"أداة في حرب هجينة".. حكومة سلوفاكيا على شفا الانقسام وسط جدل سياسي حول اللقاح الروسي

أثار قرار رئيس الوزراء السلوفاكي إيغور ماتوفيتش شراء لقاح "سبوتنيك V" الروسي المضاد لفيروس كورونا، جدلا سياسيا داخل الائتلاف الحكومي الذي يضم 4 أحزاب.

واتخذ رئيس الوزراء قرار شراء اللقاح الروسي على الرغم من دعوات قوى سياسية أخرى من داخل الائتلاف الحاكم إلى الانتظار حتى تسجيل اللقاح من قبل الوكالة الأوروبية للأدوية.

وعلى خلفية القرار، هددت فيرونيكا ريميشوفا، نائبة رئيس الحكومة وزعيمة حزب "من أجل الناس" الليبرالي، بالانسحاب من الحكومة.

من جهته، توجه وزير الاقتصاد، زعيم حزب "الحرية والتضامن" الليبرالي ريخارد سوليك، إلى رئيسة الجمهورية زوزانا تشابوتوفا بطلب إجراء تعديل وزاري.

واجتمع الزعيمان مع رئيسة الدولة اليوم الأربعاء. وقال سوليك في أعقاب الاجتماع إنه يعارض انتخابات مبكرة، لكن التعديل الوزاري قد يؤدي إلى تهدئة الأمور.

سلوفاكيا تسمح باستخدام لقاح "سبوتنيك V"

وحسب وسائل الإعلام السلوفاكية، فإن الاجتماع لم يتوصل إلى أي قرار نهائي، لكن التعديل الوزاري لا يزال أحد الخيارات المطروحة.

وكانت رئيسة سلوفاكيا قد أعربت عن عدم رضاها عن شراء اللقاح الروسي أيضا.

ومن بين معارضي اللقاح وزير الخارجية إيفان كورتشوك الذي اعتبر اللقاح "أداة في الحرب الهجينة" التي تخوضها روسيا ضد الدول الغربية، على حد زعمه.

وفي الجانب المقابل، دافع رئيس الوزراء إيغور ماتوفيتش عن قراره شراء اللقاح الروسي، قائلا إن "الروس لم يفعلوا شيئا، وشركاؤنا في الائتلاف يستخدمون "سبوتنيك V" كسلاح لتدمير الحكومة".

وأشار إلى أن "مئة مواطن في الجمهورية يموتون كل يوم، ولكن بدلا من التركيز على البحث عن اللقاحات أينما كان ممكنا، يعتبر بعض الساسة أن أكبر مشكلة في سلوفاكيا هي أننا مع (وزير الصحة) ماريك كرايتشي وجدنا لقاحا فعالا".

واعتبر أن الأحزاب الأخرى والسياسيين يعارضون توريدات اللقاح الروسي لاعتبارات سياسية ضيقة، وبسبب رغبتهم في الوصول إلى الحكم بنتيجة تدهور الأوضاع وسقوط الحكومة الحالية.

وسخر ماتوفيتش من المزاعم بأن روسيا قدمت له شيئا مقابل الموافقة على شراء اللقاح، مؤكدا: "لم أعدهم بشيء، فهم لم يطلبوا مني شيئا".

يذكر أن سلوفاكيا أصبحت ثاني دولة في الاتحاد الأوروبي بعد هنغاريا، اشترت لقاح "سبوتنيك V" الروسي المضاد لفيروس كورونا، بينما لم يرخص الاتحاد الأوروبي استخدام اللقاح رسميا بعد.

وكانت روسيا قد دعت مرارا لتجنب تسييس موضوع توزيع وشراء اللقاحات، حيث عارضت بعض القوى السياسية في بعض الدول شراء أي لقاح من روسيا لاعتبارات سياسية.