المحتوى الرئيسى

يوميات أسبوع | المصري اليوم

04/09 04:53

الجمعة: هناك أمور غامضة في هذا الكون، عصيّة على الفهم! خذ عندك مثلًا «أبهج أديب» صديق طفولة الكاتب الراحل «أحمد خالد توفيق»، والذى تقاسم معه كل مباهج الطفولة، وساهم بشدة في فترة تكوينه! أليس مدهشا أن يموت فجأة في ذكرى وفاته (٢ إبريل) بعد أن كان منذ ساعات قليلة في أتم صحة ووافر نشاط؟!.

بعد وفاة خالد مباشرة كتبت قارئة- لم أعد أذكر اسمها- تعليقا على صفحتى الشخصية أنها شاهدت في منامها جنازة خالد تخرج من المسجد، ثم بعدها خرجت جنازة صديقه من الكنيسة! واعتبرتها وقتها أضغاث أحلام!.

لاحظ أنها ليست رؤيا تُحكى بأثر رجعى لادعاء الشفافية، ولكنها حدثت قبل وفاة أبهج!، فما أغرب الأسرار في هذا الكون الغامض العجيب!.

السبت: مصيرنا الأخروى يعتمد على الفارق بين مجموع الحسنات والسيئات التي ارتكبناها خلال رحلة عمرنا! هذه هي قناعتى التي استقيتها من القرآن الكريم الذي صرّح عشرات المرات أننا ننجو- أو نهلك- بأعمالنا! و(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)، وأنه (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). وبرغم أن رحمة الله هي الأصل في دخول الصالحين الجنة، فإن القرآن حرص على تأكيد أنهم دخلوها بأعمالهم (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)! وكذلك أصحاب السعير فإنهم أيضا استحقوها بأعمالهم (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).

بعد أن تثبت هذه الحقيقة القرآنية في أذهاننا- وهى أننا ننجو أو نهلك بأعمالنا- فلنعلم جميعا أن لدينا عدادان، أحدهما للحسنات والآخر للسيئات.

لو كانت لديك (ساعة ذكية) فستفهمنى على الفور!. إنك حين ترتديها حول معصمك، فإنها تظل- طول الوقت- تحسب عدد خطواتك دون أن تنتبه لذلك! حتى أبسط الخطوات تحسبها بما فيها ذهابك للمطبخ والحمام! وهكذا تُفاجأ في نهاية اليوم أنك قطعت مسافة كبيرة لم تكن تتخيلها أبدا.

الشىء نفسه يحدث لنا من خلال عدادى الحسنات والسيئات!، ولذلك فإن نصيحتى لك- من تجربتى الشخصية- هي التوقف الفورى عن الذنوب غير الضرورية، لأن عداد سيئاتك لا يكفُّ عن الحساب.

نحن نرتكب نوعين من الذنوب: نوع يصعب علينا التوقف عنه إلا بتوبة حقيقية وتغيير شامل في حياتنا. وهناك نوع آخر من الذنوب التافهة الحمقاء التي يسهل الإقلاع عنها، ذنوب تُحسب عليك وهى أصلا غير مهمة لك ولا تحتاج لمجهود كبير كى تتوقف عنها! مثلا: التفحش في القول! الردود السمجة! النميمة التافهة! السخرية من الآخرين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل