المحتوى الرئيسى

الصين تبدا حملة التطعيم ببطء بعد خروجها من أزمة كورونا

03/07 15:19

تبدأ حملة التلقيح ببطء في الصين في وقت لا يشعر الصينيون بأي حاجة ملحّة إلى التحصّن ضدّ وباء كورونا المستجد بات تحت السيطرة في بلدهم، وفي ظل قدرات إنتاجية لا تزال متواضعة و"دبلوماسية لقاح" تتبعها الحكومة مرسلة شحنات من الجرع إلى الخارج.

وبهذه الوتيرة، قد يجد العملاق الآسيوي الدول المتطورة تسبقه إلى تحقيق المناعة الجماعية وإعادة فتح حدودها، ما سيشكل ضربة له بعدما كان في مقدم السباق لتطوير لقاح ضد الجائحة.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إيبسوس أن الصينيين من الأكثر رغبة في تلقي اللقاح في العالم (85%)، متقدمين بفارق كبير على الأميركيين (71%) والفرنسيين (57%) والروس (42%)، غير أن التريّث يبقى مسيطرا في الوقت الحاضر.

اقرأ أيضاً: دولة أوروبية جديدة تجيز استخدام لقاح «سبوتنيك V» الروسي

وقالت شيرلي شي المسؤولة في مجال الموارد البشرية في بكين لوكالة فرانس برس "انتظر أولا لأرى إن كانت هناك تأثيرات جانبية"، وتضيف أن "الوباء تحت السيطرة في الصين، ولا أخطط للسفر إلى الخارج. بالتالي، لست بحاجة عاجلة إلى لقاح".

ومع تسجيل حالتي وفاة فقط منذ مايو الماضي، والعودة إلى حياة شبه طبيعية، يقول مدير برنامج آسيا في معهد مونتانيه في باريس ماتيو دوشاتيل إن الإستراتيجية الصينية "فعالة جدا وتعطي المواطنين شعورا بالأمان".

ويضيف "الإحساس بالحاجة العاجلة المخيم في الغرب، غير موجود في الصين".

ووزعت الصين حتى الآن أكثر من 52 مليون جرعة، ما يضعها في المرتبة الثانية في العالم بعد الأميركيين على صعيد التلقيح.

غير أن البلد ما زال متخلفا جدا على صعيد نسبة الجرعات الموزعة لكل مئة نسمة، مسجلا أقل من أربعة، بالمقارنة مع 25 للولايات المتحدة و33 للمملكة المتحدة.

وهذا ما قد يبدو مفاجئا في بلد معروف بقدرته على التعبئة، وفرض بصرامة منذ العام الماضي تدابير حجر منزلي وإغلاق وحملات فحوص لكشف الإصابات.

وأقر اختصاصي الأمراض المعدية الصيني تشانغ وينهونج الإثنين 8 مارس، بأن وتيرة التلقيح باتت مصدر "قلق شديد".

وبطء التلقيح قد يؤخر الصين في جهودها لتحقيق المناعة الجماعية، أي حين تصبح نسبة كبيرة من المواطنين محصنة ضد فيروس كورونا، سواء عن طريق الإصابة أو عن طريق التلقيح.

وحدد مقال نشر في تشرين الثاني/نوفمبر في مجلة "ذي لانسيت" الطبية النسبة الضرورية لهذه الغاية ما بين 60 و72% من المواطنين، فيما حددها مدير الوكالة الصينية لحماية الصحة العامة غاو فو الجمعة ما بين 70 و80%.

وفي مواجهة هذا الفتور النسبي، تحاول الصين التحرك، وهي تأمل في تلقيح 40% من مواطنيها البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة بحلول نهاية يونيو، وفق خبير أمراض الجهاز التنفسي تشونغ نانشان، أحد أبرز الأسماء في مكافحة كوفيد-19 في الصين.

وباشرت الصين في الصيف عمليات تلقيح "طارئة" لفئات معرضة للإصابة مثل عناصر الفرق الطبية وموظفي مؤسسات الدولة وطلاب يسافرون إلى الخارج.

ومنذ الأول من ديسمبر، تعرض المدن ولجان الأحياء والشركات تدريجيا لقاحات على الصينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عاما.

وقالت الشابة تشانغ يوتونج لفرانس برس وهي خارجة من مركز تلقيح في بكين "أعمل في عيادة للأسنان حيث هناك خطر أكبر بالإصابة. نضع كمامات، لكن من الأفضل حتما أن تكون لدينا أجسام مضادة".

وصرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأحد أن الصين تخطط أيضا لإقامة "مواقع تطعيم" في الدول المجاورة لتلقيح الصينيين المغتربين الذين يرغبون في القيام بذلك.

وسمحت بكين حتى الآن بأربعة لقاحات، جميعها صينية، غير أن اثنين منها لم يحصلا على الضوء الأخضر من السلطات سوى في نهاية فبراير.

وتستثنى شريحة المواطنين في الستين من العمر وما فوق في الوقت الحاضر من عمليات التطعيم من باب الحيطة، إذ لم يعلن مصنعو اللقاحات حتى الآن عن بيانات دقيقة للتجارب السريرية على المسنين.

غير أن قدرات الإنتاج تزداد وتأمل السلطات أن تصل إلى ملياري جرعة سنويا في نهاية 2021.

ورأى يانتشونغ هوانغ اختصاصي المسائل الصحية في "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي للدراسات أن "هذا غير كاف حاليا من حيث القدرات، لتلبية حاجات الصين على صعيد حملة التلقيح، ودبلوماسية اللقاحات التي تتبعها في آن".

ويتم إرسال ملايين اللقاحات الصينية إلى الخارج سواء في صفقات بيع أو كهبات، من أجل "مساعدة الأسرة الدولية على التغلب على الوباء" بحسب تأكيدات السلطات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل