لماذا تثير صفقة المقاتلات الروسية لمصر قلق واشنطن؟ - BBC News عربي

لماذا تثير صفقة المقاتلات الروسية لمصر قلق واشنطن؟ - BBC News عربي

منذ 3 سنوات

لماذا تثير صفقة المقاتلات الروسية لمصر قلق واشنطن؟ - BBC News عربي

صدر الصورة، Getty Images\nالمقاتلة الروسية سوخوي 35 متعددة المهام\nفي تطور جديد يتعلق بملف العلاقات المصرية الأمريكية، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن أعرب عن قلق واشنطن بشأن احتمال شراء مصر مقاتلات سوخوي 35 من روسيا، وذلك في اتصال هاتفي جرى مؤخرا مع نظيره المصري سامح شكري.\nفي عام 2019 وقعت مصر اتفاقية مع روسيا بقيمة ملياري دولار تهدف إلى شراء نحو 20 طائرة مقاتلة من طراز سوخوي-35.\nوقد أثار ذلك غضب الولايات المتحدة حيث لوح مسؤولون أمريكيون باحتمال فرض عقوبات على مصر في حالة الإصرار على إتمام صفقة شراء الطائرات الروسية.\nحقائق عن مصر\nأمريكيون يطالبون بتوقيع عقوبات على مصر بعد وفاة أمريكي في محبسه بالقاهرة \nمن "يتجسس" على روسيا؟\nغير أن مصر مضت في تلك الصفقة وتسلمت بالفعل الدفعة الأولى وعددها خمس طائرات في أغسطس/ آب 2020، بحسب موقع المونيتور.\nوكان أول من كشف عن هذه الصفقة المراسل الروسي العسكري السابق إيفان سافرونوف والذي اعتقل في العام الماضي ووجهت له تهمة الخيانة.\nصدر الصورة، FACEBOOK.COM/ISAFRONOV\nكان سافرونوف يعمل في وكالة الفضاء الروسية\nوكان سافرونوف، الذي عمل مساعداً لمدير وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس)، يغطي الشؤون العسكرية لصحيفتين حكوميتين.\nوكانت وكالة تاس نقلت عن مصدر قضائي في يونيو/حزيران من عام 2019 قوله إن الإدعاء العام يريد إقامة دعوى قضائية مدنية ضد صحيفة كومرسانت لكشفها عن سر من أسرار الدولة.\nوأشارت بوابة "بل" الإلكترونية في ذلك الوقت إلى أن مقالا عمل عليه سافرونوف قد اختفى بعد ذلك من على موقع تلك الصحيفة.\nوجاء في ذلك المقال أن مصر وقعت صفقة مع روسيا لشراء أكثر من 20 طائرة مقاتلة من طراز سوخوي-35 متعددة المهام.\nتعد المقاتلة سوخوي 35 طائرة متعددة المهام. فهي قادرة على تنفيذ مهام الاقتحام الجوي لسماء العدو، وتوفير الغطاء الكامل للقوات الأرضية، وفرض السيطرة الجوية في سماء المعركة، وتحييد كافة تحركات الطيران المعادي.\nكما أن لهذه الطائرة المقاتلة قدرة فائقة على المناورة، وهي مزودة بتقنيات من الجيل الخامس لضمان التفوق الجوي على نفس الفئة من المقاتلات، وقادرة على ضرب أهداف أرضية.\nوتصل سرعة هذه الطائرة المقاتلة ذات المحركين إلى 2400 كيلومتر في الساعة، وهي مزودة بأسلحة ذكية حديثة تتيح لها رصد وتدمير عدد من الأهداف الجوية والأرضية في وقت واحد وبدقة كبيرة.\nوقد لوح مسؤولون أمريكيون باحتمال فرض عقوبات على مصر في حالة الإصرار على إتمام صفقة شراء الطائرات الروسية.\nففي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2019 قال كلارك كوبر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والعسكرية حينئذ، إن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات على مصر وتحرمها من مبيعات عسكرية في المستقبل "إذا أقدمت على شراء طائرات حربية روسية".\nكما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية حينئذ تقريرا قالت فيه إن الإدارة الأمريكية هددت بفرض عقوبات على مصر، مشيرة إلى أن البيت الأبيض دعا القاهرة إلى إلغاء تلك الصفقة.\nصدر الصورة، Reuters\nصحيفة وول ستريت جورنال قالت إن وزير الخارجية آنذاك بومبيو ووزير الدفاع اسبر بعثا رسالة مشتركة للقاهرة يطالبان بالتراجع عن الصفقة\nوقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشر في عام 2019 إن التهديد الأمريكي جاء في رسالة مشتركة بعثها كل من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر، تدعو وزارة الدفاع المصرية إلى إلغاء صفقة اقتناء مقاتلات سوخوي-35 الروسية، موضحة أن القاهرة إذا لم تمتثل لذلك قد تواجه عقوبات.\nويمكن للولايات المتحدة فرض عقوبات بموجب قانون يعرف باسم "مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات"، المعروف اختصارا بقانون "كاتسا"، والذي أقره مجلس الشيوخ الأمريكي في 2 أغسطس/آب من عام 2017 ووقع عليه الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو قانون يستهدف في الأساس المبيعات العسكرية الروسية.\nوكان قد تم إصدار قانون "كاتسا" في الأساس لمعاقبة موسكو على ضمها القرم.\nويقول بعض المراقبين إن واشنطن قد تهدد القاهرة بخفض قيمة المساعدات العسكرية لمصر في حال أصرت على إتمام صفقة الطائرات الروسية.\nوتضم ترسانة الجيش المصري عددا كبيراً من الأسلحة الأمريكية التي تراكمت على مدار عقود منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية عام 1979.\nفخلال العقود الأخيرة، قدمت الولايات المتحدة لمصر مليارات الدولارات على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية، بما في ذلك إمدادها بمقاتلات "إف-16"، والمروحيات الهجومية، وتجهيزات عسكرية أخرى.\nيستخدم الجيش المصري مقاتلات اف 16 الأمريكية\nوتقول الولايات المتحدة إن استخدام مقاتلات سوخوي وأنظمة عسكرية روسية أخرى يشكل تهديدا على قدرة البلد على العمل بشكل مشترك مع جيوش الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي.\nوقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على الهند لمنعها من شراء الأسلحة الروسية، لكن الهند لم تستجب لهذه الضغوط فاستمرت بالشراء كالسابق.\nوفي عام 2018 فرضت واشنطن عقوبات على إدارة تطوير المعدات في وزارة الدفاع الصينية وكبير إدارييها لشرائها مقاتلات روسية من نوع سوخوي -35 والمنظومة الصاروخية إس-400 أرض-جو.\nوعقب فرض عقوبات على الصين، اتهم ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن باستخدام العقوبات لإخراج روسيا من سوق بيع الأسلحة.\nوقال بيسكوف: "إنها منافسة غير منصفة، ومحاولة لاعتماد وسائل مخالفة لقواعد السوق ومبادئ التجارة الدولية لإخراج المنافس الأساسي للولايات المتحدة من سوق الأسلحة، وقد وجهت هستيريا العقوبات الأمريكية ضربة جديدة للعلاقات الروسية الأمريكية".\nوفي ديسمبر/كانون الأول الماضي فرضت واشنطن عقوبات على تركيا التي اشترت أنظمة دفاع جوي روسية.\nعقوبات أمريكية على تركيا بسبب أنظمة الصواريخ الروسية\nهل صفقة الصواريخ الروسية لتركيا بداية "حرب باردة" جديدة؟\n هل تتدهور العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة في ظل إدارة بايدن؟\nوقد طالت العقوبات رئيس مديرية الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير وثلاثة موظفين آخرين.\nوشملت العقوبات حظر تراخيص التصدير الأمريكية، وتجميد جميع الأصول الخاضعة للهيئات القضائية الأمريكية.\nومن جانبها، دعت وزارة الخارجية التركية الولايات المتحدة إلى "إعادة النظر في هذا القرار الجائر"، مضيفة أن تركيا "على استعداد لمعالجة القضية عبر الحوار والدبلوماسية، بما يتفق مع روح التحالف".\nوحذرت الخارجية التركية من أن العقوبات الأمريكية "ستؤثر حتماً بشكل سلبي" على العلاقات بين الطرفين، وأن تركيا "ستردّ بالطريقة وفي الوقت المناسبين".\nوتذرعت أنقرة بأن شراء نظام الصواريخ الروسي أتى بعد رفض الولايات المتحدة تزويدها بنظام باتريوت الأمريكي.\nوأدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القرار الأمريكي، ووصفه بأنه "مظهر آخر من مظاهر التعجرف تجاه القانون الدولي"، و"دليل على الإجراءات القهرية الأحادية غير المشروعة التي تستخدمها الولايات المتحدة منذ سنوات عديدة، وعقود بالفعل، يسارا ويمينا".\nيقول مسؤولون مصريون إنه من حق القاهرة اختيار الأسلحة وفقا لما يتناسب مع أجندتها الخاصة، كما يؤكد بعض المسؤولين في مصر على أن القاهرة تتبع سياسة "تنويع مصادر السلاح" الذي تحصل عليه من أجل تلبية احتياجاتها الأمنية.\nوفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2019، قال كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري حينئذ، لراديو بي بي سي: "إن مصر تعتز بدورها الإقليمي والعالمي وهي تتعامل مع جميع دول العالم في إطار العلاقات المتوازنة وفي إطار الندية وليس التبعية، وأيضا في إطار المصالح المشتركة".\nوأضاف عامر أن مصر دائما تختار سلاحها وفقا لخصائصه، وبما "يحقق لها القدرة والكفاءة القتالية العالية لقواتها طبقا للمهام المكلفة بها".\nويرى خبراء عسكريون مصريون أن طائرات سوخوي-35 الروسية تعد البديل الأفضل لطائرات إف-15، التي تبيعها الولايات المتحدة لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.\nصدر الصورة، Getty Images\nمسؤولون مصريون يقولون إنه من حق القاهرة "اختيار الأسلحة وفقا لما يتناسب مع أجندتها الخاصة"\nففي تصريحات لبي بي سي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2019، قال الخبير العسكري صفوت الزيات إنه من بين المزايا العالية التي تتمتع بها الطائرة سوخوي-35 قدرتها على "حمولة للذخائر تصل إلى ثمانية أطنان، علاوة على أن مداها الكلي يتجاوز 2200 ميل، فضلا عن جهاز رادار يعرف بالمسح الإلكتروني السالب".\nويقول محللون وإعلاميون مصريون إن القاهرة تتحرك وفقا لمصالحها العليا بما يحقق سيادتها وحقها في الحصول على السلاح الذي يحقق أهدافها.\nوتقول مجلة فوربس إن الأسطول المصري من طائرات إف 6 يفتقر بشكل واضح إلى صواريخ إيم 120 أمرام جو-جو بعيدة المدى والتي تتسلح بها معظم طائرات إف 16 في القوات الجوية بالدول الأخرى في الشرق الأوسط، باستثناء العراق.\nومن ناحية أخرى، فإن طائرات رافال المصرية (التي اشترتها مصر من فرنسا) مسلحة بصواريخ جو - جو بعيدة المدى، وإذا كانت طائرات سوخوي 35 الجديدة فائقة المناورة مسلحة بصواريخ آر 77، المكافئ الروسي لأمرام، فإن المقاتلات المصرية (الفرنسية والروسية) ستتجاوز بلا شك المقاتلات الأمريكية.\nمصر تستلم أول دفعة من مقاتلات رافال الفرنسية\nهل تتجاهل مصر تحذيرات واشنطن بشأن طائرات سوخوي؟\nمعرض دبي للطيران: صفقات ضخمة وسط قلق أمني إقليمي \nومن ثم إذا كانت مصر واثقة من أنها يمكن أن تتجنب أو تتغلب على أي عقوبات أمريكية محتملة بسبب شرائها المقاتلات الروسية فربما تكون القاهرة قد حسبت أن تلك المشتريات تستحق هذة المخاطرة.\nورغم هذا الجدل حول صفقة المقاتلات الروسية لمصر فقد أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق من فبراير/شباط الجاري موافقتها على صفقة لبيع صواريخ بقيمة 197 مليون دولار لمصر.\nواشنطن: مبيعات الأسلحة لمصر لن تمنعنا من التركيز على سجل حقوق الإنسان\nوفاة أمريكي من أصل مصري في السجن بمصر\nمزاعم إخفاء وتعذيب مواطن مصري أمريكي "مقلقة للغاية"\nوقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان بهذا الشأن سياستنا بخصوص الروابط الخارجية.

الخبر من المصدر