الجناح الناعم للحوثي.. أداة تظليل إيرانية تُطيل حرب اليمن

مع كل جهد دولي لوقف نزيف الدم باليمن، يلجأ الحوثي لإشهار الورقة الإنسانية وتحريك جناحه الناعم لتظليل العالم وإطالة الحرب. \nونشطت مليشيات الحوثي منذ وقت مبكر بدعم إيراني لاستقطاب وتجنيد نشطاء وموظفين في منظمات دولية وشكلت جناحا أسودا يقود حربها الناعمة في أروقة المجتمع المدني والمحافل الدولية. \nولم يعمل جناح مليشيات الحوثي على إعداد التقارير المشبوهة لتشيد جدار حماية لحجب جرائم الانقلابيين عن العالم، لكنه يتخطى لاستغلال بعض المنظمات للوقوف أمام كل سياسة ضغط عسكرية أو سياسية لتطويع المتمردين وإجبارهم على القبول بالتسوية السياسة.\nمؤخرا، كشفت بعض الأصوات المغلف بالإنسانية تزامنا مع تصنيف الحوثيين كيانا إرهابيا حجم التغلغل الكبير لهذا الجناح داخل المنظمات الدولية، والذي سبق بالتنسيق مع اللوبيات الإيرانية في توظيف ذات الورقة لعرقلة مساعي معركة تحرير الحديدة.\nويرى خبراء يمنيون أن وقف استعادة "الحديدة" منفذ تهريب إيران النشط بغطاء الوضع الإنساني ومحاولة مواجهة قرار تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية بتوظيف معاناة اليمنيين هو جزء من المهمة السوداء لجناح الحوثي الناعم الرامي إلى إطالة أمد الحرب.\nوأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيا الحوثي باتت تعتمد على جناح ناعم جزء منه يخترق المنظمات وآخر يحشد الجهد الدبلوماسي الدولي لتوفير مساحة كافية لنشر الإرهاب باليمن.\nومنذ بدء التمرد الحوثي بصعدة كمليشيات متمرسة على تكتيكات متقدمة لحرب العصابات، عمل الجناح المدني لإضفاء عباءة "الأقلية المضطهدة" ليعبد له الطريق إلى صنعاء، ثم عقب الانقلاب آواخر 2014 خاضت ذات الأدوات معارك "كسر العظم" بإضفاء الدبلوماسية على جرائم الإرهاب وجرائم الحرب، طبقا للخبراء.\nوتوسع الجناح الناعم لمليشيات الحوثي عقب صدور قرار مجلس الأمن (2016)؛ حيث أسست بدعم إيراني مجموعة كبيرة من الناشطين والناشطات وأرسلتهن إلى أكثر من دولة في العالم.\nوبحسب القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور فضل الربيعي، فإن مليشيات الحوثي شرعت في استقطاب عناصر عملت سابقا مع منظمات أجنبية وتملك احترافية العمل والتواصل بالمنظمات الدولية وتعمل على توظيف خبراتها لصالح خدمة إيران.\nوعن مهمة هذا الجناح الإرهابي، أكد السياسي اليمني، أنها تتولى عملية تبييض الجرائم الحوثية والتأثير على تقارير المنظمات الدولية وتظليل صناع القرار في المجتمع الدولي.\nوأوضح، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيات الحوثي وبالتعاون مع حلفائها في المنطقة توغلت عبر هؤلاء الناشطين الى داخل أروقة هذه المنظمات الدولية وإلى صناع القرار لتصوير الحرب بواقع مغاير، بما فيها أن الحوثي "أقلية مضطهدة" من قبل الشرعية والتحالف.\nوأضاف الربيعي أن "مليشيا الحوثي وطهران أدركت باكرا تأثير هذه الجناح على صناع القرار في العالم ونشطت بشكل كبير لتضليل العالم وطمس الجرائم التي ترتكبها المليشيات الانقلابية بحق المدنيين".\nوأشار إلى أن اختراقات الجناح الحوثي والإيراني وصلت حد منح ناشطة حوثية فرصة للحديث عن مظلومية هذه المليشيات في إحدى اجتماعات مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في اليمن.\nولفت القيادي اليمني إلى أن ذات الجناح هو من يحشد الأصوات مع قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بأدوات إنسانية ومظلومية مزيفة وترفع من نسبة المخاوف والتداعيات الوهمية، بالإضافة إلى إسناد دبلوماسي على المستوى الدولي تحظى به مليشيات الحوثي.\nوبفعل الضغط الدولي مدفوع بتقارير مغلوطة حول مخاوف الوضع الإنساني، تمت قبل عامين إيقاف عملية تحرير الحديدة. ووفقا للقيادي اليمني فإن القوات كانت بالفعل على مشارف المدينة الحيوية لكن هذه الأصوات اطلقت تحذيرات مظللة حول تعرض البلاد لكارثة ومجاعة إنسانية وشيكة عرقلت سير التحرير.\nومدينة الحديدة التي تضم ثلاثة موانئ حيوية تمثل شريان رئيسي لتهريب إيران للمعدات العسكرية، كما باتت نقطة انطلاق لتهديد الملاحة البحرية.\n "يراد للوضع الإنساني أن يتحول إلى حائط مبكي كلما أخذت المعادلة تتغير لصالح إنهاء الحرب وتحقيق السلام"، هكذا يعلق سفير اليمن في بريطانيا، ياسين سعيد نعمان على بعض الأصوات بالتزامن مع تصنيف الإدارة الأمريكية للمليشيات الحوثية منظمة إرهابية.\nوأكد المسؤول والسياسي اليمني البارز أن الوضع الإنساني تحول الى جدار حماية للإرهاب وخط الدفاع الأول عن جرائم الحوثيين، لافتا في ما يشبه المرافعة نشرها في "فيسبوك" إلى أنه لم يحدث في التاريخ أن "وظفت معاناة الناس لحماية المجرم المتسبب في هذه المعاناة إلا في هذا البلد المنكوب".\nوقال نعمان، إنه تم استخدام اسم "الوضع الإنساني لإيقاف استعادة الحديدة وبذات المظلة يتم معارضة قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية"؛ حيث يتم توظيف معاناة اليمنيين وتغليف جرائم الانقلابين بقرارات ناعمة يستمدون منها صلفهم وإصرارهم على رفض السلام.\nوتساءل: "لماذا بعد وقف معارك الحديدة لا يراجع العالم ما الذي قام به الحوثيون من إشعال للحرب طالت الجوف وهددوا مارب وقذفوا المدن الآهلة بالسكان بالصواريخ والطائرات المسيرة".\nوأنهى حديثه بأن التدخل لمنع تغيير المعادلة عسكرياً بفرض اتفاقات لا تجد من يحمي تنفيذها وكذا لحماية مشروع مليشيات الحوثي الارهابي بعد وضعهم بالقائمة السوداء مشهد يوحي أن هذا التدخل ليس له علاقة بالإنسانية لأن تخليص اليمن من هذا الوضع لن يتم إلا بإنهاء الحرب، وهذه لن تتم طالما وجد الحوثيون هذه الحماية المستمرة.\nجميع الحقوق محفوظة لمؤسسة بوابة العين الاخبارية للاعلام والدراسات ©2020