صحيفة بريطانية: ارتفاع التضخم بالبرازيل يُعقد من جهود معالجة كورونا

كشفت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية في عددها الصادر اليوم الأحد، أن ارتفاع معدلات التضخم في البرازيل، بعد سبعة أشهر من قرارات إغلاق البلاد لمواجهة أزمة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، يعقد في حقيقة الأمر جهود الدولة لمعالجة الأزمة الصحية.

ورصدت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني آراء بعض المواطنين في البرازيل بشأن زيادة أسعار جميع السلع والخدمات بينما في المقابل انخفضت عوائد التجار وأصحاب الأعمال؛ ما اعتبرته الصحيفة عبئا إضافيا يزيد من تعقيدات أزمة الجائحة في البرازيل، والتي أودت بالفعل بحياة ما يقرب من 350 ألف شخص، ودفعت بخدمات المستشفيات والنظام الصحي إلى حافة الهاوية.

وقالت الصحيفة" بعد إغلاق جزء كبير من أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، ارتفعت معدلات التضخم إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات؛ ما أدى إلى وقوع ما وصفته الصحيفة بالكارثة الصامتة المتمثلة في انتشار الجوع بين المواطنين من الفئات الأكثر فقرًا، فضلا عن معاناتهم من تفشي جائحة كوفيد-19.

من جهتها، قالت آنا ماريا سيجال، الباحثة في شبكة الأبحاث البرازيلية بشأن التغذية والأمن الغذائي" إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والفاصوليا، على سبيل المثال؛ أدى إلى اختفاء هذه العناصر من مائدة ملايين البرازيليين، مشيرة إلى ارتفاع سعر الأرز بنسبة 64% والفاصوليا بنسبة 51 % خلال الأشهر الأخيرة.

وأضافت:" أدى تضخم أسعار الغذاء في الوقت الحالي إلى معاقبة الفئات الأكثر فقرًا، ومنعهم من الحصول على الغذاء الكافي، بنحو تسبب في كثير من الأحيان إلى تفشي الجوع بينهم"، ورأت أن ارتفاع معدلات البطالة وتقليص البرامج الاجتماعية كانا من العوامل التي تسببت في ارتفاع التضخم في البلاد.

وتابعت سيجال:" إن أقل من نصف سكان البرازيل البالغ عددهم 212 مليونًا يمكنهم الآن الحصول على الغذاء الكافي طوال الوقت، بينما يواجه 19 مليون شخص، أو ما يمثل 9 % من سكانها، الجوع"، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن مجموعة سيجال.

أبرزت الصحيفة البريطانية أنه من المتوقع للبرازيل، في خلال 12 شهرًا، أن يتجاوز التضخم في يونيو المقبل 8 %، وهذا أعلى بكثير من التقديرات السابقة، مشيرة إلى أنه في الاثني عشر شهرًا المنتهية في مارس الماضي، قفزت أسعار المواد الغذائية بنسبة 18.5 %، بينما ارتفعت أسعار السلع الزراعية بالعملة المحلية بنسبة 55 %، وزادت تكلفة الوقود بنسبة 92 % تقريبًا.

وقالت (فاينانشيال تايمز)" هذهالتطورات تشكل في حقيقة الأمر تحديًا جديدًا للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، والذي يتعرض بالفعل لانتقادات حادة بسبب تعامله مع جائحة كوفيد-19.