المحتوى الرئيسى

«لماذا تركتهم؟».. مذكرات شاب إخواني منشق: «تجربة مريرة نزعت العقل والتفكير» (1)

01/24 02:00

ينشر «أمان» على مدار سلسلة من الحلقات اعترافات لشاب منشق عن تنظيم الإخوان الإرهابي يكشفون فيها كيف انضموا للجماعة وسبب تركهم لها، بالإضافة إلى العديد من الأسرار التي تمكن الشباب من مواجهة فكرهم المتطرف وتحصين أنفسهم من الوقوع فريسة للإرهاب.

وفي الحلقة الأولى يسرد الشاب الثلاثيني ابن محافظة الشرقية عبد المعطي أحمد رجب، المنشق حديثا عن الإخوان تجربته التي وصفها بأنها مريرة نزعت منه نعمة العقل والتفكير وألبسته نقمة الطاعة والانقياد والتسليم. وإلى نص اعترافه كما أرسله لـ«أمان»:

علي ضفاف العمر اقف وحيدا شارد الذهن متمعن التفكير الجميع ينظرون أمامهم الي شاطيء مستقبلهم وأنا انظر خلفي الي ضفة الماضي السحيق.

رغم أنه ماض قريب في عدد السنين الا انه كان عميقا في الاثر والتأثير.

ماض جعل مني انسانا اخر علي غير الانسان الطبيعي مواطنا لكنه ليس كباقي المواطنين.اقف وانظر واتساءل ماذا كنت؟ وماذا عساي ان اكون ؟ ثم اكرر النظر واعيد التساؤل لماذا وكيف كانت تلك التجربة التي مررت بها وماذا كانت ستكون مالاتها وتوابعها ؟

وليس التساؤلات من باب الفراغ ولا من منطق الرفاهية لكنها تساؤلات لتجربة شكلت عقلي ووجداني شكلت حياتي وتفكيري رسخت بداخلي اصولا وثوابت اتضح بعد النظر انها كانت مجرد سراب واوهام جعلت مني انسانا تابعا في قراراتي اسيرا في مواقفي. فقد كانت تجربة مريرة نزعت مني نعمة العقل والتفكير وكستني نقمة الطاعة والانقياد والتتسليم

اقف متساءلا بحسرة كيف سمحت لنفسي بأن اسلم عقلي لأناس عديمي العقل والمنطق، اتذكر شخوصهم وطريقتهم في الحياة فتزداد الحسرة والمرارة بداخلي.

كاتب هذه السطور هو شاب ثلاثيني العمر شرقاوي المولد شاءت له الاقدار ان يفتح عينه فيجد نفسه محاطا بمجموعة من الاخوان استغلوا صغر سنه وحرصه علي الصلاة في المسجد كأي انسان مصري نشأ في بيت محافظ وقاموا بالالتفاف عليه كما التفوا علي مئات الاطفال. بدأ الرحلة مع الجماعة طفلا في مرحلة الاعداية ومكث بينهم مايقرب من سبعة عشر عاما تدرج معهم من مرحلة الاشبال ثم التعليم الثانوي فالمرحلة الجامعية وما بعد الجامعية اي انه تم قولبته وتشكيله منذ نعومة اظافره. شاءت له الظروف ان يراجع من مواقفه وبعث له القدر رسائله الجميلة التي كشفت الغشاوة عن عينيه ودبت فيه وعيا جديدا كان موجودا ولكنه مخفيا لايراه بحكم النشأة والتكوين فأبصر أمورا جليلة وتكشفت لديه حقائق عظيمة ربما كان يظنها اوهاما لا قيمة لها.

"لا تناقش ولا تجادل يا أخ علي" لم يكن هذا الإفيه او المشهد من فيلم (الارهابي ) للحوار بين قائد الجماعة (احمد راتب ) والعضو المطيع (عادل امام) مجرد موقف عابرا يتم تداوله علي سبيل السخرية والضحك لم اكن ادرك انه واقع حقيقي في مسيرة اي جماعة تنظيمية او اي تيار صاحب ايدلوجية حتي ولو تداعوا جميعا لنفيه او انكاره كيف لا والفكر الايدولوجي قائم في الاصل علي التسليم لا التفكير.

كان الشعار الحقيقي الذي عشته واقعا ملموسا هو ( لا تفكر ولا تناقش والا اصحبت منبوذا وغير مؤتمن !

منبوذا داخل اروقة الجماعة وغير مؤتمن علي اي منصب بها وغير جدير بالتصعيد التنظيمي داخل هياكلها

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل