المحتوى الرئيسى

رحل «محمد أحمد» وبقت «العلامة التجارية»: «كلمتين وبس.. الفول يجنن»

01/22 20:46

لا يوجد سكندري إلا ويعرفه، بل امتدت شهرته إلى زائري محافظة الثغر، فلا شيء يضاهي وجبات الفول والطعمية التي ظل يقدمها طوال 66 عاما تقريبا، ليرحل صاحبه، تاركا هذه العلامة التجارية، المعروفة باسم «محمد أحمد» في محطة الرمل بـالإسكندرية.

محمد أحمد السماك، هو اسم صاحب المطعم الشهير، الذي أحزن رحيله جميع السكندريين، بل وكل من تناول وجباته الشهية، إذ ارتبط هذا المطعم بذكريات جميلة لك رواده الذين شبوا ونشأوا على أطباقه.

ولم يكن «محمد أحمد»، مطعما تقليدا، إذ يعتبره الجميع هنا في الإسكندرية جزءا من تاريخ المحافظة، فمهما حاول الجميع الابتعاد عنه إلى غيره من مطاعم اللحوم والمشويات وحتى الأسماك التي تتميز بها الإسكندرية، لا يمكنك إلا العودة إليه مجددا، فلن تستطيع أن تقاومه مهما حاولت.

شهرة المطعم الذي افتتحه صاحبه، قبل 66 عاما، تعددت أسبابها، لكن تبقى زيارة الفنانيين والمشاهير له احد أقوى أسباب هذه الشهرة، خاصة وأن كل مشاهير الزمن الجميل قد زاروه وتناولوا أطباقه البسيطة، ذات المذاق المميز، يكفي أن نذكر منهم، الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، والصحفي المحنك مصطفى أمين، والفنان القدير فؤاد المهندس، والشاعر بهجت قمر، وغيرهم، من المدون أسماءهم علي جدران المطعم.

وكما حقق المطعم شهرة طوال عهده، فإن لحظة تأسيسه وافتتاحه نفسها تظل حكاية هي الأخرى، فقد كان المحل، قبل أن يصبح مطعم «محمد أحمد» مملوكا لخواجة يُدعى بنيامين، وفي عام 1956 اشتري الحاج محمد أحمد السماك، المطعم ليصبح وقتها أول مصري يتملك محلا في منطقة محطة الرمل.

ورغم انتقال ملكيته من اليهودي «بنيامين» إلى المسلم «محمد»، فقد ظل اليهود الذين كانوا يعيشون بالإسكندرية يقصدون هذا المطعم بشكل كبير لتناول الإفطار فيه.

ومما ساعد على انتشار شهرة المطعم، هو أن الإسكندرية، كانت في ذلك العصر قبلة المشاهير في الصيف، الذين اعتادوا الذهاب إليها للاستمتاع بجوها وبحرها، ليتعلقوا بهذا المكان، ويدونوا ذكرياتهم على حوائطه القديمة، التي يوجد عليها الكثير من الصور المعلقة، وعليها توقيعات بعض الفنانين، حيث كتب الراحل فؤاد المهندس «كلمتين وبس، الفول يجنن».

أما الروائي الكبير نجيب محفوظ، صاحب جائزة نوبل، فكتب: «تحية للمحل الجميل وصاحبه الكريم وتحية للعشاء الذي ستبقى متعته معنا طويلا». ومثل «عم نجيب» زاره أيضا الشيخ محمد متولي الشعراوي، والشيخ الشعراوي، لكن تبقى زيارة الملكة صوفيا، ملكة إسبانيا، في ذلك الوقت، مشهدا لا ينساه المطعم، كما توجد صور تذكارية مع الكثير من المشاهير الآخرين.

«سينما ماجيستك على القمة وسينما بارك قدام شوية، ذكريات جميلة في إسكندرية افتقدناها ولم يعد يتبقى إلا مطعم محمد أحمد، راح مننا وضاعت ذكرياتنا الحلوة»، هكذا عبر مواطنو الإسكندرية عبر موقع «فيسبوك»، وسط حالة من الحزن على وفاة الرجل، أمس الخميس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل