المحتوى الرئيسى

عقوبات على قياديين حوثيين.. أمريكا تقطع أياد إيران باليمن

03/03 04:13

لطالما تكتم الحرس الثوري الإيراني عن أياد الإجرام باليمن لتنفيذ مخططاته وها هي لائحة الإرهاب تطارد "القتلة الأكثر صمتا" لوكلائه

وعادت واشنطن لسلاح العقوبات لتشمل هذه المرة القيادين العسكرين الحوثيين "منصور السعادي" و"أحمد الحمزي" كضربة بحق الإرهاب الإيراني باليمن والمنطقة، وذلك عقب أيام من فرض مجلس الأمن عقوبات على قائد أمني.

وفيما يبدو فالعقوبات الجديدة دلالة أخرى للإدارة الأمريكية عن فداحة الشطب المبكر لأسم "جماعة الحوثي" من القائمة السوداء والتخلي عن أهم أداة ضغط دون أي ضمانات للسلام بالبلد. 

والسعادي والحمزي هما عضوان بارزان بين شبكة أذرع رأس الأفعى عبدالملك الحوثي، ويمثلا بالنسبة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي قتلة متمرسين ومن أبرز القادة السرين الميدانيين المنفذين للهجمات الصاروخية ضد السعودية تحديدا والعمليات البحرية على سفن الشحن لابتزاز العالم. 

القيادي الحوثي منصور السعادي مع بعثة الأمم المتحدة في ميناء الحديدة

وتنشر "العين الإخبارية" تفاصيل حصرية عن القياديين الحوثيين "السعادي" و"الحمزي" لاسيما وأن الأول من رؤوس الإرهاب في البحر الأحمر، وعضو فريق الانقلابيين بـ"لجنة الحديدة الأممية" فيما الثاني هو أكبر مسؤول عن إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار منذ أكثر من عامين ولديه تاريخ مظلم يتجاوز المنطقة.

حتى يناير 2019، لم يكن أحد يعرف قيادي حوثي يدعى "أحمد علي الحمزي" لكن تعينه في منصب كبير، يخضع بشكل كلي لإدارة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي، فتح الأعين نحو الماضي القاتم.

وعين زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي "الحمزي" المكنى "أبو شهيد" والمتحدر من بلدة "سحار" صعدة قائدا لما يسمى "العمليات العسكرية لسلاح الجو" ومنحه رتبة "لواء". 

وطيلة السنوات الماضية تولى الرجل مهمات إرهابية خارج اليمن قبل أن يعود للعمل من صنعاء كمسؤول أول عن إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة خلفا عن "إبراهيم الشامي" الذي خضع للإقامة الجبرية أشهر بصعدة وتضاربت الأنباء حول اغتياله.

وما بين ماضي أسود يبدأ منذ تجنيد طهران له باكرا ثم تدريبه لسنوات ليحصل قيادة وأركان لدى القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، وحاضرا أكثر سوادا جعل القضاء اليمني يضعه في الخانة 77 لقائمة القادة المشاركين في تأسيس كيان إرهابي مسلح.

وقالت مصادر أمنية يمنية متطابقة لـ"العين الإخبارية" إن أهم أدوار الحمزي هو عمله كممثل لزعيم المليشيات الانقلابية الإرهابية لتلقي الدعم الخارجي المادي والعسكري، ومنسقا لدوائر المخابرات الحوثية والإيرانية في لبنان وطهران وبعض دول أوروبا والخليج متنقلا بجواز سفر وهوية غير حقيقية. 

القيادي منصور السعادي خلال اجتماع مع قادة مليشيا الحوثي

كما "عينه زعيم مليشيات الحوثي مندوبا عسكريا لدى "حزب الله" قبل الانقلاب وإسقاط العاصمة صنعاء".

وكشفت المصادر عن أن الحمزي تولى التنسيق لتدريب أول مجموعة بحرية حوثية "كوماندوز" على يد خبراء حزب الله في لبنان، كما ارتبط بأجهزة مخابرات خارجية متعددة مساندة للحوثيين يعمل لها الانقلابيين بالوكالة في البلاد.

وأكدت المصادر لـ"العين الإخبارية"، أن "أحمد الحمزي" لازال يعمل مسؤول عن عمليات تهريب الأسلحة وقطع الطيران المسير حتى اليوم ومن قلب صنعاء، مشيرة إلى ارتباطاته الواسعة مع تجار ومهربي السلاح، بدأت عقب عمله مع تاجر السلاح الشهير "فارس مناع" المدرج بقوائم عقوبات مجلس الأمن.

ولا يتوقف دور الرجل عن العمليات الإرهابية وتهريب السلاح، وطبقا لذات المصادر فقد تم رصد شبكة واسعة يديرها "الحمزي" وتنشط في تهريب المخدرات القادمة من إيران لليمن.

وبحسب المصادر الأمنية فأن الحمزي هو مسؤول "ملف تهريب المخدرات" وعمل مؤخرا للمقايضة بشحنات مخدرات إيرانية بنصف القيمة مع تجار سلاح محليين للحصول على ذخيرة وسلاح".

يعتبر القيادي "منصور أحمد السعادي" المكنى "أبو سجاد" أحد القادة العسكرين المتطرفين لمليشيات الحوثي المنحدرين من معقل الانقلاب "مران" في محافظة صعدة، أقصى شمالي البلاد.

ويملك السعادي تاريخ حالك السواد، كغيرة من القادة الحوثيين لكنه أحد القلائل ممن دربتهم الحرس الثوري الإيراني في معسكراته في طهران وأخرى دورات عسكرية على يد ضباط حزب الله اللبناني ثم عاد لليمن كذراع إرهاب لنشر الخراب من على الأرضي اليمنية.

ذاع صيت "أبو سجاد" السيئ عقب عمله مع القيادي الحوثي "نائف أبو خرفشة" ذو صلة القرابة بزعيم المليشيات خلال اجتياح محافظة الحديدة بعيد أيام من اسقاط صنعاء أواخر 2014، وقد كلفه زعيم الجماعة بتفكيك القوات البحرية وقوات الدفاع الساحلي بالجيش اليمني السابق في محافظة الحديدة تحديدا.

وقاد الإرهابي السعادي حملات قمع وتنكيل وحشية ضد ضباط البحرية وطلاب الكلية البحرية حتى أحكم قبضته على كافة مفاصل هذه القوة.

وقال مصدرين رفيعين في القوات البحرية سابقا لـ "العين الإخبارية"، إن "أبو سجاد السعادي" وقف خلف عمليات إرهابية ممنهجة لتصفية تشكيل بحري محترف بأكمله كان يتولى مهمة "الضفادع البشرية" تتبع الحرس الجمهوري سابقا، بالإضافة لإخفاء قسري لطلاب في الكلية البحرية لازال مصيرهم غامض حتى اليوم.

وأوضحت أن المدعو "السعادي" يشكل الرجل الأول لزعيم المليشيات في ما يسمى "القوات البحرية والدفاع الساحلي" الذي شيدها بإشراف وتدريب مباشر لخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الأرهابي على انقاض القوات اليمنية السابقة وقد تم منحه نظير دوره الإرهابي رتبة "عميد".

وأشار المصدرين إلى أن الإرهابي "أبو سجاد" فتح عديد معسكرات تدريبية لمليشياته في المديريات الشرقية للحديدة خصوصا مديرية "السخنة" وقام بنهب كافة أسلحة البحرية والدفاع الساحلي وتجنيد الفقراء والمهمشين واللاجئين الأفارقة. 

ومع إطلاق التحالف العربي عملية تحرير مينائي المخا و الحديدة 2017، لجأ المدعو "أبو سجاد" لبث ألغام بحرية بدائية الصنع وأخرى من نوع صدف إيرانية الصنع بشكل عشوائي في المياه الإقليمية وفي الموانئ الحيوية ثم أدار بتوجيه إيراني مباشر عشرات الهجمات ضد سفن الشحن، طبقا لذات المصادر.

وعقب توقف معركة الحديدة، بموجب اتفاق ستوكهولم، أواخر 2018 عينت المليشيات "منصور السعادي" بجانب المدعوين "علي الموشيكي" و"محمد القادري" أعضاء في لجنة إعادة الانتشار التي بإشراف الأمم المتحدة على تنفيذ الانسحابات من موانئ ومدينة الحديدة.

واستغلت المليشيات الاتفاق لشرعنة بقاءها رسميا في بوابة اليمن الغربية، إذ أفشلت أي تطبيق على الأرض من بينها مسرحية سافرة أدارها "السعادي" وآخر يدعى "المؤيد" عبر انسحاب وهمي أمام أنظار الأمم المتحدة من الموانئ بما فيه ميناء الحديدة وإلباس العناصر المسلحة بزة خفر السواحل بزعم أنها قوة أمنية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل