المحتوى الرئيسى

كنز الموهوبين في خطر قطاعات الناشئين وكر للتربيطات الانتخابية والكرة المصرية الضحية

02/28 14:45

يبدو أن طريق اكتشاف المواهب الكروية في مصر يبدو صعبا للغاية. وأصبح ظهورها مرتبطاً بالصدفة بشكل كبير. وادارات الاندية لم تعد تهتم بذلك الدور. وإدارات الأندية لم تعد تهتم بذلك الدور وأدارت ظهرها للكشافين عن هذه المواهب ورعايتها ومنحها الفرصة لاثبات وجودها. وتحولت للاعتماد علي اللاعب الجاهز سواء محليا عن طريق الشراء من الاندية الاخري. او اجنبيا عن طريق اللاعبين المحترفين والذين زاد عددهم بشكل يقضي تدريجيا علي فرص  اللاعبين الصاعدين.

وبعد أن كانت قطاعات الناشئين اهم مصدر لتغذية الفريق الاول باللاعبين المتميزين والموهوبين. بل وكانت هذه القطاعات المورد الاساسي والوحيد للكبار. إلا أنها تحولت في العقدين الاخرين عند البعض إلي "سبوبة" وفي بعض الاحيان تحولت إلي أوكار انتخابية لاعضاء مجالس الادارات في الاندية. حيث اصبحت قطاعات الناشئين بالاندية بابا واسعا للمجاملات علي كل لون فاحيانا تكون المجاملات للاعضاء العاملين بالدفع بابنائهم من انصاف المواهب للعب في فرق الفئات السنية المختلفة. وكذلك فهي ايضا باب لمجاملة المدربين والاداريين لمنحهم فرصة عمل من خلال بطالة مقنعة. بشرط ان يكون الولاء والانتماء لمجلس الادارة.

كما أن اللاعبين المعتزلين تحولوا إلي مثل هذه التجارة الرائجة من خلال الاكاديميات الوهمية والتي هدفها الاساسي ضم أكبر عدد من الناشئين نظير رسوم الاشتراك الشهرية التي يدفعها أولياء الامور.

وتسبب سير قطاعات الناشئين بالاندية في الاتجاه العكسي في جعل اسعار اللاعبين تقفز قفزة غير مسبوقة واصبحت ايضا غير مقبولة. بل واصبح اللاعب يفرض شروطه عند تجديد التعاقد لانه يعلم تماما أنه لا يوجد من يهدده أو من يجعله يفقد مكانه في ناديه نتيجة عدم الاعتماد علي قطاعات الناشئين.

ومن هنا تطلق "المساء" جرس انذار من خلال هذه السطور بضرورة الاهتمام بقطاع الناشئين في الاندية خاصة انها الحل الوحيد لجميع الازمات التي تعاني منها الكرة المصرية فستكون هذه القطاعات فرصة لاظهار مواهب يمكن ان تحترف بالخارج مثل محمد صلاح ومحمود تريزيجيه ومحمد النني ومصطفي محمد واحمد حسن كوكا واحمد المحمدي. ويصبح اللاعب مصدر تمويل النادي.

كما أن قطاع الناشئين يمكن أن يمنح الفريق الاول في كل ناد فرص اختيار لاعبين يستطيع الاعتماد عليهم فترة اطول من اللاعب المحترف او الذي يتم التعاقد معه من خارج النادي. وفي نفس الوقت ان هذا القطاع يجعل أسعار اللاعبين المحترفين سواء الاجانب أو المحليون تتراجع لان المعروض من الشباب سيوفر الاحتياجات التي تحتاجها الفرق بدلا من الاعتماد علي الحل الاسهل باللجوء إلي الشراء التي تحولت إلي تجارة يستفيد منها السماسرة ووكلاء اللاعبين وغيرهم. وهو ما أكده عدد من الخبراء والمدربين حرصنا علي استطلاع ارائهم في السطور التالية.

في البداية تحدث المهندس طارق السعيد رئيس نادي الترسانة قائلا: إن المشكلة الحقيقية في قطاع الناشئين انها أصبحت ببساطة أكل عيش. ومليئة بالمفاجآت وانا اقولها بكل صراحة فهناك امور تمنعني بصفتي رئيس نادي ان امنع مثل هذه الامور في قطاع الناشئين داخل نادي الترسانة علي سبيل المثال.

أضاف قائلاً: إنني اؤكد وبصراحة أن هناك مدربين لا يستحقون تولي مسئولية تدريب فرق قطاعات الناشئين ويكونوا مسئولين عنها. ولكننا مجبرين علي أن يتم تعيينهم فيها لانهم ابناء النادي ورموز واذا حاولنا ان نمنح الفرصة للافضل سيقال عنا اننا نحارب ابناء النادي ورموزه. وهذه حقيقة لابد من ان نواجه بها انفسنا.

لم يكتف رئيس نادي الترسانة بهذا بل قال ايضا إن اعضاء الجمعية العمومية والجماهير ايضا عليهم دور اساسي وهو انهم لايمنحون قدرا من الوقت ولايصبرون علي الاندية ويتحدثون عن النتائج ولا يريدون سواها.

وتناول الدكتور حسين السمري عضو اللجنة التنفيذية في نادي الزمالك قائلا يجب ان نكون صرحاء مع انفسنا ونؤكد أمراً مهماً وهو ان الاندية تلجأ لتطبيق المثل الشعبي القائل "شراء العبد ولا تربيته" فالكل حاليا داخل الاندية يبحث عن اللاعب الجاهز سواء من اللاعبين المحليين أو المحترفين. والحل السهل بالنسبة لهم وربما يكون لديهم بعض العذر.

كما قال الدكتور حسين السمري إن المشكلة تكمن في أن قطاع الناشئين يحتاج إلي مصاريف مالية كبيرة لا تستطيع إدارة أي ناد تحملها في الوقت الحالي ونتائجها لا تؤتي ثمارها في الوقت القريب. وبدون مجاملة الكرة في مصر تدار بعيدا عن الاحترافية واعتقد أن مشاكل قطاع الناشئين في الاندية سببه غياب هذه الاحترافية.

واستطرد في حديثه قائلا: إن هناك أمراً مهماً يجب أن نضعه في اعتبارنا وهو أن اندية مثل الزمالك تلعب من اجل التتويج بالبطولات وهي مشكلة لان الجمهور يحتاج النتائج والالقاب. وبالتالي فهناك أمر مهم وهو ضرورة تتواجد اللاعب الجاهز ليتحمل مسئولية الفريق الذي يلعب له ويرتدي شعاره.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل