المحتوى الرئيسى

طبيبان مهددان بالقتل.. من مأساة كورونا لسطوة حزب الله

04/11 16:10

يتعرض طبيبان لبنايان للتهديد بالقتل من قبل عشائر محمية من حزب الله وحركة أمل على خلفية وفاة أحد المرضى وهو ما لاقى رفضا من قبل النقابة.

ولا تزال المجموعات الخارجة عن القانون والمحمية بشكل واضح ومكشوف من الميليشيات الخارجة أيضاً عن سلطة الدولة (حزب الله وحليفته حركة أمل) والمسماة "بالعشائر".

تمارس تلك العشائر بطشها ضد اللبنانيين وتروع المواطنين الآمنين، عبر إطلاق النار والصواريخ عند التعرّض لأحد أفرادها أو عبر تنفيذ عمليات "الثأر" بشكل علني وفاضح، إضافة إلى فرض ضرائب (خوّات) على المواطنين الذين يسكون في مناطق سيطرتها من دون أي تدخل من سلطات الدولة.

وفي آخر أعمال العنف وبسط النفوذ التي تمارسها تلك العشائر هي تهديد طبيبين يعملان في مُستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بالقتل من قِبل أفراد هذه المجموعات، على خلفية وفاة أحد أبناء "العشيرة" من آل زعيتر في المستشفى جرّاء مُضاعفات فيروس كورونا.

التهديد بالقتل ونظراً لعدم قدرة الدولة على حمايتهما دفع الطبيبَان وعائلتَيهما إلى ترك بيوتهم قسراً، وتواروا عن الأنظار بناءً على "نصيحة" قدّمها لهم عناصر في جهاز أمني رسمي، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام لبنانية.

وحسب المصادر نفسها، تواصل الطبيبان مع الجهات المعنية لتأمين الحماية لهما خصوصاً أن هناك من أبلغهما أن "تعميماً" صدر من عائلة المتوفى الذي كان يعاني من تداعيات ما بعد الإصابة بفيروس كورونا يُصنّفهما كـ"مطلوبين"، فكانت "النصيحة الأمنية" لهما، ولعائلتيهما، بترك منازلهم.

وعلمت "العين الاخبارية" أن المريض المذكور حظي بعناية خاصة في المستشفى وأهله وكانوا محظيين إلى درجة أنه سُمح لهم بخرق القواعد الصارمة التي تتطلبها الإجراءات الخاصة بحماية المريض المصاب بالفيروس وسمح لهم بزيارته أكثر من مرة، إضافة إلى السماح بالتواجد الدائم لأسرة المريض في العناية الفائقة وهي ما تمنعه قوانين المستشفى التي عادة ما تكون صارمة، لكن هذا كله لم يشفع للطبيبين اللذيي وضعا على لائحة القتل من قبل هذه المجموعات تحت حجة وفاة المريض.

نقابة أطباء لبنان في بيروت بدورها رفضت، في بيان لها، التهديد بالقتل الذي تعرض له الطبيبين.

وشدّد مجلس النقابة على أنّه "يحترم شعور أهل المريض وردّة فعلهم، على الرغم من كل ما يحصل فيما يتعلّق بمضاعفات وباء كورونا التي قد تؤدي إلى الوفاة، مؤكداً أنّ "كل الاطباء يعملون بجهدٍ لشفاء المريض، لكنه يتعذّر الشفاء أحياناً".

وقال نقيب الأطباء، شرف أبو شرف: "لا يخفى على أحد أن نسبة الوفيات عند المرضى الذين يدخلون إلى العناية الفائقة وخاصة المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، هي عالية جدّاً. وقد خسر الجسم الطبي 39 طبيباً حتى الآن، أثناء معالجتهم مرضى كورونا، ما عدا العاملين في القطاع الصحّي الذين توفوا بسبب هذا الوباء".

وأضاف أبو شرف أنّ "الأطباء يعملون بتفانٍ ودون كلل من أجل شفاء المريض، لكن في الوقت عينه، يجب العمل على تأمين الحماية اللازمة لهم، لأنه إذا تعذّر ذلك، سيضطرون إلى الهجرة بعد شعورهم بالخطر".

ولفت إلى أنّ "النقابة تسعى جاهدة لتحفيزهم على البقاء وتعمل على إقرار قوانين في مجلس النواب منها قانون حماية الطبيب الذي يناقش حالياً في لجنة الادارة والعدل".

وطلبت نقابة الأطباء من "الجهات الأمنية والقضائية العمل بحزم على فرض هيبة القانون والدولة ‏حتى يشعر العاملون في القطاع الطبي والتمريضي بالأمان والحماية ويتمكن الجميع من الحصول على حقوقهم".

وختمت النقابلة بيانها بالقول: "نقابة الأطباء إذ تترحم على المتوفي وتقدم التعازي الحارة لذويه ولعائلته الكريمة، تتمنّى عليهم اللجوء الى لجنة التحقيقات في نقابة الأطباء في حال شعروا أن هناك خطأ ما، لتقوم النقابة بدورها بتحقيق علمي حول الموضوع وإعطاء كل صاحب حقّ حقّه".

في غضون ذلك، علمت "العين الاخبارية" أن إدراة مستشفى الجامعة وأقرباء من عائلة الطبيبين يجرون وساطات مع بعض السياسيين وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب، نبيه بري، للوساطة والحصول على وعد منهم بعدم المساس جسدياً بالطبيبين، مع إبداء استعداهم للذهاب للقضاء والتحقيق بالقضية وإذا ثبت أن هناك من خطأ فلينالوا جزاءهم.

وسجل في وقت سابق اعتداءات محدودة على أطباء على خلفية وفاة مرضى بفيروس كورونا، في وقت يعاني فيه لبنان من انهيار اقتصادي حاد، أثر بشكل مباشر على القطاع الطبي، الذي يشهد حالة نزف وهجرة كبيرة نحو الخارج.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل