«قهوجي المحكمة».. زبائن مغلفين بروح الجريمة: «خوفت على بناتي من السفاح»

تفوح رائحة القانون التي تدوي في جميع أرجاء المكان، بينما تنطلق صرخات الندم من أفواه المتهمين، يراقب ويتابع زبائنه الذين يتجددون بشكل يومي في الثلاث طوابق الأولى داخل المحكمة: «بقالي 10 سنين في المكان شوفت العجب وكنت شغال صنايعي كشري ولما ضاق بيا الحال دورت على شغل وحد دلني على المحكمة بالصدفة لأن مراتي كانت مريضة ومش معايا فلوس أعالجها».

تبدأ رحلته اليومية من السابعة صباحًا، يجهز مشاريب المحامين والمتهمين وأهاليهم، يأخذ على كل كوب شاي أو قهوة جنيه، يحاول أن يبيع أكبر عدد للحصول على نسبة جيدة لتوفير قوت يوم زوجته وفتياته الثلاثة وطفله «مالك»، يحكي أن مشاعر الزبائن مختلفة وطباعهم عكس الذين يتواجدون في الخارج: «ممكن أطلع في اليوم بـ150 جنيه وممكن أطلع من غير فلوس».

يقول إن أكواب شاي وقهوة المتهمين تختلف عن التي تقدم للأشخاص العاديين، حيث تكون كرتونية أو كما يطلع عليها «تيك واي»، حتى لا يكون هناك مجال لارتكاب جريمة أو التصرف بشكل خاطئ، يقدم أيضًا سندوتشات متنوعة للحضور: «فيه ناس بتيجي تقضي ساعات طويلة في المحكمة وبتجوع بنحاول نسترزق برضه».