المحتوى الرئيسى

كوفيد-19 | الحقيقة وراء حالات الوفاة بسبب لقاح فايزر - تقرير علمي – طب اليوم

03/03 06:05

تتهم عناوين الأخبار لقاح فايزر بأنه تسبب في حالات وفاة بعد الحقن به من وقت لآخر٬ وذلك بعد حقن الملايين به واستمرار استخدامه في حملات تطعيم كورونا  في دول العالم الكبرى.

ووصلت الاتهامات لحد أن نشرت بعض المقالات الصحفية أنه يسبب وفيات أكبر بمئات أو عشرات المرات مقارنة بوفيات فيروس كورونا بدون اللقاح.

وزعمت صحيفة عربية أن حالات الوفيات ازدادت في اسرائيل التي قامت باستخدام لقاح فايزر في حملات التطعيم على اراضيها، ويدعم ذلك  فيديو يوتيوب تم نشره على توتير ومنصات السوشيال ميديا بداية من الشهر الماضي واتهم لقاح فايزر بأنه تسبب في وفيات كثيرة في إسرائيل.

والحقيقة أن الفيديو تم نشره بواسطة بلوجر اسرائيلي حاول الدفاع عن رأيه عن طريق سرد لأسماء أشخاص توفوا بعد حقن لقاح فايزر٬ لكن عرضه كان يخلو من أي دليل يربط بين الوفاه والحقن باللقاح.

والحقيقة التي تؤكدها المصادر الرسميه لبلاده أن دراسات العالم الحقيقي وضحت كفاءة في الحماية من الوفيات تقدر بنسبة 72%  يوفرها لقاح فايزر بعد أول جرعة.

وهذا ما تم نشره في دراسة بالدورية العلمية المرموقة نيو انجلاند جورنال NEJM  بتاريخ 25 فبراير .

وبخصوص اتهامات لقاح فايزر بأنه يسبب وفيات أكبر بمئات أو عشرات المرات مقارنة بوفيات كوفيد-19 بدون اللقاح فهو أمر يخالف الواقع الصريح الذي تؤكده تقارير الدول الكبرى المتعددة.

حيث أن نسب وفيات كورونا تتراوح بين 2-8% و تكون في أعلى قيمها مع كبار السن٬ فلو فرضا مثلا أن  الستة مليون شخص الذين تم تطعيمهم بلقاح فايزر في شهر بالولايات المتحدة أصيبوا بعدوى كوفيد فعلى الأقل كانت الوفيات ستكون  120,000 مع ملاحظة أن معظم هؤلاء الأشخاص من كبار السن.

كما أن فرنسا نشرت مؤخرا أنه تم حقن أكثر من 3  مليون من مواطنيها بلقاح فايزر٬ ولو كانوا أصيبوا بعدوى كوفيد -19 كانت الوفيات ستكون على الأقل 60,000  شخص وهو ما لم يحدث أيضا.

و مع أنه حدثت وفيات لكنها كانت بأعداد قليلة لم يتأكد ارتباط أي منها بتلقي لقاح فايزر.

يشير المنطق العلمي أنه لا يمكننا الاعتماد على حدوث حالات وفيات في الاستنتاج ببساطة أن لقاح فايزر أو أى دواء أو لقاح جديد يسبب الوفاة وهو ما تصر بعض الصحف و معارضو اللقاحات على انتهاجه٬  فالطبيعي أن تحدث الوفيات في ملايين البشر  الذين يتلقون جرعات اللقاح أو بدونه.

وما يجب ملاحظته بخصوص لقاحات كورونا وبخاصة لقاح فايزر الذي بدأت به حملات تطعيم كورونا في العديد من دول العالم٬ أن هذه الحملات أعطت الأولوية لكبار السن 80 أو أكبر٬ والمقيمين في دور الرعاية الصحية٬ وهم فئة تكون فيها احتمالات الوفاة أعلى من الاحتمالات العامة للوفيات في المجتمع ككل.

وهو أمر قد  جعل أحد أعضاء لجان ترخيص اللقاحات في مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية CDC يصوت برفض تطعيم كبار السن خاصة أصحاب الأمراض المزمنة منهم والاكتفاء بتطعيم من يرعاهم لحمايتهم٬ وذلك  خوفا من ربط نسب الوفيات المرتفعة بطبيعتها في هذه الفئة باللقاح خاصة وأن حملات التطعيم ستعني بالاهتمام بهذه الفئة أولا.

ولكي نتمكن من ربط الوفيات بتلقي لقاح ما لابد أن نلاحظ:

معدلات الوفاة المتوقعة في كل فئة من الفئات التي تتلقى اللقاح وليس في المجتمع ككل٬ فمثلا يتم مقارنة عدد الوفيات في المليون الذي حدث في الأشخاص أكبر من 80 عام  الذين تلقوا اللقاح في شهرين ومقارنة هذا العدد بمتوسط أعداد الوفيات التي تحدث في هذه المدة بدون لقاح.

وجود نمط معين متكرر لحدوث الوفيات المختلفة يمكنه أن يرجح ارتباطها باللقاح٬ ولكن الوفيات التي تحدث لأسباب متعددة وبأشكال مختلفة لا يمكن علميا ربطها باللقاح الجديد الذي طرح لاستخدام العامة.

وجود طريقة غير متوقعة للوفاة وأعراض جديدة غير معتادة وغير معروفة السبب تمكن الخبراء من ربطها باللقاح الجديد ودراسة طريقة حدوثها.

وما تؤكده المنظمات العلمية على مستوى العالم حاليا أن لقاح فايزر لم يتم ربطه بأي شكل من أشكال الوفاة٬ وذلك بعد دراسة  الخبراء لنتائج تطعيم عشرات ملايين الأشخاص في دول العالم المختلفة٬ و يصاحب ذلك  أدلة علمية توضح كفاءته العالية في الحماية من الوفاة بفيروس كورونا.

وفيما يلى نماذج من دراسات تحليلية حقيقية تعتمد على رصد اعراض الملايين الذين تلقوا لقاح فايزر  في حملات تطعيم كورونا و دراسة تأثير حقن اللقاح على الوفيات بشكل علمي.

توضح  مراكز مكافحة العدوى الأمريكية CDC أن المراقبة والتدقيق التي تختص بأمان استخدام هذين اللقاح كانت الأقوى والأشد تدقيقا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية على الإطلاق.

واستخدم فيهما نظام إحصائي لرصد كل  الأعراض الصحية والمرضية التي  مرت بكل الأشخاص الذين تلقوا تطعيم كورونا وذلك بهدف القيام بتحليلها علميا والتأكد من طريقة حدوثها  واحتمالات ارتباطها باللقاح  سواء كانت هذه الأعراض بسيطة أو شديدة..

وما وضحته نتائج هذه الدراسات والتحليلات في أول شهر من حملات التطعيم الأمريكية (من 14 ديسمبر إى 13 يناير) أنه وبعد حقن  13,794,904 جرعة من لقاح فايزر (نصف عدد الجرعات تقريبا)  أو لقاح مودرنا فإن الأعراض التي تم تسجيلها لم تتضمن  أي اعراض جانبية خطيرة غير متوقعة.

وكانت هناك حالات نادرة من تفاعلات الحساسية الشديدة بعد تلقي هذين اللقاحين بمعدل 4.5  حالة لكل مليون جرعة يتم حقنها

وتم تسجيل 113 حالة وفاة ضمن الأشخاص الذين تم حقنهم ب  ال  13,794,904 جرعة من تطعيم كورونا لكن الوصف الطبي لكيفية حدوث الوفيات وتحليلها لم يرجح وجود أي صلة بين هذه الوفيات وبين الحقن بلقاح فايزر أو لقاح مودرنا.

حدثت ثلثي هذه الوفيات في أشخاص يعيشون في دور رعاية طبية بسبب حالات مرضية مزمنة٬ وهي فئة معرضة لاحتمالات وفيات أعلى من ذلك في هذه الفترة٬ ولذلك فهي لا تشكل سببا للقلق على الإطلاق.

كما أن الوفيات التي حدثت خارج دور الرعاية الطبية تتماشى مع أسباب الوفيات العادية وليس له نمط معين أو شكل غير متوقع يشير إلى أي ارتباط بحقن تطعيم كورونا.

ويؤكد الخبراء أن هذه النتائج تعتبر عامل مطمئن يوضح ما يمكن أن ينتظر الشخص بعد تلقي هذين اللقاحين من آثار جانبية تخلو من الخطورة٬ و توضح الاحتمالات الضئيلة لتفاعلات الحساسية الشديدة التي يمكن أن تصاحب حقنهما.

نشرت هيئة الصحة العامة في بريطانيا بتاريخ 1  مارس 2020  على موقع الحكومة البريطانية تقرير عن دراسات العالم الحقيقي في بريطانيا التي تؤكد نجاح لقاح فايزر ولقاح أكسفورد في حماية الأرواح في حملات تطعيم كورونا في بريطانيا.

وتوضح الدراسة أن لقاح فايزر استطاع تقليل الوفيات بسبب عدوى كوفيد-19  بنسبة 83 %  وهي نسبة كبيرة تؤكد نجاحه.

هذا وقد نشرت اسكتلندا مؤخرا دراسة شملت كل مستشفيات الأراضي الاسكتلندية ووضحت أن جرعة واحدة من لقاح فايزر لها نسبة كفاءة 85% في الحماية من الحاجة لعلاج كوفيد-19 في مستشفى بعد 28 يوم إلى 34 يوم بعد الحقن بالجرعة الأولى.

الدراسة موضحة في مقال طب اليوم بهذا الرابط: اسكتلندا تعطينا سببا للتفاؤل وتوضح كفاءة جرعة تطعيم واحدة في منع المضاعفات

بحسب منظمة الصحة العالمية فإن لقاح فايزر هو لقاح آمن وفعال في حدود الأشخاص الذين لا مانع من حقنهم بهذا اللقاح وهو موضحون في مقال طب اليوم بهذا الرابط: ما هي موانع تطعيم كورونا ب “لقاح فايزر”؟

ويعتمد قرار منظمة الصحة العالمية على تقييم لجنة من الخبراء المستقلين المتخصصين في علوم المناعة وترخيص اللقاحات واستخدامها الآمن.

لمعرفة الحقيقة وراء حالات الوفاة بسبب لقاح فايزر لابد أن نلجأ إلى دراسات تم تقيمها مع توضيح مصادرها الرسمية٬ حيث لا يمكننا الاعتماد على مشاهدات وآراء شخصية أو مقالات صحفية قد تكون بعرض الشهرة الإعلامية وزيادة المتابعين فحسب.

ويكون من تأثيراتها نشر الذعر ومنع التأثير الوقائى الذي يوفره لقاح فايزر٬ وذلك بعد أن أثبتت أمانه وكفاءته في حماية الأرواح تقارير رسمية مستقلة لبلاد متعددة استخدمته في تطعيم الملايين.

يعتبر رصد التأثيرات الجانبية لأي لقاح أو عقار جديد بعد بدء العامة في استخدامه خطوة من خطوات الترخيص المستمرة٬ وتواصل المؤسسات العلمية الصحية حول العالم متابعة هذه الخطوات يوما بيوم تحسبا للعثور على أى أعراض جانبية مع زيادة الاستخدام الموسع٬ و ذلك بهدف التحذير منها فور ظهورها.

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل