سياسة استعداء الحلفاء واسترضاء الأعداء

سياسة استعداء الحلفاء واسترضاء الأعداء

منذ 3 سنوات

سياسة استعداء الحلفاء واسترضاء الأعداء

لم تكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض موفقة.\nحين قررت التحدث عن السعودية بهذه الطريقة السطحية غير الواقعية في المفهوم السياسي والاستراتيجي، بحسب عدد من المراقبين للشأن السياسي الأمريكي الخارجي.\nومرد هذا الموقف مسألة نبش الماضي تحت شعار حقوق الإنسان وقضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، لا سيما أن الاستخبارات الأمريكية أرسلت إلى الكونجرس بغرفتيه تقريرها الشهير حول ملابسات ما جرى، وتضمن ذلك التقرير عبارات ظنية وسردية تحليلية، لا تعتمد على الحد الأدنى من الحقائق أو الأدلة الدامغة. \nفالقضاء السعودي المختص قال كلمته الفصل حول ظروف اغتيال خاشقجي، وأنزل أشد العقوبات بمرتكبي هذا العمل غير المقبول قانونياً وأخلاقياً، والقيادة السعودية كانت حريصة كل الحرص على عدم تسيس هذا الملف، وإحقاق الحق بعيداً عن التدخل بشؤون دولة ذات سيادة، أو أحكام قضاء مستقل لديه معاييره المثبتة والواضحة. \n\nلكن الجديد المفيد فيما جرى هو طبيعة صراع الأجنحة الحزبية داخل الإدارة الأمريكية الحالية، وفقاً لما أوردته صحف أمريكية مطلعة ووسائل إعلام معروفة بصلتها بالبيت الأبيض، كون الانقسام المجتمعي داخل الولايات المتحدة بعيد انتخابات رئاسية مختلفة في شكلها ومضمونها، لا يزال يلقي بظلاله على خطوات العهد الجديد بقيادة بايدن. \nفجناح الرئيس الأسبق باراك أوباما داخل فريق بايدن، يعتبر نفسه في حالة عداء مع السعودية، نتيجة دبلوماسيتها التي نجحت في إقناع الرئيس السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي المشؤوم، والمضر بمصالح أمريكا نفسها وحلفائها في المنطقة. \nوالفكرة التي تقوم على أساسها أدوات ما بات يعرف بـ"الأوبامية السياسية" داخل الحزب الديمقراطي الحاكم في واشنطن، مفادها تقبل النظام الإيراني بشكلها الحالي، وغض الطرف عن إرهابه الموثق وإرهاب مليشياته العابرة للحدود، سواء في سوريا والعراق واليمن ولبنان. \nوالحديث الذي لا ينتهي عن عودة أمريكية مرتقبة إلى الاتفاق النووي القديم، يواجهه حزم سعودي وخليجي عربي، يدعم مسار التفاوض مع إيران حول كل شيء، وعدم طي ملفات تدخلها في شؤون الدول العربية في الوقت الراهن، بل الذهاب نحو خيارات أكثر أمناً واستقراراً للمنطقة، تتمثل في إشراك دول الخليج العربي في ذلك، وهذا ما أكده أيضا رئيس فرنسا ماكرون قبل مدة. \nوهناك من يرى أن حملة الضغوطات الفاشلة على السعودية ستنتج في المحصلة سيناريو أمريكياً غير مرغوب فيه، ألا وهو استعداء الحلفاء واسترضاء الأعداء، فالرياض كما دول الخليج العربي تربطها بأمريكا تحالفات مهمة للغاية، والشراكة السعودية مع الولايات المتحدة تمتد لعقود طويلة من الزمن، وقد أسفرت عن مكافحة جدية للإرهاب، وخلق مناخ من الحوار الدائم بين أمريكا والعالم الإسلامي. \nبل لا تستحق السعودية في هذا التوقيت بالذات تسليط الضوء من قبل مؤسسات أمريكية على قضية فرد، وهي الدولة التي تتصدى كل يوم لهجمات إرهابية حوثية، تستهدف الأعيان المدنية في بلد الحرمين الشريفين، وترسل الجماعة الإرهابية من خلال هذه العمليات المدانة رسالة سلبية للعالم أجمع، خلاصتها أن جنرالات الحرس الثوري هم من يسيطرون على صنعاء المحتلة. \nومن حق الرئيس بايدن التحدث عن قيم أمريكا الديمقراطية، ولكن لماذا لم تتسع هذه القيم حتى اللحظة لمحاسبة حزب الله على قتل لقمان سليم قبل فترة قصيرة على سبيل المثال، أو متابعة اغتيال مليشيا إيرانية هشام الهاشمي في العراق، فضلاً عن ذبح آلاف السوريين على يد جماعات مسلحة توالي إيران، ناهيك عن تعطيلها الحل السياسي في هذا البلد بشهادة المسؤولين الدوليين والأمريكيين كذلك؟ \nالآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة\nجميع الحقوق محفوظة لمؤسسة بوابة العين الاخبارية للاعلام والدراسات ©2020

الخبر من المصدر