمكن التصدي له، إلا عبر جهد جماعي عربي مشترك

القمم والزيارات المبادلة والمباحثات المتتالية بين قيادات البلدين رسخت العلاقات القوية التي تربط الإمارات والأردن، وعمقت توافق الرؤى بينهما حول مجمل قضايا المنطقة والعالم.

وكان عاهل الأردن قد أجري زيارة لأبوظبي يناير الماضي كانت الثانية خلال 3 أشهر فقط؛ حين استقبله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر الشاطئ بأبوظبي؛ وبحثا العلاقات الثنائية وتبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية.

وحضر الملك عبدالله الثاني قبل ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قمة ثلاثية ضمت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة. في أبوظبي.

كما أجرى العاهل الأردني زيارة أيضا لأبوظبي خلال يوليو الماضي وبحث خلالها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل دعمها وتنميتها على المستويات كافة بما يحقق مصالحهما المتبادلة إضافة إلى عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

وتطرق الجانبان خلال الزيارة إلى جهود دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية في التعامل مع انتشار فيروس "كورونا" وآليات تعزيز التعاون بين مؤسساتهما الصحية في هذا الشأن إضافة إلى آخر المستجدات الخاصة بانتشار الجائحة في المنطقة والعالم وجهود المجتمع الدولي لاحتواء تداعياتها.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبدالله الثاني في ختام لقائهما حرصهما على الاستمرار في دعم العلاقات الأخوية بين البلدين للوصول بها إلى آفاق جديدة من التعاون والعمل المشترك الذي يخدم مصالح البلدين وشعبيهما.

العلاقات الأخوية التاريخية بين الإمارات والأردن، تظهر جلية في أسماء العديد من المؤسسات التي تحمل اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الأردن تقديرا للدعم الإماراتي والعلاقات الأخوية، وتعبيرا عن المكانة التي يحظي بها لدى الأردن.

أحدث تلك المؤسسات مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني المخصص لعلاج المصابين بكورونا، الذي افتتحه عاهل الأردن يناير الماضي.

ويضم 216 سريراً منهم 56 سريراً للعناية الحثيثة، وأنشئ بتبرع من دولة الإمارات.

في مارس/آذار 2020 افتتح الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهد الأردن أيضا "مدينة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التدريبية" في محافظة الزرقاء.

وأعرب ولي العهد الأمير الحسين وقتها عن تقديره لدولة الإمارات لتمويلها إنشاء المدينة التدريبية التابعة للجيش الأردني في إطار التعاون الذي يؤكد عمق العلاقات الأخوية، لافتا إلى أن هذا التعاون نهج ثابت ينطلق من عمق العلاقة التاريخية التي رسختها قيادتا البلدين.

وليس أعمق في العلاقات الراسخة بين البلدين من إطلاق العاهل الأردني اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على لواء التدخل السريع/عالي الجاهزي، في حفل بهيج بقصر الحسينية بعمان حضره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في نوفمبر عام ٢٠١٨.

وتتوجيا لتلك العلاقات، منح الملك عبد الله الثاني بن الحسين خلال الزيارة ذاتها، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "قلادة الحسين بن علي" وهي أرفع وسام في المملكة الأردنية يهدى للملوك ورؤساء الدول والحكومات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل