المحتوى الرئيسى

الهدوء يعود لعاصمة مالي.. والأمن ينفى إطلاق الرصاص على المتظاهرين

01/22 15:52

استعادت وزارة الداخلية في جمهورية مالي الهدوء في العاصمة باماكو وبدأت اعتبارا من الساعات الاولى من صباح اليوم سحب تشكيلاتها وتقليص مستوى انتشارها فى ارجاء العاصمة بعد الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين المطالبين بما وصفوه بوقف "تدخلات الجيش الفرنسى فى شئون البلاد" وهى التظاهرات التى شهدتها باماكو يوم الاربعاء الماضى واستمرت حتى ليلة أمس وان كان بوتيرة اقل.

وأزالت قوات الأمن فى مالى المتاريس وحطام السيارات التى اشعل المتظاهرون النيران فيها وكذلك قامت الأجهزة البلدية فى باماكو برفع الانقاض الناتجة عن قيام المتظاهرين بتحطيم واجهات المحال التجارية والفنادق فى عدد من اماكن العاصمة.

وكانت التظاهرات التى شهدتها عاصمة مالى خلال اليومين الماضيين قد انطلقت على خلفية حادث وقع مطلع هذا الشهر أودى بحياة 20 مواطنا بعد تعرضهم لاطلاق نيران من مروحية عسكرية فرنسية.

وقال شهود عيان الواقعة إن القتلى كانوا يحضرون حفل زفاف بينما أصرت قيادة القوة الفرنسية فى مالي على ان المروحية استهدفت تجمعا للعناصر المتطرفة نافية ان يكون هناك خطأ فى ادارة النيران.

واستثمرت قيادات الانفصال وقادة الجماعات المسلحة فى منطقة الساحل هذا الحادث لاستفزاز مشاعر المواطنين فى مالي، واستتبع ذلك قيام العناصر الإرهابية بنصب كمين لدورية حفظ سلام تتبع الأمم المتحدة فى شمال البلاد وقد لقى ضابط من ساحل العاج مصرعه فى الهجوم.

وعندما قامت حكومة مالى وممثلية الأمم المتحدة بتشييع جثمان ضابط ساحل العاج فى مراسم رسمية فى العاصمة باماكو يوم الثلاثاء الماضى، سرعان ما استثمر قادة الميليشيات الانفصالية المتحالفة مع تنظيم القاعدة هذا الاجراء فكانت مظاهرات الأربعاء الماضى التى شهدتها العاصمة باماكو.

وقد نفت وزارة الداخلية في مالي استخدام الرصاص الحى فى مواجهة المتظاهرين وكشفت عن أن تظاهراتهم كانت غير مصرح بها من السلطات الأمنية وأنه تم استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وأهابت داخلية مالى المواطنين بتفادى التواجد ضمن تجمعات اتقاء للاصابة بفيروس كورونا، كما دعت الشعب الى التكاتف مع جهود استعادة الانضباط فى العاصمة وضواحيها والتعاون بقدر ما يمكنهم مع رجال الشرطة فى تحقيق ذلك.

ويصل قوام القوات الفرنسية العاملة فى مالى الى خمسة الاف ومائة جندى يقومون بمهام حفظ سلام ومكافحة الإرهاب فى مالى ودول جوارها فى منطقة الساحل والصحراء فى بوركينا فاسو والنيجر.

وبدأت القوات الفرنسية عملها منذ العام 2013 بعدما شنت قيادات شمال مالى حملة للانفصال بالإقليم عن باماكو فى العام 2012 وهو ما شجع عناصر انفصالية أخرى فى دول جوار مالى استثمره تنظيم القاعدة الإرهابى لاستعادة نشاطه التجنيدى والعملياتى فى افريقيا بعد انحسار مشروعه في أفغانستان والشرق الأوسط.

ويقول المراقبون إنه لولا الدور الذى تلعبه قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية فى هذا الجزء من القارة لتحول إلى مرتع للإرهاب والى افغانستان جديدة للقاعدة، ويحذر الخبراء من حملات التأثير النفسى التى يقودها احمدو لامينو ديالو مسئول الدعاية لانفصاليي الشمال والتي تصور القوات الفرنسية فى مالى واقليم الساحل وكأنها قوة احتلال بينما ينظم وجود هذه القوات اتفاقات رسمية مبرمة مع حكومات الدول التى تعمل على أراضيها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل