المحتوى الرئيسى

"حسابات مزيفة استخدمت صوري للترويج لخدمات جنسية" - BBC News عربي

03/03 07:27

كانت نيكول بيتركين قلقة من سوء ظن الناس بها بسبب الحساب المزيف لها

"شعرتُ بصدمة شديدة، كنت خائفة مما قد يظن الناس بي".

عندما تلقت نيكول بيتركين البالغة من العمر 20 عاماً، رسالة من صديقة قديمة لها عبر انستغرام تستفسر عن حسابها، ظنت أن خطأ ما قد وقع، لكن سرعان ما اكتشفت الشابة التي تعمل في محلات البيع بالتجزئة، من مدينة أبردينشير، أن صوراً لها منشورة على حساب لا تعرف عنه شيئاً، وكان ذلك الحساب يُعلن عن تقديم خدمات جنسية.

وقالت لبرنامج "ذا ناين" لبي بي سي، في اسكتلندا: "خشيت من أن يكتشف أفراد اسرتي أو زملاء الدراسة أو حتى زملاء العمل ذلك... ماذا سيقولون عني؟".

وجدت بيتركين أن الصور التي نشرتها على حسابها الشخصي على انستغرام، تُستخدم في ملف تعريفي مزيف على وسائل التواصل الاجتماعي ينتحل شخصيتها.

وكانت الصفحة تعلن عن موقع إلكتروني احتيالي يعد بتقديم صور فاضحة للشابة بيتركين مقابل الحصول على المال والمعلومات الشخصية.

وقالت: "لا شأن لي بالأشخاص الذين يقدمون على فعل هكذا أفعال، لكنني لا أريد أن يظن الناس أنني حقاً أنا من قمت بذلك".

مقاطع الفيديو الجنسية الزائفة "تسبب لي الكوابيس"

الاغتصاب والابتزاز الجنسي: فتيات يتحدثن عن تجاربهن مع منصات التواصل الاجتماعي

العار: الجنس والشرف والابتزاز في عالم الانترنت

قالت إدارة إنستغرام إنها لا تسمح بأي نشاطات أو حسابات غير حقيقية على موقعها وإنها تحظر "ملايين الحسابات المزيفة كل يوم".

لكن عملية الاحتيال التي وقعت فيها بيتركين، كانت معدّة بطريقة تجعل من السهل الوقوع في حبائلها، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وخدمات المواقع الإلكترونية المجانية، وهذه تؤثر على المزيد من الشابات.

تقول نيكول إنها صُدمت من مدى سهولة انتحال المحتالين لهويات مختلفة عبر الإنترنت

ويبحث المحتالون في وسائل التواصل الاجتماعي عن الملفات الشخصية العامة التي يريدون نسخها، وتنزيل الصور منها لاستخدامها لاحقاً لتحقيق غاياتهم. فيُنشأون صفحات تدّعي بعرض العمل في مجال الجنس وتقديم الخدمات الجنسية، باستخدام مواقع الكترونية مجانية مثل "ويكس"، وتعد بعرض صور فاضحة على مواقع مثل "أدماير مي" و" أونلي فانز"، وبالطبع لن تكون هناك أي صور حسبما يعدون المشتركين.

ويستخدم المحتالون منصات التواصل الاجتماعي مثل انستغرام للترويج لصفحتهم عن طريق انتحال هوية الحساب الأصلي.

وكانت صفحة بيتركين صفحة عامة عندما تعرضت للاحتيال، وأزيلت الصفحة المزيفة لاحقاً، ولكن، رغم أنها الآن جعلت حسابها خاصاً، إلا أنها تطالب شركات التواصل الاجتماعي ببذل المزيد من الجهد لمنع أمثال عمليات احتيال هذه.

وقالت: "أشعر بالارتياح لأن الأمر انتهى، لكنني مازلت أتلقى رسائل من غرباء حتى يومنا هذا، وهي رسائل من قبيل: "سأرسل لك مالا إذا أرسلت لي بعض الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بك".

وتتابع قولها: "ترك الأمر تأثيراً سيئاً علي، يجب أن تنظر هذه الشركات في الأمر وتقوم بفعل أي شيء حيال ذلك، لأنه ثمة عدد كبير من الأشخاص الذين يقومون بإنشاء ملفات تعريف مزيفة لفتيات صغيرات مستخدمين صورنا".

وتضيف: "لا نستطيع التحكم بانتشار تلك الصور الخاصة بنا".

مواقع إباحية شهيرة "تشكل تهديدا" لأجهزة متصفحيها

تقدم جيس ماكبيث نصيحة لجيل الشباب عن كيفية البقاء آمنين على الإنترنت

قالت مستشارة الأمن والسلامة على الإنترنت جيس ماكبيث، التي تمثل مركز الإنترنت الآمن في اسكتلندا بالمملكة المتحدة، إنه غالباً ما يستجلب المحتوى الجنسي تقنيات وعمليات احتيال جديدة عبر الإنترنت.

وأوضحت أنه: "إذا فكرنا بالشخص الذي سُرقت صوره وتأثير ذلك عليه، فقد يكون الأمر ذا تأثير عميق جداً على مثل هؤلاء الأشخاص من حيث شعورهم تجاه أنفسهم، وتفكيرهم بنظرة الآخرين إليهم، ناهيك عن حقيقة انتشار صور لهم ليس بمقدورهم التحكم بها وإزالتها".

وتتابع ماكبيث قولها: على الرغم من تمكن هؤلاء النساء من الإبلاغ عن الحسابات المزيفة وإزالتها من المنصة، إلا أن إثبات النشاط غير القانوني على هذه المنصات مسألة صعبة للغاية.

وقالت: "قد يكون تقديم شخص ما إلى العدالة مسألة أكثر تعقيداً".

وتقول أنابيل ترنر، المحامية السابقة ومؤسِسة "سايبر سيف اسكوتلند"، إن القانون لا يحمي شابات تم انتحال هوياتهن أمثال نيكول.

ما مدى انتشار المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت؟

تقول أنابيل تيرنر: تترك هذه الجرائم تأثيراً على النساء أكثر من الرجال

وقالت إن عمليات الاحتيال تُرتكب إذا قام شخص ما بدفع مبلغ نقدي أو معلومات شخصية إلى تلك الحسابات المزيفة، لكن ليس واضحاً ما هي الجرائم الأخرى المنضوية تحت هكذا عمليات احتيال.

وقالت: "الأشخاص الذين يجب أن يهتم المجتمع بحمايتهم في هذه الحالة، هم الشابات اللواتي تم انتحال هوياتهن وأسيئ استخدامها، واللواتي في الواقع ليس لديهن أي خيار سوى محاولة إزالة تلك المواد المنشورة في أسرع وقت ممكن".

وتقول: "في الواقع ليس حدوث هكذا أفعال ما يفاجئني بل عدد الحالات الهائل".

تستخدم ماكفارلين حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي للعمل مع شركات مختلفة

قالت هيذر ماكفارلين، التي نشأت في منطقة إيست لوثيان في اسكتلندا، والتي تعمل الآن في شركة تكنولوجية في مدينة مانشستر، وتروج للعلامات التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي، إنها لم تتوقع قط أن تكون هي ضحية لهكذا نوع من الاحتيال.

لكن في أغسطس/آب من العام الماضي، بدأت الشابة البالغة من العمر 23 عاماً، تتلقى رسائل من أصدقائها تنبهها إلى وجود حساب مزيف يستخدم صورها الشخصية لعرض العمل في مجال تقديم خدمات جنسية.

وقالت ماكفارلين: "في الواقع، ظن الناس أنني كنت فعلا أروج لذلك وأنني أنشأت حساباً منفصلاً لأنني لا أرغب أن يراه أحد من أفراد أسرتي".

أزيل الحساب الذي انتحل هويتها بعد أن أبلغت هي وأصدقاؤها عنه، لكن ينتابها شعور مستمر بالقلق ما دامت الشركات لا تتخذ المزيد من الإجراءات التي تضمن حماية حسابات الشابات.

وقالت "إنه لأمر مروع أن يحدث ذلك مرة أخرى، لا ينبغي أن يحدث، لكن هذا هو عالمنا الذي نعيش فيه".

تطالب ماكفارلين الشركات باتخاذ المزيد من الإجراءات التي تضمن حماية حسابات ضحايا الاحتيال

وقالت إن من يقفون وراء عملية الاحتيال "رأوا فرصة لاستغلالي أنا والشابات الأخريات كما حدث معهن بالضبط، وهو أمر محزن للغاية".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل