المحتوى الرئيسى

بدء ملاحقة بنك «خلق» التركي لانتهاك العقوبات الأمريكية: ضربة لأردوغان

02/28 15:25

بنك خلق التركي - أرشيفية

عادت قضية بنك «خلق» التركي إلى الواجهة من جديد، بعد الصخب الكبير الذي لاحقه، إثر اتهام المصرف بلعب دور الباب الخلفي لإيران للتهرب من العقوبات الأمريكية.

ومن المقرر أن تبدأ محكمة في منهاتن بنيويورك قريبًا بمحاكمة البنك على التهم الموجهة إليه في مساعدة إيران على الالتفاف على العقوبات، ومعرفة مدى علم الرئيس التركي بذلك، بحسب ما أفادت صحيفة «دير شبيجل» الألمانية قبل أيام.

وفتحت هذه القضية ملفات فساد في حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي حاول بكل ما أوتي من وسائل دبلوماسية وقانونية الضغط على الحكومات الأمريكي منذ عهد الرئيس الأمريكية الأسبق باراك أوباما؛ لعدم إدانة البنك، ولكي لا تستغل المعارضة التركية تلك القضية في الانتخابات المقبلة.

وفي السياق، استعرضت دير شبيجل السيناريوهات التي تنتظر الرئيس التركي في حال أثبتت التهم الموجهة للبنك، فقد يواجه بنك خلق إذا أدين غرامة تصل إلى 20 مليار دولار أو الاستبعاد من النظام المصرفي الدولي، ما يعني أن أحد أكبر البنوك التركية لن يكون قادرًا بعد الآن على المشاركة في المعاملات المالية الدولية، ما يعد على الأرجح نهاية له، ونظرًا لأن الاقتصاد التركي غارق بالفعل في أزمة كبيرة، فمن المرجح أن يكون إفلاس خلق بمثابة ضربة قاضية؛ فمئات الآلاف من المستثمرين في تركيا سوف يخسرون مدخراتهم وستنخفض الليرة أكثر.

إلى ذلك، حذر الاقتصاديون من أن الصناعة المالية التركية بأكملها قد تنهار، تمامًا كما حدث في عام 2001، عندما غرق مئات الآلاف من الناس في الفقر بين عشية وضحاها، كما أن للمحاكمة بعد جيوسياسي؛ فمحكمة مانهاتن الفيدرالية سوف تبحث في مسألة ما إذا كان السياسيون الأتراك، وصولاً إلى أردوغان نفسه، متورطين في انتهاك العقوبات، كما ادعى شاهد في محاكمة نائب مدير التنفيذي السابق للبنك محمد هاكان أتيلا.

وبالنسبة لهذه القصة، فحصت دير شبيجل مئات الصفحات من وثائق المحكمة بالإضافة إلى التحدث مع عدد من المسؤولين في تركيا والولايات المتحدة، ومعظمهم أكدوا أن قضية الولايات المتحدة ضد بنك لديها القدرة على تدمير الوظائف السياسية وزيادة الضغوط على حكومة الرئيس التركي، ويبدو أن هذه القضية تؤكد بعضا من اتهامات المعارضة لأردوغان منذ سنوات، بأنه يلتف على القانون، ويسيء إلى منصبه لإثراء نفسه وعائلته، وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون قال سابقا لمجلة فورين بوليسي: استنتجت أن سبب اهتمام أردوغان المستمر بهذا الملف هو قلقه بشأن ما سيظهر أو يكشف تورطه.

يشار إلى أن تلك القضية هزت أيضا ثقة المستثمرين في صناعة التمويل التركية - في وقت أصبحت فيه تركيا أكثر اعتمادًا من أي وقت مضى على رأس المال الأجنبي بسبب جائحة فيروس كورونا وضعف عملة البلاد، وقد تكون المحاكمة في نيويورك مجرد بداية لسلسلة طويلة من الإجراءات القضائية ضد خلق بنك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل