المحتوى الرئيسى

«أبوالنحاس».. قصة «مثلث برمودا» المصري مقبرة السفن وقبلة المشاهير والسياح

03/04 12:03

مع آخر ضوءٍ من كل يوم ينتظر أحمد بيجو، مدرب الغوص بمدينة الغردقة، رسالة من مكتب الحجر المخصص للرحلات البحرية بأن لدية رحلة في الصباح الباكر يرافقه خلالها مجموعة من السياح إلى منطقة محددة بناءً على طلبهم، وفي كثير من الأحيان يقع الاختيار على «شعاب أبوالنحاس»، كونها أشهر المناطق وأغناها بالشعاب المرجانية.

يبدأ «بيجو» يومه من الصباح الباكر بتجيهز معداته واصطحاب ما يحتاجة مرافقيه من طعام وشراب على متن المركب طوال الراحلة التي تستغرق يومًا كاملًا، ثم يجمعهم حوله فوق سطح المركب ليشرح لهم أهمية المنطقة التي ستكون بها غطستهم، ونصائح مختلفة بشأن عملية الغوص، ويلي ذلك سرد روايات وحكايات ذُكرت عن «شعاب أبوالنحاس»، أو كما يُطلق عليها البعض «مثلث برمودا» مصر، والتي تقع على بعد ما يقرب من 35 كيلو مترًا من واجهة مدينة الغردقة، وتحديدًا غرب جزيرة شدوان، في الواجهة المقابلة للمدينة بمياة البحرالاحمر، تلك الشعاب التي كثيرًا ما ابتلعت سفنًا ومراكب صيد لم يعرف سبب غرقها حتى الآن، في تلك المنطقة الهادئة من مياة البحرالاحمر، ذآت الشعاب المرجانية النادرة والاسماك الفريدة من نوعها، كما وصفها الباحثون البيئيون وغيرهم من صيادوا الغردقة سُطّرت حولها حكايات ما بين جِنّ يسكنها، أو اشباح تحكمها تحت مياه البحر.

عدد السفن الغارقة بالمنطقة والتي سُجلت رسميًا

هنا يتحدث «بيجو» لرفقائه في الرحلة عن منطقة شعاب أبو النحاس وهي المنطقة التي شهدت غرق سفن كثيرة، إلا أنه تم تسجيل 7 سفن ضخمة منها رسميًا وهي التي سوف تبدأ بموقعها رحلتهم نحو تجربة الغطس، السفينة «إس إس كارناتيك»، والتي غرقت في عام 1896، والسفينة «كيمون إم»، والتي غرقت عام 1978، والسفينة «أولدن»، والتي غرقت عام 1987، والسفينة «تشريسكولا كيه»، وغرقت عام 1981، والسفينة «غيانيس دي»، وغرقت عام 1983، بعد أن تكاثرت الشعاب المرجانية وحولتها الي وجهة هامة لرياضة الغوص.

رافقت «الدستور» أحمد ومجموعة من السياح لمعرفة حقيقة ما يُثار عن «أبوالنحاس»، وخطورتها وكشف حقيقة ما قيل عنها، ليتحدث «بيجو» عن المنطقة قائلًا: «دي من أهم الأماكن واشهرها بالنسبة للسياح محبي الغوص وكل الحكايات عنها تخوف لكن الحقيقة عكس ما يُقال عنها، حيث إنها مصنّفة من أهم الواجهات التي يقصدها السياح وهي الوحيدة التي تحتوي على حطام 5 سفن عملاقة، بعضها يقع على عمق أكثر من 30 مترًا، وتمتلكها هيئة الموانئ البحرية، والتي تسعى وزارة البيئة للحفاظ على ذلك الحطام في هذا الموقع، كما أن وجودها في القاع يُساعد على تخفيف الضغط على البيئة الطبيعية للشعاب المرجانية ويُساهم في بناء شعاب جديدة عليها».

مشاهير العالم تحت مياه «أبوالنحاس»

هُنا طلب عياد محمد، أحد أعضاء فريق مدربي الغوص على متن الرحلة، الحديث عن مرافقته لأحد مشاهير كرة القدم سولفاكي الجنسية، جاء خصيصًا لممارسة هواية الغوص بعد أن نصحه أصدقاءه بزيارة منطقة أبوالنحاس تحديدًا، ليخرج بعدها في ثلاث رحلات متتالية وبعد انتهاء زيارته بدأ في إرسال اصدقائه وتوجيههم للذهاب لتلك المنطقة بعد أن نشر فيديو له تحت الماء معلقًا عليه: «في تلك المنطقة المصرية يمكنك أن تعيش في عالم آخر من الجمال».

وأضاف «عياد» في أن هناك فنانين مصريين وعرب حضروا للقيام برحلات غطس بمياه أبوالنحاس بشكل خاص ممن لديهم حب المغامرة والاستمتاع بالبحر والشعاب المرجانية.

بعد توقفت المركب بمكان قريب من المنطقة ولم تقترب خوفًا من اصطدام جسم المركب بالشعاب المرجانية، واستقلال قاربٍ صغير، بدأ بيجو في تجهيز مرافقيه واستعدوا للنزول واحدًا تلو الاخر كل شخص يرافقه مدرب خاص به للغوص بمحيط وداخل السفن الغارقة بالمنطقة والتي تحولت لكنز مكشوف تحيطه الأسماك التي يُطلق عليها السمك الكريم، وهي ما أن تجد بشرًا تحت الماء الا وألتفت حوله لتأتي الدرافيل تلاعبه وتتراقص معه احتفالًا به، ليوجه «بيجو» مرافقه تحت الماء للدخول الي المناطق التي تعلوها الشعاب المرجانية ليسبح في جنة البحر الأحمر.

وبعد وقت تجاوز الـ40 دقيقة لبيجو مرافقهُ تحت الماء يخرج وهوا ينزع زي الغطس عن مرافقه بعد إنهاء غطسته الاولي للاستراحة، ويسأل مرافقه هل قابلك شيطان البحر أو الجان؟، ليبتسم ذلك السائح الذي يدعي "جآك بيتري" أوكراني الجنسية ويقول له" لم أجد أجمل من هذه الشياطين من قبل"، مؤكدًا أن ما سمعه من وقائع وحكايات زائفة عن المنطقة كانت مجرد أساطير وهمية.

العائدون من شعاب أبوالنحاس

في نهاية الرحلة وفي طريق العودة من شعاب أبو النحاس الي رصيف الميناء دار حديث طويلًا بين السياح ومدربهم عن المنطقة وعن أهميتها، والذين أكدوا أنهم سيعودون اليها مرة أخري ويدعون أصدقائهم لزيارتها وتوضيح حقيقة الامر عنها بأنها شيء مختلف وغريب وشيّق للمغامرة والغوص في تلك السفن الغارقة منذ مئات السنين.

مقصد السياح من دول العالم المختلفة

ووصف «بيجو في حديثه عن المنطقة وآصفًا إياها أنهامن أخطر المناطق البحرية على السفن والمراكب؛ لأن بها منطقة شعاب مرجانية تمثل خطرًا على سلامة الملاحة بها، الا أنها مصنفة من أهم مناطق الغوص عالميًا، كونها دخلت التصنيف ضمن أفضل الوجهات السياحية في تصنيف مجلة دايڤ الاجنبية والمتخصصة في رياضة الغوص، وذلك كونها تحتوي علي شعاب مرجانية ذات اشكال مختلفة حبتها الطبيعة لها، بالإضافة الي وجود حُطام السفن الغارقة والذي ساهم في زيادة الشعاب المرجانية بشكل كبير.

وأكد أن المنطقة لا تمثل خطرًا على الأشخاص، ولكن خطرها يكون على المراكب والسفن، ويرجع ذلك لوجود شعاب مرحانيك تصطدم بقاع السفن تتسبب في غرقها كونها كانت تمر من خلالها رحلات السفن العابرة من خليج العقبه أو السويس لمضيق تيران يحدث خلل يؤدي إلى الغرق.

صيادوا الغردقة: «أبوالنحاس» اسم على مسمّى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل