المحتوى الرئيسى

بين الفراق والنجاة.. حكايات «هيبة» من سيارة إسعاف تجسد معاناة المهنة

01/28 02:42

عالم مرهون بالسرعة، سيارة تكاد أن تطير من فوق الأرض لإنقاذ روح من الموت، يصدح صوتها عاليًا فيفسح لها الجميع الطريق من أمامها، بالداخل ثمة مشاعر متباينة بين الخوف واللهفة يشقق منها الحجر وتدمع لعظمتها الأعين، هنا مريض كٌتب له النجاة في لحظات فارقة- ذات يوم- وآخر فارق الحياة على أعتاب المستشفى وبين هذا وذاك ذكريات تنبش من حين لآخر في ذاكرة من عاشوها، ألهمت «أحمد هيبة» بتدوينها في كتاب يجمع حكايات أبطال هيئة الإسعاف.

صدفة بحتة قادت المسعف البالغ من العمر 37 عاما، للانضمام إلى هيئة الإسعاف المصرية، عقب تخرجه في كلية التجارة بجامعة بنها، حيث كانت هيئة الإسعاف المصرية في بداية انطلاقها الرسمي عام 2009، وقعت عيناه ذات يوم على إعلان وظائف تابع للهيئة لأصحاب المؤهلات العليا فما كان منه إلا أن تقدم للعمل رغم ابتعاد المهنة عن طبيعة دراسته، ورغم رهبة سيارة الإسعاف بالنسبة له،«طول عمري بخاف أقرب من المستشفيات والموضوع في بداية كان ضحك وهزار اتحول لمهنة قضيت فيها 12 سنة»، يقول هيبة في بداية حديثه لـ«الوطن».

مرضى على فراش الموت وضحايا حوادث يلتقي بهم الشاب المنوفي كل يوم بحكم طبيعة عمله كمسعف، لكل واحد منهم تفاصيل تتفاوت بين الفراق والنجاة، تركت في نفسه أثرًا بالغًا كاد شعره أن يشيب من صعوبتها، لم يجد ملجًأ أمنًا ليفر إليه من صعوبة المهنة سوى الكتابة، «بدأت بكتابة اليوميات اللي بعيشها كل يوم وأول قصة كتبتها كانت عن شابة في العشرينيات مصاب بسرطان و عندها تآكل في فقرات الظهر وصل وزنها 20 كيلو بسبب المرض».

انشغل المسعف الثلاثيني بعدها بمهام عمله الشاقة عن الكتابة وانقطع عنها فترة، حتى عاد ليكتب من جديد قصة أسبوعية يتولى نشرها بنفسه عبر الإنترنت من خلال منتدى يجمع أهل قريته «إسطنها» التابعة لمركز الباجور بالمنوفية، «كنت بنزل أجازة يوم واحد في الأسبوع  أكتب القصة و آجي في الأسبوع اللي بعده أكتب القصة الجديدة و لقيت تفاعل من الناس على الحكايات اللي بكتبها»، شجعه ذلك على المضي قدما في موهبته التي باتت متنفسًا له بعيدًا عن رائحة المستشفيات وأنين المرضى.

أوجه معاناة مختلفة يواجهها المسعفون في عملهم كل يوم، لخصها «هيبة» بقوله «أحيانا بنتعرض للإيذاء اللفظي وبيوصل في بعض الأحيان للتشاجر بالإيد ومفيش قانون بيحمينا من الإنتهاكات د»، تضاعفت المعاناة خلال جائحة كورونا والتعامل المباشر مع المصابين من أصحاب الحالات المتأخرة، «أصعب شئ هو الحفاظ على نفسنا وإحنا محتجزين مع المصاب جوا العربية وجهاً لوجه في مساحة ضيقة جداً والإحساس بالرعب وقتها بيزيد».

هول المشاهد التي عاشها المسعف المنوفي خلال جائحة كورونا، والتي كان أصعبها حالة لسيدة مصابة بالفيروس من زوجها وتوفي زوجها قبل نقلها إلى نفس المستشفى بساعتين فقط دون علمها، شجعته على جمع كتاباته القصيرة في كتاب واحد اختار له اسما«حكايات من سيارة إسعاف»، بدأه في أغسطس الماضي وانتهى منه في نهايات العام 2020 وأصبح الكتاب متاحًا الآن عبر العديد من مواقع التسويق الإلكترونية.

«حكايات من سيارة إسعاف» كان الهدف الأول منه هو تعريف الناس ببطولات المسعفين ومعاناتهم اليومية والتي كان أصعبها على نفسه حسب وصفه، «مرة انتظرت مريض بالمستشفى أكتر من 10 ساعات واضطريت من التعب أنام جوا كيس حفظ الجثث بسبب شدة البرد وقتها».

يشمل الكتاب على إهداء لأرواح ضحايا فيروس كورونا من رجال الإسعاف الأبطال منذ بداية الجائحة في مصر، أكترهم ميعرفونيش بشكل شخصي بس ده أقل تقدير ليهم

استقبل أهالي الأقصر المرشدة السياحية بسنت نورالدين أثناء زيارتها للمحافظة في منازلهم واحتفوا بها لدعمها للسياحة المصرية بشكل دائم

تفاصيل ساعات الظلام التي عاشها المسنون داخل دار رعاية بالإسكندرية بعد فصل الكهرباء بسبب مديونية متأخرة.

مقطع فيديو بسيط، كان سببا في إثارة حالة من الجدل والاستغراب على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعدما أعلن المذيع الكويتي محمد المؤمن عن ارتداده عن الإسلام واعت

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل