المحتوى الرئيسى

«هدوءءءءءء» و«التأجيل والتعديل» أبرز مقالات كبار كتاب الصحف

03/02 08:48

تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء عددًا من الموضوعات المهمة المتعلقة بالشأن المحلي.

من جانبه، أعرب الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام -في عموده "إنها مصر" بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "هدوءءءءءء!"- عن أمله في أن تتوقف مدفعية التصريحات بشأن القوانين والقرارات التي تمس حياة الناس، ولا تخرج إلا بعد الدراسة والتأني وقياس ردود أفعالها، ففي بلدنا إنجازات مهمة ومشروعات كبيرة، يجب أن تتصدر المشهد، بدلًا من الترويج لأقوال وشائعات تعكر الهدوء وصفو الحياة.

وأشار جبر إلى أن طريق الإخوان كان مفروشًا بالورود بعد 25 يناير، للعودة إلى المجتمع في محبة وهدوء وسلام، ولكنهم أذاقوا البلاد كؤوس الدم، فكانت نهايتهم في 30 يونيو.

وقال: "إذا أردنا أن نعرف كيف يملأون عقول الشباب بالمتفجرات بدلًا من الموعظة الحسنة، وكيف يحولون أجسادهم إلى أشلاء بزعم الجهاد، علينا أن نفحص اعترافات شيوخهم في تحقيقات النيابة وأمام المحاكم، لتوثيق جرائم تخريب العقول".

وأضاف جبر أن تجديد الخطاب الديني رسالة تنويرية تستهدف العقول، وليس الجدل والاختلاف واستعراض الألفاظ والعبارات، بل النفاذ إلى الأفكار وتطهيرها من كل فكر يسيء للإسلام، ولا يستطيع أن يتصدى لهذه المهمة الصعبة، إلا من يمتلك القدرة والرغبة معًا، في زمن الهروب من المسئوليات.

وتابع أن الأمة تحتاج إلى علماء منفتحين على المتغيرات التي يشهدها العالم، ولديهم الجرأة والشجاعة للتصدي للأفكار الرجعية المتشددة، التي تسيء للإسلام والمسلمين، علماء لا يخشون في الحق لومة لائم، ويضعون نصب أعينهم مصلحة الناس وإعلاء شأن الدين.

ولفت جبر إلى أن بعض العلماء يستخدمون الصمت خوفًا من المتشددين، أو غير قادرين على مواجهتهم، أو معارضون للتجديد وراضون عن التجميد، ويتعاملون مع هذه القضية المهمة والخطيرة، بطريقة ذر الرماد في العيون.

وأردف رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قائلًا إن الفقر ليس فقط البطالة والعشوائيات والعوز والاحتياج، لكنه أيضًا في الجهل الذي يسيطر على العقول، والخرافات التي أصبحت اللغة السائدة في فتاوى التطرف، وفي الكتب والشرائط الصفراء وغرف الشر الإلكترونية، وفي لبن البقرة المبروكة التي تشفي من كل الأمراض.

واعتبر أن مكافحة الجهل أصعب بكثير جدًا من التنمية الاقتصادية، وشق الطرق وإنشاء المصانع وبناء المساكن، أسهل بكثير جدًا، من تأسيس عقول سليمة تصون العلم والتقدم والحضارة والمدنية، وتقدم الدول رهن ببناء الإنسان وتعظيم قيمته وتنمية ثقافته.

وأضاف جبر: "لن أقول مثل علماء النفس أن السبب هو فشل الدفاعات النفسية التي تولد عند الإنسان الانتحار العقلي، ولن أقول إنه الاغتراب الناجم عن الجهل، ولن أقول الجهل هو الحصاد للأنظمة الديكتاتورية التي حكمت مصر".

وتابع: "ففي بلدنا تنتشر الخرافات التي تعالج الأمراض، ومنذ سنوات أسس نائب سابق ناديًا لمصاحبة العفاريت التي تطفئ حرائق الجن في القرى، وحضّر أحد الفلكيين أرواح المشاهير على الهواء مباشرة، وعشنا أيامًا كانت أم أيمن تحلم بأن مرسي جاي لابس أبيض في أبيض، وبعض الفضائيات تخصص الساعات للدجالين الذين يقرأون المستقبل".

واختتم كرم جبر مقاله بالإشارة إلى أن وسائل النصب والاحتيال والدجل والخرافات أصبحت أقصر طريق للشهرة وجلب الأموال، والضحك على الغلابة والطيبين.

من ناحيته، اعتبر الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" -في عموه "صندوق الأفكار" وتحت عنوان "التأجيل، والتعديل"- تدخل الحكومة لإرجاء سريان قانون الشهر العقاري حتى نهاية العام الحالي خطوة في الاتجاه الصحيح، والأهم هو الاستماع لصوت المواطنين والنواب في تعديلات هذا القانون، الذي أثار جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية، بعد أن استشعر المواطنون مخاطر تطبيقه، خاصة فيما يتعلق بالمغالاة في الرسوم المقررة.

ورأى سلامة أنه من الضروري إعادة النظر في قيمة ضريبة التصرفات العقارية، وعدم ربطها بعملية التسجيل العقاري، فالضرائب تختص بها وزارة المالية، والتسجيل العقاري يتبع وزارة العدل، ومن الممكن أن يكون لضريبة التصرفات العقارية مسار آخر لا يرتبط بشكل مباشر بعملية تسجيل العقارات.

ونبَّه إلى أن هناك اقتراحات برلمانية مهمة تطالب بخفض ضريبة التصرفات العقارية إلى 1% بدلا من 2.5%، وأن يتم تسديد هذه الضريبة على دفعات وأقساط، وهي اقتراحات مهمة يجب الإنصات إليها، وتنفيذها، خلال مناقشة مجلس النواب هذه التعديلات المقترحة.

وألمح سلامة إلى أن زيادة الحصيلة الضريبية لها أبواب أخرى كثيرة، أهمها مطاردة الفئات المتهربة، وتقنين الاقتصاد الهامشي، وهو ما يضمن مضاعفة الحصيلة الضريبية، وتحقيق العدالة بها، بمفهومها الشامل، بعيدًا عن الشقق والعقارات، خاصة في ظل وجود ضريبة عقارية تم وضعها، وتنفيذها، فلماذا تكون هناك ازدواجية في الضرائب العقارية؟!

واختتم عبد المحسن سلامة مقاله بالإشارة إلى أنه كلما تم تخفيض الرسوم والضرائب في الشهر العقاري، أدى ذلك إلى زيادة الإقبال على تسجيل العقارات، بما يصب -في النهاية- في مصلحة المواطن والدولة معًا.

من جهته، أكد الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" -في عموده "من آن لآخر" وتحت عنوان "إدراك اللحظة"- أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائمًا ينتصر للمصريين، وينحاز لمطالبهم، ويستشعر نبضهم ويطمئن على أحوالهم وظروفهم، فكل ما يجري في مصر من تنمية وعمل وبناء يستهدف توفير الحياة الكريمة لهذا الشعب، وإزالة عقود من المعاناة والتجاهل، ومن هنا جاء قرار الرئيس بتأجيل تطبيق تعديلات قانون الشهر العقاري لفترة انتقالية لمدة عامين لإتاحة الفرصة والوقت لإجراء حوار مجتمعي.

وقال توفيق إن "الفهم والوعي بتحدياتنا، طريقنا إلى تفويت الفرصة على المتربصين والمتآمرين من الدول المعادية والجماعات المتآمرة، ولابد من قراءة صحيحة للمشهد حتى نفهم ونحدد ما نريد، وما يحقق الاستقرار المجتمعي والمستهدف من إعلام معادٍ لا يتوقف من الكذب والتشويه والشائعات وبث الفتنة والتحريض".

ولفت إلى أن كثيرًا منا يقع في خطأ جسيم ولا يدرك الاختلاف بين ما نعيشه من تحديات ومعطيات ومتغيرات وفترة حرجة من عمر الوطن يواجه فيها ظروفًا وتهديدات استثنائية، وبين عقود ما قبل 2011 التي لم تكن تشهد مثل هذه التحديات التي نعيشها الآن.

وأوضح توفيق أن إدراك خصوصية اللحظة، ودقة المرحلة، واستثنائية التحديات وكثرة التهديدات والمخاطر، يجعلنا نجيد التعامل الذكي والوطني والشريف مع المعطيات الجديدة في كافة المجالات، مؤكدًا أنه لابد أن ندرك أن هذا الوطن يواجه حربًا شاملة وتهديدات خطيرة، ومن لا يرى أن مصر تتعرض لأخطر مؤامرة في تاريخها فهو مصاب بالعمى وفاقد للبصر والبصيرة، لأن ذلك يتضح جليًا مما يدور حولنا وعلى كافة حدودنا من مختلف الاتجاهات الإستراتيجية وما يعيش بداخل بلادنا، وما تتعرض له مصر من استهداف مباشر وواضح سواء بالمخططات والإرهاب والأكاذيب والشائعات والتشويه والفبركة ومحاولات تغييب وتزييف الوعي، والعبث بعقول الناس في دعوة مفضوحة للفتنة والتحريض على الهدم والإسقاط.

وأوضح أن مفتاح الفهم والتعامل الذكي والوطني والحريص على هذا البلد يبدأ من إدراك الظرف والتوقيت واللحظة والمعطيات والتحديات التي تواجه مصر، لذلك نستطيع بعد هذا الفهم والإدراك والوعي أن نصل إلى الصيغ سواء الإعلامية أو التشريعية فيما يصدر من قوانين لابد أن تمتلك "الكياسة"، وتفهم المرحلة التي نعيشها، وأيضًا ما هو شكل المعارضة الوطنية التي تتواكب وتتناسب مع حرج ودقة اللحظة التي يعيشها الوطن.

وأضاف توفيق أن بعض الموتورين الذين أدمنوا حب الظهور والعمل بنظرية "خالف تُعرف" ولفت الانتباه، عليهم أن يعيدوا قراءة المشهد المصري ويدركوا حجم المعطيات والمتغيرات والتحديات والتهديدات التي تواجه الوطن من خارجه وداخله، وإلا فإن تكوينهم العقلي والذهني والأكاديمي يعاني خللًا جسيمًا.

وتابع: "الحقيقة نحن في حرب كاملة، والجزء الأهم فيها أن هناك حروبًا إعلامية تُدار ضدنا مضمونها الأكاذيب والشائعات والتشكيك، ومحاولات تزييف الوعي واختلاق وقائع بهدف إحداث فتنة وتحريض تؤدي في النهاية إلى احتقان شعبي وهز الثقة المجتمعية ومن ثم هدم وإسقاط بأيدينا، ولا أدري لماذا لم يدرك هؤلاء هذه الحقائق ويكيلوا الاتهامات دون إدراك أو فهم أو وعي بطبيعة المرحلة، وخصوصية اللحظة ودقة التحديات".

وأردف رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" قائلًا إنه "وفي هذا الإطار، لابد أن ندرك خطورة إصدار قوانين تتعلق بالناس، دون إدراك لطبيعة اللحظة والمرحلة، والظروف والتحديات، خاصة في ظل جائحة كورونا، أو تتواتر التشريعات ذات التأثير على حياة الناس".

وأضاف: "هنا تبرز أهمية الكياسة التشريعية والسياسية في معالجة القضايا دون التفريط في هيبة الدولة، لذلك لابد من إجراء دراسات ونقاشات وحوارات مجتمعية قبل الإقدام على إصدار قانون بعينه وتأثيراته وتداعياته على الناس، والفارق الزمني بينه وبين قانون آخر، فلا أدرى لماذا لم يتم رصد الفترة ما بين قانون التصالح في البناء المخالف، وتعديلات قانون الشهر العقاري، ولماذا لم يتم استطلاع وجس نبض الناس سواء من خلال حوارات مجتمعية مباشرة أو بواسطة الإعلام، هنا من المهم إدراك الفهم والوعي بطبيعة وخصوصية المرحلة التي نعيشها، ولابد أن ندرك أن هناك متربصين وأعداء وحاقدين ومتآمرين، وأيضًا لابد أن ندرك ظروف الناس، وتأثير الجائحة على حياتهم ومعيشتهم".

ونوَّه توفيق بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر رؤساء مصر على مدار التاريخ استشعارًا لنبض الناس وتقديرًا لظروفهم وأحوالهم وحرصًا على توفير الحياة الكريمة لهم دون معاناة أو صعوبات، ودائمًا يصدر القرارات التي تعمل على تيسير حياتهم والأكثر انحيازًا للبسطاء والفئات الأكثر احتياجًا، وهذا ما يلمسه المصريون جيدًا، لذلك جاء قرار الرئيس السيسي المباشر بتأجيل تطبيق القانون 186 لسنة 2020 الخاص بتعديل قانون الشهر العقاري لفترة انتقالية لا تقل عن عامين لإتاحة الفرصة والوقت لإجراء حوار مجتمعي، وأن يتم خلال تلك الفترة الانتقالية تحصيل قيمة ثابتة مقطوعة مخفضة وواضحة عند تسجيل الأملاك، حسب مساحة ونوعية الملكية بدلًا من الضريبة المفروضة في هذا الصدد على التصرفات العقارية، ليتأكد للجميع أن الرئيس السيسي ينتصر دائمًا لشعبه وينحاز لمطالبه ويستشعر بنبضه ولا يسمح بالمساس به.

ولفت إلى جملة قالها الرئيس السيسي في مداخلته مع الإعلامي عمرو أديب: "إن الحالة الثورية ما زالت موجودة، بالإضافة إلى الظروف والتحديات التي تواجه مصر"، متابعًا أنه "من هنا، يجب أن تكون قوانينا وقراراتنا وإجراءاتنا، وسياساتنا الإعلامية التي تتعامل مع متغيرات ومعطيات استثنائية مختلفة عن باقي العقود الماضية، فما كان يصلح في الماضي، ربما لا يصلح خلال هذه الفترة".

واختتم عبد الرازق توفيق مقاله بالتأكيد أن "إدراك خصوصية اللحظة ودقة المرحلة وحجم التحديات والتهديدات والمؤامرات التي تُحاك ضد مصر هو طريقنا للفهم والوعي والوصول إلى أساليب التعامل الذكي والشريف، وبناء السياسات والاستراتيجيات، وإصدار القوانين والتشريعات والإجراءات، حفاظًا على السلامة المجتمعية التي تتطلب التماسك والاصطفاف في مواجهة حملات الأكاذيب والشر والشائعات والتشكيك وبث الفتنة والتحريض".

بدوره، أشار الكاتب الصحفي سليمان جودة -في عموده "خط أحمر" بصحيفة "المصري اليوم" وتحت عنوان "ليس بطبع البنكنوت!"- إلى أن أحد مبررات تعديل قانون الشهر العقاري -الذي جرى ما يشبه التراجع عنه- أن الحكومة كانت تريد من ورائه موارد تنفق منها على الخدمات العامة للمواطنين!

وقال جودة: "هذا ما قرأناه على لسان رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في وقت الصخب الذي دار حول القانون، ورغم أن الإنفاق العام على هذه الخدمات هدف ثابت تسعى إليه الحكومات كلها في بلاد العالم المتطور، إلا أن الملاحظ في حالة قانون الشهر العقاري المعدل أنه صادف مقاومة واضحة من جانب كثيرين من المواطنين المعنيين بالخدمات العامة أنفسهم، كما صادف رفضًا وصل إلى حد التجاوز في اللفظ في حالات كثيرة!".

وتساءل: "فلماذا المقاومة ولماذا الرفض المتجاوز، رغم أن الهدف المعلن هو الإنفاق على الخدمات العامة التي يجب تقديمها للناس، وبالذات خدمة التعليم، وخدمة الصحة، ومعهما بالطبع باقي الخدمات!".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل