من التحرش إلى انعدام الثقة.. كفاح نساء أمريكا لتمويل شركاتهن الناشئة

من التحرش إلى انعدام الثقة.. كفاح نساء أمريكا لتمويل شركاتهن الناشئة

منذ 3 سنوات

من التحرش إلى انعدام الثقة.. كفاح نساء أمريكا لتمويل شركاتهن الناشئة

من التحرش إلى التقييم المهين لحجم أعمالهن وانعدام الثقة في كفاءتهن، تواجه سيدات أمريكا عراقيل "ذكورية" فظة قبيل الحصول على التمويل.\nومن الشائع أن تتلقى النساء عروضا جنسية لقاء حصولهن على تمويل لشركاتهنّ الناشئة أو وضعهنّ على تواصل مع متمولين، بحسب ما أظهرت دراسة أجرتها جمعية "ويمن هو تيك" (النساء في التكنولوجيا).\nوأفادت بأن حوالى 44% من النساء اللواتي جرت مقابلتهن عن التعرض للتحرش خلال عملية جمع التمويل، من نوع الإيحاءات الجنسية أو الملامسات الجسدية بدون موافقة.\nبعد سنوات من الخبرة والاجتماعات مع المستثمرين لتمويل شركتها الناشئة "فورتي"، تؤكد لورن فوندوس: "لا أعتقد أنه ينبغي تقديم هبات للنساء، كلّ ما أقوله إنهنّ لا يحصلن على عدد مساو من الصفقات" مثل الرجال.\nوغالبا ما تتوقف عملية توفير تمويل لشركة ناشئة على الثقة التي يوحي بها مؤسسها للمتمولين.\nوفي هذا السياق، من الواضح برأي لورن فوندوس ونساء أخريات قابلتهنّ وكالة فرانس برس أن الثقة بالنساء لا ترقى أبدا إلى مستوى الثقة بالرجال.\nوتروي فوندوس "أحيانا، يسألونني قبل أن أعرض مشروعي حتى إن كنت على استعداد لترك رئاسة الشركة لشخص آخر".\nلطالما تفوقت امرأة الأعمال النيويوركية في كل ما قامت به، بدءا برياضة الهوكي في الجامعة وصولا إلى عملها كوسيطة في البورصة في وول ستريت، وحتى إنشاء شركتها "فورتي" عام 2015، وهي منصة دروس في الرياضة واللياقة البدنية على الإنترنت باشرت العمل في ظل أزمة وباء كوفيد-19.\nوهي معتادة على مواجهة عقبات إضافية بصفتها امرأة، لكن المقابلات مع صناديق رؤوس الأموال الاستثمارية "كانت على مستوى مختلف" من الصعوبة على حد قولها.\nوروت أن المستثمرين كانوا يتحدثون عنها مرات كثيرة بصيغة الغائب وكأنها غير موجودة أمامهم، فيناقشون إن كانت قادرة عاطفيا على إنجاز العمل، ويتساءلون عمّن سيتولى المالية.\nوتقول "حين يحصل هذا، أقول لهم إنني هنا. وإنني سأكون مسؤولة المالية. عملت في مصارف كبرى لمدة عشر سنوات، وكنت الأفضل في كل ما باشرته في حياتي".\nوتذهب نسبة زهيدة من المبالغ المستثمرة في شركات ناشئة في الولايات المتحدة إلى شركات تؤسسها نساء، بحسب ما أوضحت أليسون كابين المساهمة في صندوق "دبليو فاند" الذي يعطي الأفضلية للنساء في مناصب القيادة.\nوهي توضح أن حصة التمويل التي حصلت عليها نساء على رأس شركات ناشئة تراجعت بشكل كبير في 2020، رغم أن العام الماضي سجل مستوى قياسيا من التمويل من قبل صناديق رؤوس المال الاستثمارية.\nوأكثر ما يثير استنكارها هو افتقار المموّلين إلى البصيرة، إذ أن هذه الشركات تؤمن بحسب بياناتها عائدات أعلى للاستثمار. وتقول "الأمر لا يتعلق بالكرم أو الإحسان ... إنها مسألة تحقيق أرباح كبرى".\nوجنت لورين فوندوس أكثر من ثمانية ملايين دولار بصورة إجمالية في السنوات الأخيرة. وهي بصدد إنجاز رابع عملية جمع أموال كانت الأسرع والأكثر مردودا بعد أشهر من الأزمة الصحية أثارت فورة في الطلب على حصص الرياضة عبر الإنترنت.\nوغالبا ما تصطحب معها إلى الاجتماعات "ذراعها الأيمن" وهو شريك يتكلم بلكنة بريطانية تلقى استحسانا كبيرا في الولايات المتحدة، من أجل زيادة فرصها في النجاح.\nوتسأل أحيانا كثيرة الرجال الجالسين قبالتها من الجانب الآخر للطاولة إن سبق أن استثمروا أموالا في شركات برئاسة نساء، فيكون الجواب في كل مرة "لا".\nالرابط غير المعلن القائم بين مؤسسي الشركات وصناديق التمويل الاستثماري متاح بصورة رئيسية للرجال البيض من خريجي الجامعات المرموقة مثل ستانفورد في وادي السيليكون، بحسب أليسون كابين وغيرها.\nوتوضح "هذا لا يمثل العالم الذي نعيش فيه ، ويطرح إشكالية لأننا نحاول إيجاد حلول لمشكلات عالمية من منظار حفنة من الأشخاص هم بشكل أساسي رجال بيض".\nأما النساء من غير البيض، فيواجهن صعوبة أكبر في الحصول على التمويل الضروري.\nوعملت فونتا غيليام لحساب الحكومة الأمريكية في الخارج لدى مؤسسات مالية، قبل أن تطلق شركتها الناشئة "إنفست سو سو" المتخصصة في الخدمات المصرفية الاجتماعية.\nواستوحت امرأة الأعمال الأمريكية السوداء شركتها من القرى الإفريقية التي تضع مدخراتها في صندوق مشترك، فأنشأت تطبيقا جوالا مجانيا يقتبس هذه الفكرة، مضيفة إليها الذكاء الاصطناعي.\nوأثبتت من خلال نموذج قدرة المفهوم على توليد مدخول، لكن كان لديها رغم ذلك انطباع بأنها تصطدم بجدار.\nوتقول "علينا دائما أن نتفوق في الأداء والتعويض" مضيفة "فيما يؤمن الجميع في الشركات الناشئة التي يديرها رجال، يتحتم علينا نحن أن نثبت أنفسنا عشر مرات".\nوعرض عليها بعض المستثمرين تقييما لشركتها مهينا إلى حدّ أنها فضلت الخروج من الاجتماع.\nتقول "نتقدم بقوة قبضتينا، لكنني أعتقد أن ذلك سيأتي بثمار في نهاية المطاف" مضيفة "الواقع أن المستوى المطلوب بالنسبة للشركات الناشئة التي تملكها نساء من السود من أجل الحصول على الدعم لمشاريعنا، عال إلى حد أن شركاتنا تكون عادة أكثر متانة وصمودا".\nجميع الحقوق محفوظة لمؤسسة بوابة العين الاخبارية للاعلام والدراسات ©2020

الخبر من المصدر