المحتوى الرئيسى

تقرير أمريكي: العلاقات بين مصر وبوروندي صفعة لأردوغان

02/25 11:09

استضاف وزير الخارجية البوروندي، ألبرت شنغيرو، السفير المصري لدى بوروندي ياسر العطوي يوم 13 فبراير في العاصمة بوجومبورا، وناقش الدبلوماسيان خلال الاجتماع سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين بلديهما.

وفي نفس الأسبوع، في 18 فبراير، تلقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اتصالًا هاتفيًا من نظيره البوروندي، وتناول الحديث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها والتنسيق لعقد لجنة مشتركة في الفترة المقبلة.

وتسعى مصر إلى تعزيز علاقاتها مع بوروندي ودول حوض النيل للحد من توسع تركيا في شرق إفريقيا وحماية أمنها القومي من أي تهديدات، وفقا لما نقله موقع المونيتور الأمريكي، اليوم الخميس.

وقال خبراء ومراقبون لـ"المونيتور" إن هذه التطورات يمكن اعتبارها أيضًا جزءًا من جهود مصر لعرقلة نفوذ تركيا في شرق إفريقيا.

ووفقًا للمونيتور، كانت شرق إفريقيا ساحة حيوية للمناورات التركية في السنوات الأخيرة، حيث شكل البحر الأحمر شريانًا تجاريًا عالميًا بين آسيا وأوروبا.

فيما قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"المونيتور": إن تعزيز العلاقات مع بوروندي هو إحدى أولويات السياسة الخارجية لمصر، وبوروندي دولة مهمة لمصر ليس فقط بسبب الارتباط الجغرافي الإفريقي، ولكن أيضًا لأنها واحدة من دول حوض النيل، ويهدف بناء علاقات أقوى إلى الحفاظ على مصالح القاهرة وحماية أمنها المائي وتقليص وجود تركيا وأي قوى معارضة للأمن القومي المصري".

وأكد فهمي أن الوجود التركي في القارة الإفريقية، خاصة شرق إفريقيا، بدأ ينمو بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

وحذر فهمي من أن ذلك "يشكل تهديدًا للأمن العربي ومصالح الدول العربية الاستراتيجية"، لذلك وضعت مصر على رأس أولويات سياستها الخارجية تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية الشقيقة وتكثيف حضورها فيها ودعمها التنموي.

وأكد فهمي أنه بعد تولي الكونغو رئاسة الاتحاد الإفريقي هناك بوادر أمل كبيرة لحل أزمة سد النهضة.

وقالت منى عمر، مساعدة وزير الخارجية السابق للشئون الإفريقية: أن العلاقات المصرية البوروندية قوية وتاريخية.

وأوضحت أن إثيوبيا كانت قد دعت إلى اتفاقية إطارية لدول حوض النيل تعرف باتفاقية عنتيبي عام 2010، ورفضتها مصر والسودان لما تسبب فيه من ضرر شديد لأمنهما المائي، وقعت بوروندي على هذه الاتفاقية بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، لكن البرلمان البوروندي لم يصادق عليه بعد تعبيرا عن دعمه لمصر وقلقها من الأمن المائي.. بطبيعة الحال، ستتمتع مصر وبوروندي بعلاقات قوية.

وأضاف عمر، في مقابلة خاصة مع "المونيتور": "تحرص مصر على تدريب الكوادر البوروندية في كافة المجالات لتزويدهم بالخبرات اللازمة التي سينقلونها إلى بوروندي لدفع جهود التنمية إلى الأمام وزيادة الاستثمار، من بين البلدان الإفريقية، بوروندي لديها أكبر عدد من المشاركين في الدورات التدريبية التي تعقدها القاهرة، كما يدعم المستثمرون والخبراء المصريون بوروندي في العديد من المجالات مثل الطاقة والزراعة والمياه".

وأكدت أن مصر تسعى لزيادة عدد المستثمرين والشركات المصرية في أفريقيا حفاظا على مصالحها. وتعتقد مصر أن العلاقات القوية مع دول حوض النيل ستسمح لها بتعزيز أمنها القومي ومواجهة أي تهديدات سواء من جانب تركيا أو غيرها.

قالت عمر: "القوى العالمية، وليس فقط تركيا، تتسابق للسيطرة على القارة الأفريقية وتسعى جاهدة من أجل التواجد هناك. إنهم يسعون إلى استغلال ثروات هذه القارة الغنية ومواردها الخام وتسويق منتجاتهم وسلعهم لسكانها الذين يتجاوزون المليار نسمة. لذلك فإن الوجود المصري المتزايد في أفريقيا هو الأهم.

وقالت بسنت فهمي، العضو السابق في اللجنة الاقتصادية البرلمانية وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة: إن الاقتصاد المصري قد اكتسب قوة، وأوضحت لـ"المونيتور": "يمكن للشركات المصرية العملاقة ذات الخبرة في مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية أن تكون بوابة للقارة الإفريقية. يمكن للاقتصاد المصري تقوية الاقتصاد القومي الإفريقي والحفاظ على أمنه القومي من أي تهديدات خارجية، سواء من تركيا أو من قوة إقليمية أخرى".

وتابعت: "كانت مصر بوابة ومحور القارة الإفريقية منذ القدم، لديها خبرة هائلة في مجالات الطاقة والبناء والزراعة والمياه، وتتفوق على تركيا.. يتعين على الدول الإفريقية، خاصة بوروندي، إحدى دول حوض النيل، الاستفادة من هذه التجربة لدعم جهود التنمية الخاصة بها.. القوة الاقتصادية من أهم الوسائل لتوسع مصر في إفريقيا، ولمواجهة أي محاولات لتهديد الأمن القومي للقاهرة".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل