المحتوى الرئيسى

تحليل خاص | هل أتناول ايفرزين للوقاية من كوفيد-19 أو للعلاج؟ هل تكفينا النتائج الجيدة للدراسات؟

01/21 07:00

ايفرزين هو الاسم التجاري لإفرميكتين وهو دواء مرخص لعلاج العدوى ببعض أنواع الطفيليات بجرعات وشروط معينة، لكن لم يتم ترخيصه كمضاد للفيروسات حتى هذه اللحظة.

في إبريل الماضي تم نشر ورقة بحثية وضحت أن عقار ايفرزين له خصائص مضادة لفيروس كورونا خارج الجسم البشري، ولكن بتركيزات عالية ليس من السهل الوصول إليها في جسم الإنسان.

ومنذ ذلك الوقت بدأت الاقتراحات العلمية بدراسة دورة المحتمل كعلاج أو وقاية من عدوى كوفيد-19، وبالفعل أجريت العديد من الدراسات العلمية والتجارب السريرية بهذا الهدف.

وظهرت نتائج جيدة لدراسات عديدة حول العالم، واستمرت عناوين الاخبار العالمية في الاحتفاء بهذا العقار الرخيص ثمنا والذي اعتبره البعض حجر زاوية في بروتوكول علاج كورونا.

فهل تكفي النتائج الجيدة للدراسات أم يجب التأكد من أن الدراسات ذاتها جيدة ؟

تعتمد إجابة السؤال عن تناول ايفرزين للوقاية من كوفيد-19 أو للعلاج على الجهة التي نحتكم إليها في اتخاذ هذا القرار، والتي يمكن أن نطمئن لتوصياتها، وهل هي:

-نتائج بعض الدراسات  التي درست دور الدواء وقدرته على مساعدة المرضى أو تجنب الإصابة بالعدوى،

-أم المنظمات العلمية الصحية التي تقوم تحليل كل ما نشر من دراسات علمية بخصوص هذا الدواء، وتوضح قوة وضعف كل دراسة من حيث مثلا عدد المشاركين أو تصميم الدراسة الذي يمكن أن يكون ضعيفا أو به أخطاء؟

وبناء على ذلك التحليل والتقيم تصدر التوصيات:

-بترخيص الدواء إذا تأكد أن فائدته أكبر من مخاطره أو برفضه إن ثبت العكس،

أو الاستمرار في الدراسات التي تبحث دوره إذا لم تصل الدراسات السابقة للقوة الكافية التي تسمح بالحكم عليه وهو الحال مع ايفرزين الذي لا يزال محل دراسة.

فلابد من ملاحظة ما يلي:

-لا توجد جرعة ثابته، حيث أن توصيات الدواء المرخص هي التي تصدر بوصف كامل ثابت لطريقة تناوله وجرعاته التي ثبت أمانها وكفاءتها، هذا بخلاف الدراسات التي يقترح كل منها جرعاته الخاصة.

-أن قرار تناول ايفرزين في هذه الحالة لن يخرج عن كونه مماثل لقرار الاشتراك في تجارب دواء غير مرخص، ولكن الفارق أن المتطوعين للتجارب تكون لهم شروط خاصة، ويتم الاطمئنان على صحتهم قبل البدء في الدراسات ومتابعتهم جيدا.

-هناك بعض الدراسات التي وضحت أنه لا فائدة من هذا الدواء في حالات كوفيد-19، بل اتضح في دراسات أخرى أنه زاد المرض سوءا.

-غالبية الدراسات التي أثبتت نتائج جيدة لايفرزين حتى الآن لها بيانات ناقصة وتصميمات ضعيفة  لا تستطيع أن تلغي احتمالية خطأ النتائج، وذلك كما يؤكد الموقع الرسمي للتوصيات الأمريكية.

وتتعدد نقاط ضعف هذه الدراسات ما بين الأعداد القليلة أو اختلاف جرعات ايفرزين في نفس الدراسة، أو تناول أدوية أخرى مع ايفرزين أو أخطاء تتعلق بقياس النتيجة وغيرها.

-تؤكد المواقع الرسمية للتوصيات الأمريكية والتوصيات البريطانية والاسترالية وغيرها أن لجان العلماء والخبراء لا تزال تحتاج لدراسات قوية ذات تصميم محكم وخطوات صحيحة كاملة لتحدد دور ايفرزين في حالات كوفيد-19.

أنه لا تكفي أن تكون نتائج الدراسات جيدة، لكن من المهم أن تكون الدراسات ذاتها جيدة، وذلك من حيث التصميم والخطوات حتى نستطيع الاعتماد على نتائجها في تقرير فائدة أو عدم فائدة ايفرزين.

وهو تقييم لابد له منظمات علمية متخصصة تتضمن خبراء يستطيعون فحص التفاصيل العلمية الدقيقة لكل دراسة وموازنتها في ضوء الدراسات الأخرى.

وفي هذا الرابط  مثال لرأي المنظمات العلمية بخصوص دور ايفرزين في حالات كوفيد أو في الوقاية من العدوى، والذي يؤكد استمرار اعتباره حاليا عقار تحت الدراسة لا يسمح باستخدامه خارج نطاق التجارب.

كما أن الموقع الرسمي لوكالة الغذاء والأدوية الأمريكية FDA أكد على عدم ترخيصه لإيفرزين لعلاج كوفيد-19، ووضح أنه لايمكن الاعتماد على ترخيصه في حالات أخرى.

كما سرد قائمة بالاعراض الجانبية المحتملة والتي يمكن أن تصل للتأثير على الجهاز العصبي في بعض الحالات.

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل