المحتوى الرئيسى

«ما بين الخرطوم والقاهرة» و«السفه الذي لا يتوقف» أبرز مقالات كتاب الصحف

03/08 08:55

تناول كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الإثنين عددًا من الموضوعات المهمة المتعلقة بالشأن المحلي والدولي.

من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" -في عموه "صندوق الأفكار" وتحت عنوان "ما بين الخرطوم والقاهرة"- أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة السودانية (الخرطوم)، أمس الأول، زيارة مهمة لدولة شقيقة، في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين قيادات البلدين، وسيكون لها أثر كبير في دعم وتطوير العلاقات بين الدولتين.

وأشار سلامة إلى أن العلاقات «المصرية–السودانية» علاقات أزلية، وممتدة، والسودان هو العمق الإستراتيجي لمصر، كما أن مصر هي العمق الاستراتيجي للسودان، وهناك جالية سودانية كبيرة موجودة في مصر، تحظى بكل ترحاب، وتقدير، ومساواة مع أشقائها في مصر.

ولفت إلى أن هناك مناطق مصرية كاملة يعيش فيها أبناء الجالية السودانية، وهناك علاقات مصاهرة بين الشعبين الشقيقين، وتداخل شديد بين الأسر المصرية والسودانية.

وألمح سلامة إلى أنه في يوم الخميس الماضي، استقبلت مؤسسة «الأهرام» الدكتورة مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية، وهي كريمة الزعيم السوداني الراحل الصادق المهدي، ودار خلال الزيارة حوار معمق مع الزملاء رؤساء التحرير، ونخبة من أعضاء مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، وكشف الحوار الجاد والعميق عن أهمية وإستراتيجية العلاقات «المصرية- السودانية»، وضرورة تحويل ذلك إلى خطط واقعية تسهم في زيادة الروابط الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية بين الشعبين الشقيقين.

ونبَّه إلى أن مصر والسودان يواجهان الآن العديد من التحديات المشتركة، خاصة ما يتعلق بأطماع إثيوبيا في مياه النيل، ورغبتها في السيطرة عليه، ضاربة عُرض الحائط بكل المواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة، منوّهًا بأن السد الإثيوبي يحمل مخاطر ضخمة على السودان ومصر، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول قواعد الملء، والتشغيل، والسلامة، والأمان للسد.

واختتم الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة مقاله قائلًا إن السنوات الماضية كشفت عن الوجه القبيح للمراوغة الإثيوبية، وقد آن الأوان لتعود أديس أبابا إلى رشدها، بعيدًا عن المماطلة والتسويف.

من ناحيته، أشار الكاتب الصحفي السيد البابلي -في مقاله بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان "مصر بخير.. والعاصمة الإدارية.. وجولات مدبولي"- إلى ما حدث في «سوبر ماركت» في إحدى العواصم العربية، حيث وقائع ما جرى هناك موجودة على شريط فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي يحكي بالصوت والصورة الصراع من أجل شراء زجاجة حليب مدعوم، فقد دخلت إحدى السيدات إلى السوبر ماركت تبحث عن عبوة واحدة من اللبن المدعوم فلم تجد، وأمام نظرات الاستعطاف فإن البائع توجه إلى أحد الأشخاص الذي كان بحوزته عدد من العبوات وقام بسحب عبوة واحدة قدمها لسيدة وترك باقي العبوات لهذا الشخص الذي لم يرض عن هذا التصرف واحتج بشدة وتحول السوبر ماركت إلى ساحة للعراك والصراخ حول أزمة عبوة اللبن المدعوم.

ولفت البابلي إلى أن "المشاهد كانت توضح حجم الأزمة الاقتصادية ومعاناة المواطنين في سبيل الحصول على السلع المدعومة في بلد تدهورت أحواله الاقتصادية وتزداد فيه نسبة الفقر والبطالة لأسباب سياسية وصحية أيضأ بعد أزمة الكورونا، وقد أعادت إلينا هذه المشاهد، مشاهد أخرى مختلفة في مصر إبان أزمة كورونا وبقاء المواطنين في منازلهم، حيث كان هناك وفرة في كل السلع والمواد التموينية، حيث تمكنت الحكومة من ضبط الأسعار والسيطرة عليها وانخفاضها أيضا، وحين نذكر ذلك فإننا نتحدث عن حقائق ووقائع شاهدناها ولمسناها، ومرحلة أثبتت فيها الحكومة قدرة على إدارة الأزمات بكفاءة ولم نشعر فيها أننا في أزمة أو أن هناك خطرا ما سيواجهنا، فقد كان واضحا أن هناك تناغما في الأداء وثقة في اجتياز الأزمة وخطة لمواجهة كل الاحتمالات".

وأضاف: "وبقدر ما نتحدث عن السلبيات، وبقدر ما نبرز كل الأخطاء، فإن الذين عبروا بنا هذه المرحلة بسلام وباقتدار يستحقون الإشادة والتقدير، ومصر بخير وستظل بخير، وكل مجتهد فيها وكل مخلص في الأداء والعمل علينا أن نوجه إليه التحية وأن نشد من أزره وأن نفخر بأننا قد عملنا معًا ونجحنا معا في أن نتجاوز الكورونا بدون عراك من أجل لقمة الخبز أو عبوة لبن".

وتابع: "وإذا كنا نشيد بالأداء ومنظومة العمل المتكامل، فإن مصر في الطريق للاحتفال بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تمثل نموذجا للتخطيط العمراني والبنية المستدامة، وفي العاصمة الإدارية أحسسنا أننا في مدينة عالمية جديدة تصلح لأن تكون عاصمة للدولة العصرية الجديدة التي تحقق انطلاقة متطورة في كل المجالات، والعاصمة الإدارية بشكلها الحالي لن تكون مجرد مدينة للإدارات والمصالح الحكومية والسفارات والجامعات، وإنما ستكون لوحة معمارية فنية على أعلى مستوى لا نظير لها على أرض مصر، وستكون أيضا عاصمة تعليمية للجامعات والمدارس، وعاصمة صحية لأفضل المستشفيات، وعاصمة للفن والثقافة، وعاصمة تليق باسم مصر، وكل ما ينقصها هو التفكير في إطلاق اسم جديد عليها، فهي القاهرة الجديدة، وهذا أفضل ما يمكن إطلاقه عليها".

وأشار البابلي إلى أن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ذهب إلى المنوفية في جولة تفقدية لمتابعة سير العمل بالمشروعات التنموية والخدمية، وأهالي المنوفية كانوا سعداء بهذه الجولة التي عكست اهتمام الدولة بهم وبقضاياهم وبتحسين مستوى الخدمات المقدمة إليهم، وجولات رئيس الوزراء والوزراء في المحافظات ضرورية لتحقيق التواصل والتفاعل ما بين السلطة التنفيذية والمواطنين في كل مكان وللاستماع إلى أصوات القاعدة الشعبية ومشاكلها وقضاياها.

واعتبر أن هذه الجولات تخلق شعورا جديدا لدى المواطن بأن الحكومة معه، وأنها جزء منه تعمل لصالحه وتسهر على راحته، ولا بد أن يكون هناك حوار ولقاءات شعبية خلال هذه الجولات تساعد في تقديم وعرض الحقائق والمعلومات وتمنع انتشار الشائعات وتزييف وتشويه الإنجازات والنجاحات.

وألمح إلى أن من الأخبار التي تثلج الصدور ما أعلنته وزارة القوى العاملة من طرح 300 فرصة عمل في 12 محافظة بأجور مجزية تصل لعشرة آلاف جنيه شهريا في بعض المهن، واستمرار وزارة القوى العاملة في البحث والتنقيب عن فرص العمل المتاحة سيفتح أبواب الأمل أمام الخريجين، خاصة عندما تكون مجزية وتتناسب مع متغيرات الأجور ومستوياتها.

وأكد الكاتب الصحفي السيد البابلي أن هذا الجهد الذي تبذله وزارة القوى العاملة لن يكون كافيًا إلا بتعاون القطاع الخاص في التنسيق مع الوزارة لاستيعاب فرص العمل الجديدة وتحديد مستحقيها، وكل يوم هناك فرص واعدة ووظائف جديدة، وأمل جديد.

من جهته، أكد الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام -في عموده "إنها مصر" بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "الإعلام المصري"- أن الإعلام المصري ليس متخاذلًا ولا متراجعًا ولا منسحبًا ولا مترددًا، ولكنه يؤدي دوره بأمانة وموضوعية، ويقف حارسًا أمينًا في ظهر الدولة المصرية، متبنيًا معاركها وتحدياتها.

وقال جبر إن الإعلام الذي يبحث عنه البعض ويتصورون أنه جنة الحرية، وبلسم الديمقراطية، فله مفردات أخرى ليس لها أدنى علاقة بالمهنية والموضوعية والمصداقية التي تفرق بين إعلام وآخر.

وأضاف أن البعض يتصور أن حرية الإعلام لا تكون إلا بإذكاء روح الغضب والتمرد في نفوس الناس، وشحنهم باليأس والإحباط، ليكونوا وقودًا للديمقراطية، والبعض يتصور أنه يعرف "نبض الجماهير" أكثر من الجماهير نفسها، وينصب نفسه متحدثًا باسمها راعيًا لمصالحها مدافعًا عن أهدافها، دون أن يسأل نفسه من منحه هذا التفويض؟ والبعض يتصور أنه مبعوث هداية الرأي العام، فيفتش في نظريات لا تمت للواقع بصلة، ويبحث في فضاء فسيح عن إعلامه هو الكامن في مصالحه الشخصية، و"من يده في الميه غير اللي إيده في النار".

وأوضح جبر أن المسألة ليست جمهورية الإعلام الفاضلة، ولكن أن نطرح على أنفسنا ثلاثة أسئلة: أين نحن الآن؟ أين نريد أن نصل؟ كيف نصل لهناك؟

وأجاب جبر أننا الآن في مرحلة انتقالية للإعلام في العالم كله وليس في مصر وحدها، واقتحمت الثورة الرقمية الأبواب والشبابيك وحطمت موروثات قديمة، كما أننا الآن أمام إعلام جديد "سوشيال ميديا" يلعب فيه الجمهور دور الإعلامي، إعلام تفاعلي يشارك فيه الجمهور بالرأي والتحليل، ولبعضهم جمهور عريض جدًا.

وردًا على سؤال "أين نريد أن نصل بالإعلام؟"، قال: "إلى ركوب قطار التحديث والتطوير والرقمنة، والتركيز على العنصر البشري، باعتباره الفكر الإنساني الذي يشغل حيز أدوات الرقمنة الحديثة، ويطوعها لخدمة العملية الإعلامية وتحقيق أهدافها".

وأكد أن العنصر البشرى هو الأساس، أما الوسيلة فقد تطورت من الكتابة على أوراق البردي حتى الراديو والتليفزيون والموبايل والقادم أكثر تعقيدًا.

وتابع جبر أن الرقمنة ليس معناها -كما يتصور البعض- أن يتحول الإعلاميون إلى "ريبوتات"، ولكن أن تظل القوة الناعمة هي التي تحرك الأدوات الحديثة.

وبيّن أن تحقيق ذلك يكون بالحوار والنقاش وتحفيز إبداعات الفكر دون جلد للذات أو اتباع سياسة "هدم الآخرين" كي تقف فوق حطامهم و"تعلو"، ولكن ابدأ بالبناء ثم قف فوق ما تبنيه "لتعلو".

واختتم الكاتب الصحفي كرم جبر مقاله قائلًا إن من المهم جدًا أن يحدث تزاوج هادئ بين الخبرات العلمية والأفكار النظرية، فإذا تحدثت مثلًا عن رقمنة الطباعة، عليك أن تذهب للمطابع وتضع خطة لنهضتها وتحديثها، وليس هدمها وتشريد العاملين فيها، ومن يفعل ذلك هم البشر، والإعلام المصري يزخر الآن بمجموعات كبيرة من الشباب الرائع، ويحتاجون فقط إلى التشجيع والفرص العادلة.

بدوره، أشار الكاتب الصحفي سليمان جودة -في عموده "خط أحمر" بصحيفة "المصري اليوم" وتحت عنوان "السفه الذي لا يتوقف"- إلى أنه بما أن الحكومة هي التي تقدمت بمشروع قانون جديد للموارد المائية والري، وبما أن مجلس النواب وافق عليه من حيث المبدأ، يوم الثلاثاء 2 مارس، فلا بديل سوى أن يتزامن النقاش حول مشروع القانون في المجلس، مع تقديم له تتولاه الحكومة نفسها وتشرحه في وسائل الإعلام.

وقال جودة إن الحاصل أنه لا بديل عن ذلك حتى لا يواجه مشروع القانون الجديد ما واجهه قانون الشهر العقاري المعدل فانتهى إلى ما انتهى إليه، مشيرًا إلى أن شائعات قد راجت عن اتجاه الحكومة إلى بيع المياه للفلاحين بعد إقرار مشروع القانون في البرلمان، ولم يكن هذا صحيحًا بدليل أن الحكومة نفته في وقته، ولكن رواج شائعة بهذا المعنى معناه أن مشروع القانون ليس واضحًا، والشائعات تتغذى في العادة على عدم الوضوح في أي قضية وأى مشروع قانون.

وأضاف: "ولو شاءت وزارة الري -صاحبة المشروع- لبادرت إلى الحديث مع الفلاحين خصوصًا، ثم مع المجتمع في عمومه، عن أن مشروع قانون كهذا ليس الهدف منه بيع مياه للفلاح، وأن الهدف هو أن يدرك كل مواطن أن لقطرة الماء قيمة، وأن عليه أن يتعامل معها بما يحفظ قيمتها".

ولفت جودة إلى أن وزارة الري كانت قد راحت تدعو قبل سنوات في مؤتمر بالأقصر إلى برنامج عمل تتبناه الوزارة ويحمل عنوان: 4 تاء! والقصد أن هناك أربع كلمات لابد أن تحكم علاقتنا بالماء المتاح لنا، وهي كلمات تبدأ كلها بحرف التاء على النحو التالي: ترشيد، توعية، تنمية، تحلية، وليس من الواضح أننا استطعنا الانتقال بالكلمات الأربع من برنامج العمل النظري إلى حياة الناس، فلا يزال ري أشجار الشوارع بالخراطيم، ولا يزال الكثيرون منا يستخدمون الحنفيات في الأماكن العامة ثم يتركونها مفتوحة على آخرها، والطريف أن كثيرين ممن يفعلون ذلك يستخدمون الحنفية للوضوء، فكأنهم لا يجدون حرجًا في أن يقفوا بين يدي الله تعالى، وقد أهدروا نعمة الماء التي جعل الله منها كل شيء حي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل