المحتوى الرئيسى

بعد انتقاد أبوالقمصان «أوصياء الحزن».. اتباع النساء للجنائز جائز شرعا

01/22 21:52

انتقدت الحقوقية نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، ما يحدث من ما اسمته بـ«تحريم الحزن» ومنع النساء من إتباع الجنائز وإلقاءن نظرة أخيرة على المتوفى حيث كتبت في منشور عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «ونحرم النساء من أن تعبر عن حزنها وفقدها أو تودع حبيب غالى، أى عادات وأى فكر يعذب النساء ويفطر قلوبهم هكذا.. ألف محظور فى الجنائز ألف أمر افعل ولا تفعل لا يتحمل أوصياء الجنازات حب البنات وألم النساء، يقهروا البنات والنساء، تارة تحت يجوز ولا يجوز وتارة تحت العيب والاخلاق».

وأشارت إلى أن هناك من ينصبون أنفسهم أ«وصياء الجنائز» ينظمون ما يريحهم ويزيح عنهم أي معانى للرحمة والتراحم ويعطوه غطاء شرعيًا دينيًا تارة ، وأخلاقيًا تارة أخرى، وأغلب النساء مغلوبات على أمرهن إلا انا.

أما فيما يخص رأي الشرع عن خروج السيدات في اتباع الجنائز، فأنه يجوز شرعًا خروج المرأة لتشييع الجنازة، بحسب رد  دار الإفتاء، على سؤال ورد إليها نصه: «ما حكم اتباع النساء الجنائز» وخصوصًا إذا كانت الجنازة لمن عظمت مصيبته عليها، مع وضع شروطًا أبرزها مراعاة الآداب الشرعية، وعدم مزاحمة الرجال، وتحقق الأمن من الفتنة.

ونصت الفتوى على أن الرسول أمر باتِّبَاعِ الجنائز، حيث روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ»، وفي روايةٍ أخرى في صحيح البخاري أيضًا: «قَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي عَلَيْهَا ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَلَمَّا بَلَغَهُ حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: لَقَدْ ضَيَّعْنَا قَرَارِيطَ كَثِيرَةً».

كما أنها من حقوق المسلم علي المسلم، فقد روى الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ»، وروى الإمام البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما أنه قال: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِسَبْعٍ: بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَنَصْرِ الضَّعِيفِ، وَعَوْنِ الْمَظْلُومِ، وَإِفْشَاءِ السَّلاَمِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ، وَنَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ، وَنَهَانَا عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ رُكُوبِ الْمَيَاثِرِ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَالْقَسِّيِّ وَالإِسْتَبْرَقِ».

ولكن اختلف الفقهاء في حكم اتباع النساء للجنائز: فذهب السادة الحنفية إلى أن اتباع النساء للجنائز مكروهٌ كراهة تحريمـ ويرى فقهاء المالكية جواز الخروج للمرأة كبيرة السن مطلقًا، وكذا الشابة التي لا تخشى فتنتها خاصة إذا كانت الجنازة لمن عظمت مصيبته عليها، كأبٍ، وأمٍ، وزوجٍ، وابنٍ، وبنتٍ، وأخٍ، وأختٍ، أما من تخشى فتنتها فيحرم خروجها مطلقًا، أما فقهاء الشافعية والحنابلة فيرون كراهة الخروج للنساء مطلقًا.

وأوضح الموقع الرسمي لدار الإفتاء أنه استدل القائلون بجواز اتِّباعِ المرأة للجنائز إذا أمنت الفتنة، بما رواه الشيخان عن أم عطية رضي الله عنها أنَّها قالت: «نُهينَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا»، وقال العلامة الصنعاني في «سبل السلام» (1/ 493، ط. دار الحديث): وقولها: ولم يعزم علينا، ظاهر في أن النهي للكراهة لا للتحريم، كأنها فهمته من قرينة، وإلا فأصله التحريم، وإلى أنه للكراهة ذهب جمهور أهل العلم، ويدل له ما رواه ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ فِي جِنَازَةٍ فَرَأَى عُمَرُ امْرَأَةً فَصَاحَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «دَعْهَا يَا عُمَرُ فَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ وَالنَّفْسَ مُصَابَةٌ وَالْعَهْدَ قَرِيبٌ» اهـ.

ومما استدلوا به كذلك أنَّ الميت يستأنس بأهله، ودعائهم، وأذكارهم، وقراءتهم للقرآن، واستغفارهم، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه أوصى عند موته فقال: «فإذا دفنتموني فشنوا عليَّ التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما ينحر جزور ويقسم لحمها، أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رُسُل ربي».

وقال الإمام النووي في «المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج» (2/ 139، ط. دار إحياء التراث): فيه فوائد، منها: استحباب المكث عند القبر بعد الدفن لحظة نحو ما ذكر لما ذكر، وفيه أن الميت يسمع حينئذ مَن حول القبر، اهـ، وقال العلامة الهروي في «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» (3/ 1227، ط. دار الفكر) معلقًا على قوله: «أستأنس بكم»: (أي) بدعائكم وأذكاركم وقراءتكم، واستغفاركم، اهـ.

وقال العلامة الإمام الغزالي في «إحياء علوم الدين» (4/ 492، ط. دار المعرفة): قال محمد بن أحمد المروزي: «سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا بفاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد، واجعلوا ثواب ذلك لأهل المقابر فإنه يصل إليهم»... فالمقصود من زيارة القبور للزائر الاعتبار بها، وللمزور الانتفاع بدعائه، فلا ينبغي أن يغفل الزائر عن الدعاء لنفسه وللميت ولا عن الاعتبار به، وإنما يحصل له الاعتبار بأن يصور في قلبه الميت كيف تفرقت أجزاؤه، وكيف يبعث من قبره وأنه على القرب سيلحق به، اهـ.

وبناءً على ذلك: فلا مانع شرعًا من مشاركة المرأة في تشييع الجنازة، خاصة إذا كانت جنازة من عظمت مصيبته عليها

3- تحقق أمن الفتنة كخروجهنَّ غير متبرجاتٍ

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل