المحتوى الرئيسى

المهلة تنتهي بعد ساعات.. هل تتفكك المليشيات ويخرج المرتزقة من ليبيا؟

01/22 14:47

اعتبر ثلاثة خبراء عسكريين وسياسيين ليبيين أن تفكيك المليشيات أمر في غاية الصعوبة فيما أكد رابع على إمكانية إخراجها حال وجود إرادة دولية

وأكد الخبراء الثلاثة على أن تفكيك المليشيات عبر الاتفاق العسكري لا يمكن أن يتم عبر المجتمع الدولي "المنقسم على نفسه"، وأن الجيش الليبي هو المعول الوحيد عليه في تفكيكها.

وأوضحوا أن ما يجري حاليا في طرابلس ليس دمجا بمعناه الصحيح وإنما ضمن «حرب العصابات والمصالح» بين رئيس حكومة "الوفاق" فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا.

بينما اعتبر خبير عسكري رابع أن المعطيات الظاهرة حاليا على السطح تدل على وجود رغبة دولية في السيطرة على الوضع القابل للانفجار بليبيا؛ خشية أن تتحول ليبيا إلى قاعدة للإرهاب العالمي وبالتالي إمكانية الضغط وإخراج المرتزقة وتنفيذ الاتفاق.

وتنتهي، السبت، مهلة حددتها لجنة (5 + 5) لتفكيك الميليشيات وإخراج المرتزقة، تمهيدًا لتنفيذ خارطة طريق، تنتهي بإجراء انتخابات أواخر 2021.

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة ( 5 + 5) اتفاقًا للوقف الفوري لإطلاق النار.

ونص على إخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة بإعادتها إلى معسكراتها، بالتزامن مع خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا في مدة أقصاها ثلاثة أشهر.

وكذلك تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي، وخروج أطقم التدريب إلى حين تسلم الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها.

وأمس الخميس، أعلن الجيش الوطني الليبي عن توصل اللجنة العسكرية المشتركة لاتفاق مبدئي بحضور الدول الراعية لمقررات مؤتمر برلين، بينها ضرورة خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا فورا، بالإضافة إلى تفعيل حظر السلاح والالتزام والتقيد به.

ورغم ضيق المدة المتبقية، إلا أن الخبير والمحلل العسكري والسياسي اللواء ركن شرف الدين العلواني، أكد إمكانية إخراج المرتزقة الأجانب في ليبيا بحرًا أو جوًا، شريطة وجود إرادة دولية لذلك، وعدم حدوث طارئ يؤجل تنفيذ العملية.

وقال المحلل العسكري الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن المرتزقة الأجانب في ليبيا الذين وصفهم بـ«الموظفين» تحت سيطرة داعميهم وقياداتهم، مشيرًا إلى أن عملية إخراجهم ليست بالأمر الصعب، إذا ما علمت تلك القيادات أنهم متابعون ومن الممكن اصطيادهم واقتيادهم خارج البلاد.

وحول إمكانية دمج الميليشيات المسلحة ضمن المنظومة الأمنية في البلاد، تنفيذا لاتفاق جنيف، قال إن خطط دمج تلك العناصر، تعد حلا مبدئيًا يمهد للإسراع بتفكيك تلك المليشيات دون إثارة قلاقل.

ولفت إلى أن صمت بعض الأطراف "الوطنية" عن شرعنة تلك العناصر، غاية الهدف منها الوصول إلى تشكيل دولة المؤسسات أولا.

وأوضح أن المعطيات الظاهرة حاليا على السطح تدل على وجود رغبة دولية في السيطرة على الوضع القابل للانفجار بليبيا؛ خشية أن تتحول ليبيا إلى قاعدة للإرهاب العالمي، ما يهدد الغرب عموما وأوروبا خصوصًا.

وأكد على أنه أصبح لزاما التدخل في ظل بروز طفرة الساسة الجدد الذين تسيدوا المشهد وبالذات في الغرب وتمسكهم بالمناصب.

وقال العلواني إن هناك تغييرا كبيرا وحلحلة متوقعة في المشهد العام بليبيا تقوده الدول الغربية التي توافقت على سياسة تقاسم المصالح فيما بينها، لافتا إلى أنه سيتم تنفيذ كل ماتوصلوا إليه من قرارات بدون الرجوع إلى من وصفهم بـ"البيادق" التي تقود ظاهريا المشهد السياسي الليبي.

وتابع: الدول الغربية تعي أهمية الجيش الليبي وكيف أنه رقم صعب في المعادلة، مشيرًا إلى أنه طالما أن المؤسسة العسكرية قوية وانتمائها لليبيا قوي فلا خوف على البلاد، داعيًا الليبيين ودول الجوار إلى الاطمئنان.

في المقابل، قال رضوان الفيتوري، المحلل السياسي الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه لا يمكن تفكيك المليشيات عبر الوسائل الدبلوماسية، مؤكدًا ضرورة استعمال القوة مع تلك العناصر التي لا تخضع لقانون معين.

وأوضح المحلل السياسي الليبي أن تفكيك الميليشيات عبر الاتفاق العسكري أمر في غاية الصعوبة، لا يمكن أن يتم عبر المجتمع الدولي الذي وصفه بـ"المنقسم"على نفسه"، مؤكدًا أن الجيش الليبي هو المعول الوحيد عليه في تفكيك تلك العناصر.

وحول إمكانية دمجهم في المنظومة الأمنية، قال المحلل السياسي الليبي، إن ما يحدث الآن في المنطقة الغربية ليس الدمج الذي اتفقت عليه اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 +5)، إلا أنه يأتي ضمن ما وصفه بـ«حرب العصابات» بين رئيس حكومة "الوفاق" فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا.

وأكد أن كلا الرجلين اللذين أطلق عليهما «الأصدقاء الأعداء»، يستقوي كل منهما بالمليشيات على الآخر ويحاول ضمها إلى معسكره، تحت ذرائع مختلفة منها الدمج كما يتبع باشاغا، وحفظ الأمن كما يفعل منافسه السراج، بتعيين إرهابيين رؤساء لمراكز أمنية حساسة.

وأصدر فايز السراج، الأسبوع الماضي قرارًا، بتعيين عبدالغني الككلي، رئيسا لجهاز الأمن القومي، كما بدأت في الأسبوع نفسه بمقر معهد تدريب ضباط الشرطة، بالعاصمة الليبية طرابلس، أول دورة تدريبية لدمج المليشيات المسلحة واستيعابهم بالمؤسسة الأمنية.

المحلل العسكري الليبي، شريف بوعقرب البرعصي، أكد ما ذهب إليه الفيتوري، قائلا في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه يمكن إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا بقوة السلاح فقط، مستبعدًا أي حل سلمي أو اتفاق يضمن خروجهم نهائيًا.

وحول إمكانية تفكيك المليشيات المسلحة في ليبيا، قال المحلل العسكري الليبي إنه يمكن تحقيق ذلك شريطة توافر عدة أمور لن تتحقق إلا على المدى الطويل، وهي: مواثيق وعفو عام وقانون بعدم الملاحقة، وسلم اجتماعي، وتوافق ليبي – ليبي على شخصيات قيادية عسكرية وسياسية.

وأكد أن عملية دمج المليشيات المسلحة في المنظومة الأمنية يجب أن تتم بشكل فردي وليس كجماعات، وفق ما نص عليه اتفاق جنيف، الذي حدد آلية تحقيق ذلك وكيفية تنفيذه، إلا أن التطبيق الفعلي لم يحدث بعد.

وينص اتفاق جنيف على بدء عملية حصر وتصنيف المجموعات والكيانات المسلحة بجميع مسمياتها على كامل التراب الليبي، سواء التي تضمها الدولة أو التي لم يتم ضمها، ومن ثم إعداد موقف عنها من حيث قادتها وعدد أفرادها وتسليحها وأماكن وجودها، وتفكيكها، ووضع آلية وشروط إعادة دمج أفرادها بشكل فردي إلى مؤسسات الدولة، ممن تنطبق عليه الشروط والمواصفات المطلوبة لكل مؤسسة، وبحسب الحاجة الفعلية لتلك المؤسسات.

علي التكبالي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، عبر عن عدم تفاؤله بخروج المرتزقة الأجانب من ليبيا في المهلة الزمنية المحددة التي أوشكت على الانتهاء، مشيرًا إلى أنهم سيتظاهرون بالخروج إلا أنهم لن يفعلوا ذلك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل