المحتوى الرئيسى

عبد الله غيث... طلب أنتوني كوين تقليده ووفاته غيرت نهاية "ذئاب الجبل" وسر لقب "الشديد" | خبر

01/28 14:16

"الواحد أصيب بداء الفن في سن مبكرة، من سن 6 سنين حبيت الفن وكان الفضل في ده لأخويا وأستاذي ومعلمي حمدي غيث، هو ارتاد المسرح قبلي وكان يحكي لي عنه"، بهذه الجملة وصف الفنان الراحل عبد الله غيث حبه وعشقه للتمثيل والمسرح الذي وقف على خشبته وتملكه وكان أفضل من قدم المسرح الشعري.

وتحل اليوم الذكرى الـ91 لميلاد عبد الله غيث، الذي قدم على مدار سنوات أعمالا لا تنسى، لعل أبرزها كان دور "حمزة" عم الرسول صلى الله عليه وسلم، في فيلم "الرسالة".

واحتفالا بذكرى ميلاده نستعرض محطات ومواقف مهمة في حياة عبد الله غيث.

حب المسرح من الطفولة

دائما ما تستقطب الأفلام الكوميدية الأطفال، قصة خفيفة يستطيع الطفل فهمها، لكن عبد الله غيث أحب المسرح منذ طفولته وهو في عمر 6 سنوات، وكانت أول مسرحية يشاهدها "مصرع كيلوباترا"، تابع مسرحيات يوسف وهبي بحب كبير، وكان يحرص على الذهاب والقاء التحية له، يدخل وسط عشرات المعجبين حتى يضع يده في يد "عميد المسرح العربي".

تأثر كثيرا بيوسف وهبي وحسين رياض وزكي رستم، ويعتبر نفسه من مدرسة محمود المليجي، لكنه بعدما كبر شعر بالندم لأنه لم يحضر مسرحية لنجيب الريحاني.

كان عبد الله يهرب من المدرسة ليذهب إلى السينما، وهو ما أثر على مستواه الدراسي، ويرى أن من حظه الجيد أنه لم يكن هناك فرق مسرحية في مدرسته، فلم يقف على خشبة المسرح إلا بعدما نضج وأصبح محترفا، فكان أول أدوراه على خشبة المسرح القومي.

حمدي غيث الأب والمٌعلم الأول

كان حمدي غيث بمثابة الأستاذ في حياة عبد الله، حبه للمسرح انتقل لشقيقه الأصغر، عندما توفي والدهما كان عبد الله عمره عام، فما كان من شقيقه الأكبر حمدي أن يحل محل والده، وعلى الرغم من أن الفرق بينهما 5 سنوات، لكن حمدي كان يضربه على أي خطأ يرتكبه وكأنه ولي أمره، إلى أن حدث موقف بينهما جعل حمدي يتوقف عن ذلك، حينما كان عبد الله عمره 11 عاما وتشاجر مع أصدقائه فجاء حمدي وضربه بالقلم، فما كان منه إلا أن يرد عليه ويضربه بالقلم لأكثر من مرة، شعر حمدي وقتها أن شقيقه قد كبر وأن عليه التوقف عن ضربه.

أراد عبد الله غيث أن يعيش حياته بتلقائيه وحرية، لذا في طفولته كان يريد أن يصبح فنانا مسرحيا أو فلاحا ليعمل بحرية.

وأجاد عبد الله غيث تقديم دور الفلاح المصري سواء البسيط أو القوي، ومن أهم أعماله فيلم "الحرام" مع فاتن حمامة عام 1965، لكن بالنسبة له أهم عمل قدمه هو "أدهم الشرقاوي" تلك الشخصية التي عشقها حتى أنه أطلق اسم "أدهم" على ابنه الأكبر.

وكان عبد الله غيث يرى أنه إذا لم يكن ممثلا كان سيسر على درب أدهم الشرقاوي، فارتباطه بالأرض ومدينته الشرقية كان كبيرا، واعتزازه بالفلاح المصري ظل دائما داخله.

في أحد الأيام تلقى عبد الله غيث اتصالا هاتفيا من منتج أخبره عن وجود مخرج عربي يبحث عن ممثلين من أجل فيلم عالمي، لم يأخذ الأمر بجدية، فكم من أعمال عرضت ولم تنفذ، أو أفلام إنتاج مشترك ظهر فيها النجوم المصريين ولكن في أدوار بسيطة لا تليق بتاريخهم.

وبعدها تحدد ميعاد والتقى بالمخرج مصطفى العقاد الذي أخبره أنه يعمل على الفيلم منذ 6 سنوات، وأنه مرشح لدور "حمزة" وهو ليس ترشيحا نهائيا، عليه أولا أن يرتدي ملابس الشخصية ويتم التقاط صور له ثم ترسل إلى لجنة في لندن هي التي تحدد إن كان ملائما للدور أم لا، لم يتردد وخضع للاختبار وبعد شهر قالو له إنه حصل على الدور.

وحكى عبد الله غيث في لقاء تليفزيوني أن أنتوني كوين كان مرشحا لدور "أبو سفيان" لكنه بعدما قرأ السيناريو أراد تقديم شخصية "حمزة"، وعندما علم هو أن منافسة في النسخة الأجنبية "كوين" شعر بالخوف ووصف ما حدث له قائلا: "شعرت برعشة وخوف من هذا الغول الفني، هو أحسن ممثل سينمائي وروحه شرقية قريبة منا".

سافر عبد الله غيث إلى المغرب حيث يتم تصوير الفيلم، وهناك ومع أول يوم تصوير وجد آلاف الأشخاص من الجمهور يقفون خلف الكاميرا ليشاهدوا المباراة التمثليلة بين الفنان العربي والأجنبي، وقتها كان يتم تصوير المشاهد الإنجليزية أولا، ثم بعدها يتم تصوير المشاهد العربية.

شعر غيث بالراحة لأنه سيرى أولا أنتوني كوين وهو يمثل أمامه وبعدها يؤدي هو المشهد، لكن ما لم يتوقعه أن يطلب منه "كوين" أن يقدم المشهد هو أولا ليشاهده ويرى كيف يتصرف الشخص العربي ويقلده.

قال عبد الله غيث عن هذا الموقف "أنا بقيت سامع قلبي وهو بيدق وقعدت اقرأ الفتحة يجي 100 مرة، وساعة ما استدعوني للتصوير معرفش إيه السكينة اللي نزلت عليا، قولت لنفسي الله يا عبد الله أنت خايف من أنتوني كوين ليه هو بعبع أنت ممثل كويس وأنت ابن حضارة تمتد لآلاف السنين قد حضارته 10 مرات، إيه تخاف من إيه توكل على الله حمزة دا بتاعك والإسلام بتاعك وتاريخ محمد رسول الله دا بتاعك أنت، لقيت نفسي أقدامي ثابته زي الحديد وروحت ناتع المشهد من أول مرة".

قدم عبد الله غيث دور الأب في الدراما التليفزيونية ولمع في مسلسلي "المال البنون" و"ذئاب الجبل، وحققت شخصية "عباس الضو" نجاحا كبيرا الشخص الشريف الذي رفض أن يدخل منزله المال الحرام وعاش في فقر.

رحل عبد الله غيث قبل أن ينهي تصوير مشاهد شخصية "علوان أبو البكري" في "ذئاب الجل" بعدما تمكن المرض من جسده، وخلال تواجده في المستشفى فوجئ بوفد ليبي ينوب عن الرئيس العقيد معمر القذافي يبلغه بأن هناك طائرة طبية خاصة تنتظره لنقله إلى أي بلد في العالم للعلاج، لكن كان قد فات الآوان.

ولعبد الله غيث قصة مع هذا المسلسل إذ كان الدور في الأصل للفنان صلاح قابيل لكنه توفي أثناء التصوير، وعندما أسند الدور لعبد الله رفضه في البداية قائلا "عايزين تموتوني" لكنه قبله في النهاية وتوفي أيضا خلال التصوير، وتم تغيير النهاية.

كان لعبد الله غيث لقبا عرف به بين زملائه في الوسط الفني وهو "الشديد" وحكى أن هذا اللقب كان بسبب مسلسل تليفزيوني، كان يؤدي مشهدا وأجاده بشكل كبير، لذا قال عنه الفنان الراحل صلاح قابيل "ياه دا شديد أوي" ومن يومها أطلق عليه هذا اللقب.

ويؤكد عبد الله غيث أنه شخص خجول وقال عن نفسه "ممثل خايب في البروفات" لكن بمجرد أن يقف على المسرح يتحول.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل