أطلقت مبادرة «سيدة الوردي».. «هبة» تحارب السرطان بمساعدة المصابات

أطلقت مبادرة «سيدة الوردي».. «هبة» تحارب السرطان بمساعدة المصابات

منذ 3 سنوات

أطلقت مبادرة «سيدة الوردي».. «هبة» تحارب السرطان بمساعدة المصابات

عامان من الألم، حولتهما «هبة» إلى أمل في نفوس قريناتها من المصابات بمرض السرطان، سعياً في الوصول إلى بر الأمان، والانتصار في معركة لا يعرف آلامها إلا من خاضها.\nتجلس على أريكة صغيرة في منزلها، ممسكة بيدها هاتفها المحمول، لتكتب نصيحة جديدة للفتيات عن مرض السرطان، وخاصةً سرطان الثدي، علها تكون النجاة من تطور خطير.\nتحدثت «هبة ربيع»، ابنة محافظة الاسماعيلية، لـ«هن»، عن إصابتها بالسرطان، الذي بدأ يداهمها قبل نحو سنتين، خضعت خلالها لجراحة خطيرة، قبل أن تبدأ رحلتها مع جلسات العلاج الكيماوي والإشعاعي.\nوبنبرة يغلفها التفاؤل، قالت: «أخدت 6 جلسات علاج كيماوي، ثم 25 جلسة اشعاع، والآن أستكمل جرعات العلاج الهرموني، ووصلت إلى مرحلة متقدمة من العلاج، بفضل الله تعالى، ودعوات أصدقائي».\nلم تكن «هبة» وحيدة في حربها ضد المرض اللعين، وإنما كانت رفيقتها «سماح»، أخصائية نفسية، إلى جوارها خطوة بخطوة، تمد يد العون إليها خلال فترة علاجها، لتشكل دافعاً نفسياً لها.\nوأعربت محاربة السرطان عن امتنانها لوجود صديقتها إلى جانبها، بقولها: «سماح كانت دايماً جنبي، وكانت دايماً بتخفف عني، ومن هنا جاءت لنا فكرة إننا نساعد غيرنا من محاربات السرطان، ونمد ليهم يد العون، خاصةً السيدات البسطاء في الريف».\nوبينما كانت تستكمل رحلة علاجها في المستشفى، بدأت «هبة» رحلات أخرى إلى عدد من القرى في مختلف مراكز الإسماعيلية، لتحفيز غيرها من محاربات السرطان على استكمال العلاج، وتوعية غيرهن بأهمية الاكتشاف المبكر للمرض.\nوقالت: «كنت باروح المستشفى آخد العلاج، ونقعد نحكي مع غيرنا للتخفيف عنهم، وفي مرحلة الإشعاع كنت بأخلص الجلسة، وأنزل بعدها بوقت قصير إلى قرية أو عزبة، نتكلم مع السيدات عن المرض، وكيفية اكتشافه، وكيفية إجراء الفحص الذاتي».\nوتابعت أن الكثير من السيدات، خاصةً في المناطق الريفية، لا يمتلكن معلومات نهائياً عن الفحص الذاتي لاكتشاف سرطان الثدي مبكراً، وهو ما دفعها لاستكمال مشوارها، رغم جائحة كورونا.\nوأضافت: «لم نتوقف في كورونا، وقررنا إطلاق مبادرة سيدة الوردي، لتوعية السيدات والفتيات بالمرض، وكيفية اكتشافه، والتعامل معه أيضاً، لحين التماثل للشفاء».\nولاقت فكرة «هبة» وصديقتها «سماح» استحسان الكثيرين من الأطباء، خاصةً أطباء أمراض الدم والتغذية، وبعض الرياضيين، وبدأوا في دعم المبادرة، بتقديم النصائح والمشورات بشكل مستمر.\nوبحسب «سماح علي»، أخصائية نفسية، فإن المبادرة نجحت في الوصول إلى آلاف السيدات، خاصةً مع وجود تجمع كبير لهن على موقع «فيسبوك»، بعنوان «يلا نخدم بعض بنات الإسماعيلية».\nوأضافت أن مبادرة «سيدة الوردي» نجحت، عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وقناتها على موقع «يوتيوب»، في تقديم العديد من الاستشارات الطبية والنفسية لمرضى ومحاربي السرطان.\nوقالت «سماح» إن المبادرة نفذت بالفعل عدة ندوات وورش عمل في مركز شباب الإسماعيلية، وبعض مراكز الشباب في القرى والمراكز، لتوعية المواطنين بأهمية الاكتشاف المبكر.\nوأكدت أن الدعم النفسي من أهم العوامل في العلاج ومحاربة السرطان، مشيرةً إلى أنه «إذا ما استطاع محارب السرطان الانتصار على المرض، يمكنه أن يتحول إلى شخص داعم جداً للمجتمع، وقادر على تحقيق الاختلاف في أي مكان قد يتواجد له».\nواختتمت تصريحاتها لـ«الوطن» بقولها إن السيدات في حاجة كبيرة إلى التوعية عبر الوسائل المختلفة، سواء كانت مبادرات، أو عن طريق الإعلام، خاصةً وأن الاكتشاف المبكر يقطع جزءاً كبيراً جداً من العلاج.

الخبر من المصدر