المحتوى الرئيسى

مدير بلومبرج السابق في تركيا: أردوغان فشل في تنفيذ وعود الإصلاح الاقتصادي

02/24 13:44

قال مارك بنتلي المدير السابق لمكتب "بلومبرج" في تركيا، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فشل في تنفيذ أيا من وعود الإصلاحات الاقتصادية التي تعهد بها، رغم تغيير وزير مالية حكومته وإقالته محافظ البنك المركزي.

وأوضح في تقرير رصد فيه الانهيارات الاقتصادية في حكومة اردوغان ونشره موقع "أحوال" التركي، أنه رغم مرور أربعة أشهر على استقالة صهر الرئيس بيرات ألبيرق من منصبه وزيرًا للخزانة والمالية، وعقد سلسلة طويلة من الاجتماعات التي أجرتها حكومة أردوغان مع كبار رجال الأعمال وفريقه الاقتصادي الجديد، لم تظهر أي معلومات حول نجاح أو فعالية الإجراءات الجديدة في تحسين بيئة الاستثمار تعزيز الاستثمار الأجنبي.

وأضاف أن أردوغان عين وزير المالية السابق ناجي إقبال خلفا لمحافظ البنك المركزي مراد أويسال، بعد أن تراجعت الليرة إلى مستويات قياسية متتالية مقابل الدولار. ومنذ ذلك الحين، رفعت شركة إقبال أسعار الفائدة إلى 17 ف% من 10.25% للمساعدة في هندسة ارتفاع العملة وكبح التضخم، كما اتخذ خطوات لجعل أنشطة البنك المركزي أكثر شفافية وأعاد فرض نظام استهداف التضخم.

وتابع قائلا "لكن ارتفاع الليرة مقابل الدولار، الذي بلغ إجماليه نحو 20%، كان متعثرا، حيث انخفضت العملة بأكثر من 1% بعد أن أشاد أردوغان وإلفان بسجل البيرق في الاقتصاد."

ولفت الخبير الاقتصادي إلى تركيا شهدت سلسة من الزلات الاقتصادية من قبل فريق البيرق العام الماضي، والتي أدت إلى نزوح رؤوس الأموال الأجنبية من الأسواق المالية التركية ودفعت الأتراك لبيع ليراتهم مقابل الدولار واليورو والذهب، مضيفا أن المستثمرون الأجانب لا زال ينتظرون أن يقوم إقبال بتصحيح هذه الأخطاء، ووضع النمو الاقتصادي على مسار أكثر استدامة، واستعادة ثقة السكان المحليين في الليرة.

وبين إنه بينما أشاد المستثمرون الأجانب بأداء إقبال، يقولون إن النمو الاقتصادي المستدام في تركيا يعتمد على دعم الحكومة لجهوده بالإصلاحات التي طال انتظارها.

وأوضح ان من بين الأخطاء التي ارتكبها "ألبيرق" إقناع البنك المركزي بالحفاظ على أسعار الفائدة دون معدل التضخم وخلق طفرة في الاقتراض من خلال القروض من البنوك التي تديرها الدولة والتي تسببت في زيادة الطلب على الواردات وزيادة عجز الحساب الجاري.

كما أصدر البيرق تعليمات للبنك المركزي بإنفاق عشرات المليارات من الدولارات من احتياطياته من العملات الأجنبية في الدفاع عن الليرة. مع تقلص الاحتياطيات، انخرط البنك في معاملات غير شفافة بالعملة الأجنبية مع البنوك الحكومية لتعزيز قوته ونفوذه المتمادي، مشيرا إلى إنه بالرغم من كل هذه الاخطاء التي ارتكبها "البيرق"، لا زال أردوغان يدافع عنه وعن سياسته.

ولفت المدير السابق لمكتب بلومبرج في تركيا، إلى أن صندوق النقد الدولي، كان قد أوصى في مراجعته السنوية لاقتصاد تركيا والتي نُشرت في يناير، بأن تتخذ السلطات سلسلة من الخطوات لإصلاح إدارة الاقتصاد. وقال الصندوق إن من بين الإجراءات التي ينبغي اتخاذها: ضمان دعم استقلالية البنك المركزي.

كما دعا الصندوق إلى ضرورة مراقبة المؤسسات الممولة من خارج الميزانية وصقل إدارة صندوق الثروة التركي للحد من تضارب المصالح المحتمل، نظرا لان أردوغان هو رئيس الصندوق، الذي يسيطر على أكبر الشركات العامة في تركيا بعيدًا عن الرقابة البرلمانية، بالأضافة إلى تجنب المزيد من التأخير في التنقيحات المقترحة لقانون البنوك لتعزيز استقلالية وكالة التنظيم والرقابة المصرفية (BRSA).

في 5 نوفمبر، قدّر بنك جولدمان ساكس أن محافظ البنك السابق مراد أويسال أنفق 101 مليار دولار للدفاع عن الليرة في عام 2020، تاركًا الاحتياطيات، صافية من المقايضات، في المنطقة الحمراء.

واختتم تقريره قائلا: أدخلت حكومة أردوغان عددًا قليلًا من الإصلاحات الاقتصادية الجديرة بالملاحظة منذ رحيل نائب رئيس الوزراء علي باباجان في أغسطس 2015، والذي يُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في التنفيذ الناجح لاتفاقية القرض المدعومة من صندوق النقد الدولي بين عامي 2002 و2008.

وتابع أنه على الرغم من رفع البنك المركزي لأسعار الفائدة، تسارع التضخم في تركيا إلى 15٪ في يناير، وهو أعلى معدل بين الأسواق الناشئة الرئيسية خارج الأرجنتين. من المتوقع أن تتسارع زيادات الأسعار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مما قد يستلزم المزيد من إجراءات سعر الفائدة من البنك المركزي.

وفي سياق متصل، استنكرت قناة “خبر جلوبال” التركية، تصريحات الحكومة بإنها تريد الوصول إلى هدف 5% للتضخم النقدي، يقترب التضخم في تركيا بالوقت الحالي من 15 % ما يعكس الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، مؤكدا أن هناك تراجعا شديدا في القوة الشرائية لدى شريحة من المواطنين في تركيا نتيجة للارتفاع الجنوني في أسعار السلع الأساسية.

وذكر التقرير، أن الباعة في منطقة قُوشْتَبَه في قلب مدينة إسطنبول اتجهوا إلى بيع زيت عباد الشمس، الذي ارتفع سعره مؤخرًا بشكل جنوني، في أكواب، بعد أن بات الموطان العادي لا يتحمل دفع سعر قارورة الزيت الكاملة.

جاء ذلك في الجولة التي أجرتها القناة في المحال التجارية بمنطقة قوشتبه، التي تقع في قلب مدينة إسطنبول، وعكست اللقاءات التي أجراها الفريق الإعلامي مع الباعة بالمنطقة الواقع المؤلم للشارع التركي في الآونة الأخيرة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل