المحتوى الرئيسى

تقرير بريطانى: «الإخوان» استخدمت اليسار للوصول إلى الحكم وتلميع صورتها دوليًا

03/05 20:48

حذر تقرير لموقع «ميدل إيست أونلاين» البريطانى، من خطورة تحالف اليسار مع جماعات الإسلام السياسى، على رأسها «الإخوان» فى أوروبا، فيما يُعرف باسم «اليسار الإسلامى»، خاصة أن الجماعة تستغل هذا التحالف كوسيلة لتبييض صورتها أمام الرأى العام العالمى، وتصدير صورة بأنها تنبذ العنف والتطرف.

وذكر الموقع أن جماعة «الإخوان» فى العالم العربى وجدت ما يسمى «اليسارية الإسلامية فى أوروبا» منفذًا لها لتلميع صورتها، مستغلة الدعاية التى يروج لها نشطاء «اليسار» لتبرئة الإسلاميين المتطرفين من الإرهاب والعنف، مضيفًا: «هذا الانسجام أثار توجسًا وقلقًا بالدوائر الأوروبية، نظرًا لخطورته وما يمكن أن ينتج عنه من تداعيات تضر بالمجتمع».

وأشار إلى أن تحالفات اليسار و«الإخوان» أسهمت فى أحداث كبرى وتحولات خطيرة شهدتها المنطقة العربية، بحجم انتفاضات وثورات «الربيع العربى»، كاشفًا عن الدور الملحوظ الذى لعبته إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، والتى كانت مليئة بسياسيين ومفكرين ينتمون إلى تيار اليسار الراديكالى- المتطرف، فى دعم «الإخوان» والشخصيات والمؤسسات المعروفة علاقتها بالجماعة الإرهابية.

وشدد على أن البلاد العربية، خاصة مصر وتونس، عانت كثيرًا من عنف «الإخوان» وانتهازيتها فى استغلال الانتفاضات العربية، لتلميع اسمها والتسويق لنفسها تحت شعارات سياسية ليبرالية زائفة، حيث كان النشطاء اليساريون هم أول من استجابوا لدعوات الجماعة، موضحًا أن ملامح خطورة هذا التحالف لم تظهر فى الساحة الأوروبية إلا عقب سقوط مشروع «الإخوان» فى مصر بسقوط محمد مرسى.

ونوه التقرير إلى أن احتضان تيار اليسار الراديكالى الغربى، أو ما عُرف بـ«اليسارية الإسلامية» لـ«الإخوان» وغيرها من جماعات الإسلام السياسى وصل إلى مستوى التنسيق السياسى، وهو ما ظهر فى مشاركة كيانات يسارية مصرية لجماعة «الإخوان» فى فعاليات التظاهر وقت جرى تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابى فى مصر وعدد من الدول العربية، وتقارب حركة «النهضة» فى تونس مع الجبهة الشعبية اليسارية.

وتابع: «جميع التجارب فى مصر وتونس والمغرب والعراق، وقعت تحت تأثيرات أطروحات اليسار الغربى الداعية للتحالف والتقارب بين اليسار والإسلاميين، الذين تجمعهم كراهية السلطة، خاصة الحكومات الملكية، وكذلك حلم الوصول للحكم، وجميعها لم يأخذ العبرة من التجربة القاسية لحزب توده اليسارى الإيرانى الذى ساند الثورة الخمينية عام ١٩٧٩، ما انتهى بغدر قادة الثورة الإسلامية وإعدام غالبية قادة التيار اليسارى».

وقال «ميدل إيست أونلاين» إن انسجام «اليسار الإسلامى» مع «الإخوان» وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتشددة، وتبرير مظاهر العنف والتطرف، يثير توجس الدول الغربية والأوروبية من اختراق هذا التوافق والتوجه للجامعات وإضراره بالمجتمع.

وأعلنت وزيرة التعليم العالى فى فرنسا، فريديريك فيدال، مؤخرًا، أنها ستأمر بإجراء تحقيق ودراسة شاملة عن الباحثين والأكاديميين الذين ينتمون إلى تيار «اليسار الإسلامى»، وأنها ستحقق فى الروابط التآمرية بين أقصى اليسار والإسلام السياسى المتطرف فى الجامعات الفرنسية، محذرة من خطورة اختراق هذا التوجه الأوساط الأكاديمية وإضراره بالمجتمع.

و«اليسار الإسلامى» مصطلح يشير إلى مزيج من تعاون اليسار المتطرف مع جماعات الإسلام السياسى، وتم طرحه لأول مرة منذ ٢٠ عامًا من قِبل الفيلسوف والمؤرخ بيير أندريه تاجيف، الذى أطلق عليه «تحالفًا عسكريًا» بين اليساريين والإسلاميين المتطرفين من مختلف الانتماءات، بدءًا من «الإخوان»، حتى السلفيين والجهاديين.

كما يُستخدم هذا المصطلح فى فرنسا من قِبل سياسيى اليمين المتطرف ضد خصومهم اليساريين المتهمين بالتغاضى عن مخاطر التطرف الإسلامى، والذين يرفضون انتقاد جماعات الإسلام السياسى المتطرفة، على رأسها «الإخوان»، بسبب ما يعتبرونه اضطهادًا للمسلمين الفرنسيين تحت مزاعم الخوف من «الإسلاموفوبيا»- أو العنصرية ضد المسلمين.

وحذر التقرير من أن تعاون الإسلام السياسى مع التيارات اليسارية المتشددة اتخذ منحى متطورًا طوال العِقد الأخير فى المجتمعات العربية، متجاوزًا حيز الأطروحات الفكرية والتصورات الأكاديمية لبعض المفكرين، إلى عقد تحالفات بالمكاتب المغلقة وميادين التظاهر للمنتمين إلى تيار اليسار الراديكالى وجماعات الإسلام السياسى.

وتابع: «تأثير هذا التلاقى بين التيارين بالدول الأوروبية يُعد أقل مقارنة بتأثيراته فى الواقع العربى، على الرغم من الدور الذى لعبه فى الترويج له بعض المفكرين والمنظرين الغربيين، لذلك قوبلت تحذيرات الوزيرة الفرنسية- وقبلها وزير التعليم جان ميشال بلانكيه، حينما استخدم المصطلح نفسه محذرًا من الإسلام اليسارى- بردود أفعال أبدت استغرابها من تلك المصطلحات الجديدة الدالة على تفاهمات غير مألوفة بين تيارات متناقضة فى الحالة الغربية».

وجاءت تصريحات وزيرة التعليم العالى فى فرنسا، والتى قامت فيها ببلورة صيغة تحالف بين اليساريين المتطرفين والنشطاء المقربين من جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتشددة، بعد جريمة ذبح المعلم الفرنسى صاموئيل باتى، وعقب إشارات لوزير التعليم بوجود اليسار الإسلامى فى المدرسة التى كان يعمل بها المعلم الفرنسى.

ورأى التقرير أن تشوش الرؤية والخلط المنهجى المبنى على أطروحات مفكرين غربيين منتمين إلى اليسار الراديكالى والانحياز للحركات المتطرفة وجماعات الإسلام السياسى فى الشعوب العربية، نتجت عنه ظاهرة لا تزال تعانى منها البلاد العربية انعكست مؤخرًا على دول أوروبا، عندما تأثر بتلك المقولات العشوائية الآلاف من الشباب النشط بتيار اليسار الراديكالى الغربى، وقادته للانضمام للتنظيمات الإرهابية والتكفيرية مثل «داعش» فى العراق وسوريا وغيرهما.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل