كيف سيذكر التاريخ دونالد ترامب؟ - BBC News عربي

كيف سيذكر التاريخ دونالد ترامب؟ - BBC News عربي

منذ 3 سنوات

كيف سيذكر التاريخ دونالد ترامب؟ - BBC News عربي

انتهت ولاية الرئيس دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني. لقد مرت أربع سنوات عاصفة، فما الإرث الذي تركه وراءه للتاريخ؟ \nماثيو كونتينيتي، زميل في معهد "أمريكان إنتربرايز"، يهتم بتطور الحزب الجمهوري والحركة المحافظة الأمريكية.\nسيُذكر دونالد ترامب كأول رئيس خضع لإجراءات العزل مرتين.\nلقد أشاع رواية أن الانتخابات قد سُرقت، واستدعى مؤيديه للقدوم إلى واشنطن للاحتجاج على جلسة التصديق على تصويت المجمع الانتخابي، وأخبرهم أنه بالقوة فقط يمكنهم استعادة بلدهم، ووقف مكتوف اليدين عندما اقتحم مؤيدوه مبنى الكابيتول الأمريكي وقاطعوا جلسة الهيئة التشريعية الدستورية.\nعندما يكتب المؤرخون عن رئاسته، سينظرون إليه من خلال عدسة الشغب، وسيركزون على علاقة ترامب العضوية باليمين المتطرف، وتعامله العنيف مع احتجاج شارلوتسفيل في عام 2017، وتصاعد عنف اليمين المتطرف خلال فترة رئاسته وسيطرة نظريات المؤامرة التي شجعها على نطاق واسع.\n الديمقراطيون يعتزمون السعي لمحاكمة ترامب برلمانيا بهدف عزله إن لم يستقل فورا\nاقتحام الكونغرس: دعوات لتفعيل التعديل 25 من الدستور الأمريكي وتجريد ترامب من سلطاته\nما أبرز لحظات حكم ترامب؟\nلو حذا دونالد ترامب حذو أسلافه وتنازل عن السلطة بشكل سلمي ومشرف، لكان سيُذكر كزعيم شعبوي غير منضبط .\nإنه الرئيس الذي بنى اقتصاداً مزدهراً وأعاد صياغة موقف أمريكا من الصين حتى قبل تفشي وباء كوفيد 19، وهو الرئيس الذي أزال قادة الإرهاب من ساحة المعركة، وجدد برنامج الفضاء وضمن أغلبية محافظة في المحكمة العليا الأمريكية، وأجاز عملية تسريع إنتاج لقاح لمواجهة وباء كورونا في وقت قياسي.\nصدر الصورة، Getty Images\nلورا بيلمونت، أستاذة تاريخ وعميدة كلية فيرجينيا التقنية للفنون الليبرالية والعلوم الإنسانية. وهي متخصصة في العلاقات الخارجية ومؤلفة كتب عن الدبلوماسية الثقافية.\nحاول ترامب التخلي عن قيادة أمريكا للعالم واستبدالها بعقلية أكثر تركيزاً على الداخل، لا أعتقد أنه نجح، لكن السؤال هو، ما مدى الضرر الذي لحق بسمعة أمريكا الدولية؟ لننتظر ونرى.\nاللحظة التي شعرت فيها بالدهشة، كانت في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع فلاديمير بوتين في عام 2018 في هلسنكي، حيث وقف في صف بوتين، فيما يتعلق باتهام المخابرات الأمريكية لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية.\nلا أستطيع تصور رئيس أمريكي منتخب يقف بكامل قوته مع خصم غير ديمقراطي لبلاده.\nإنه أيضاً رمز للهجوم على عدد من المؤسسات والمعاهدات والأطر المتعددة الأطراف، مثل الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومن الاتفاق النووي الإيراني.\nصدر الصورة، Getty Images\nإشادة ترامب بالرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والبرازيلي جايير بولسونارو، ولقاءه بكيم جونغ أون، الزعيم الكوري الشمالي، بحيث غير موقف أمريكا 180 درجة كي يبدو متماشياً مع الأنظمة التي تتعارض مع القيم التي تنادي بها. أعتقد أن هذا الموقف هو أبرز ما ميز حقبة ترامب.\nثمة جانب آخر، وهو نأي الولايات المتحدة بنفسها عن لعب أي دور قيادي في قضايا تعزيز حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وتغيير مضمون تقارير حقوق الإنسان السنوية الصادرة من وزارة الخارجية وإغفال العديد من الموضوعات، مثل مساواة العابرين جنسياً على سبيل المثال.\nكاثرين براونيل أستاذة تاريخ في جامعة بورديو ، تهتم بالعلاقة بين الإعلام والسياسة والثقافة الشعبية، وتركز على الرئاسة الأمريكية.\nلقد وضع ترامب، وأنصاره في الحزب الجمهوري ووسائل الإعلام المحافظة، الديمقراطية الأمريكية على المحك بشكل غير مسبوق.\nوكمؤرخة تدرس التقاطع بين وسائل الإعلام والرئاسة، كان من المدهش حقاً أن ترى الطرق التي أقنع بها ترامب الملايين من الناس بروايته المفبركة للأحداث.\nما حدث في 6 يناير/كانون الثاني، في مبنى الكابيتول الأمريكي هو تتويج لأكثر من أربع سنوات نشر خلالها ترامب بنشاط المعلومات المضللة.\nومثلما هيمنت فضيحة ووترغيت وتحقيق الكونغرس فيها على التفسيرات التاريخية لإرث ريتشارد نيكسون، رئيس أمريكا الـ 37، لعقود من الزمن، أعتقد أن ما حدث في أعقاب الانتخابات سيكون في طليعة التقييمات التاريخية لرئاسته.\nصدر الصورة، Getty Images\nمقولة كيليان كونواي عن "الحقائق البديلة" بعد أيام فقط من وصول إدارة ترامب إلى الحكم عند تناولها للجدل الذي أثير حول حجم الحشود التي حضرت مراسم تنصيب باراك أوباما وتلك التي حضرت مراسم ترامب.\nاستخدم الرؤساء عبر القرن العشرين بشكل متزايد أساليب مختلفة لعرض تفسيرهم لمختلف المواقف السياسية والأحداث لخدمة مصالحهم وللسيطرة على التقارير الإعلامية عن إداراتهم. لكن التأكيد على أن للإدارة الحق في اختلاق حقائق بديلة خاصة بها يتجاوز كثيراً التلاعب بالحقائق، وفي النهاية المطاف ألقى ذلك بظله على طريقة عمل إدارة ترامب عبر الاعتماد على التضليل.\nعزز ترامب قوة وسائل التواصل الاجتماعي وطمس الحدود الفاصلة بين الترفيه والسياسة بحيث نجح في تجاهل وتميش معارضيه والتواصل مباشرة مع مؤيديه دون رقيب أو حسيب.\nاستخدم الرؤساء السابقون فرانكلين روزفلت، وجون إف كينيدي ، ورونالد ريغان أيضاً وسائل الإعلام الجديدة وأسلوب المشاهير للتواصل مع الناس بشكل مباشر وبهذه الطريقة، مما أدى في نهاية المطاف إلى تغيير ما هو متوقع من الرئيس وطريقة عمله وهو ما مهد الطريق أمام ترامب.\nماري فرانسيس بيري، أستاذة التاريخ الأمريكي والفكر الاجتماعي في جامعة بنسلفانيا، وتركز على التاريخ القانوني والسياسة الاجتماعية. وكانت عضواً في اللجنة الأمريكية للحقوق المدنية من 1980 إلى 2004 .\nفي مجال القضاء، أحدث ترامب تغييراً طويل الأمد سيستمر على مدار السنوات العشرين أو الثلاثين المقبلة، حيث سيقوم القضاء بالنظر في القرارات السياسية المختلف عليها وكيفية وضعها قيد التنفيذ، بغض النظر عما يقترحه رئيس ما أو إدارة معينة .\nيسيطر على المحاكم القضاة الذين عينهم الجمهوريون.\nأحياناً يفاجئنا القضاة، ولكن تشير التجربة التاريخية إلى أنهم يفعلون ما تتطلبه سياساتهم وبناء على خلفيتهم السياسية.\nصدر الصورة، Getty Images\nترامب يثني على قاضية المحكمة العليا العليا إيمي كوني باريت التي أدت اليمين الدستورية\nما الذي لفت نظرك أيضاً؟\nعندما أيد حزمة من الإجراءات التي ساعدت فئة في المجتمع الأسود، مثل قانون First Step، أي الخطوة الأولى، الذي أصدر من خلاله عفواً عن الأشخاص وفي نفس الوقت ولأول مرة أيد تعديل قانون الاعتمادات المالية لمنح أموال للمعاهد والجامعات المعروفة تاريخياً بأن غالبية طلابها من السود.\nإضافة إلى ما سبق ذكره قدم أول برنامج تحفيز مالي مخصص لرجال الأعمال والمقاولين السود بحيث يحصلون على القروض التي كانوا يواجهون صعوبة في الحصول عليها سابقاً.\nكان تأثير كل ذلك جلياً بمرور الوقت، ففي الانتخابات النصفية، صوّت الكثير من الشباب السود للحزب الجمهوري. وإذا استمر تأثير ذلك فقد يساعد الحزب الجمهوري.\nكما أدلى ترامب بتصريحات مشينة عن السود وغيرهم من الملونين، وحاول تعطيل الاحتجاجات ضد انتهاكات الشرطة، وناشد انصاره من دعاة تفوق البيض لعرقلة مظاهرت السود.\nيتوقف تأثير ترامب على العلاقات العرقية على ما ستفعله إدارة بايدن في هذا المجال وعلى قدرتها في رأب الصدع بين الأعراق ومدى استمرار الوباء وتداعياته الاقتصادية.\nالتشكيك في نتائج انتخابات 2020\nمارغريت أومارا أستاذة التاريخ بجامعة واشنطن، وتركز في ابحاثها على التاريخ السياسي والاقتصادي والتاريخ الحضري الحديث للولايات المتحدة.\nالطعن في فوز جو بايدن الذي جاء نتيجة عملية انتخابية واضحة جداً دستورياً من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها.\nلقد مررنا بالكثير من عمليات نقل السلطة غير السارة.\nلم يكن هربرت هوفر (الرئيس الـ 31 للولايات المتحدة)، راضياً إطلاقاً عندما خسر الانتخابات، لكنه استقل تلك السيارة عبر شارع بنسلفانيا أثناء مراسم التنصيب.\nلم يتحدث إلى الرئيس فرانكلين روزفلت طوال الوقت، ولكن كان هناك انتقال سلمي للسلطة.\nترامب يمثل القوى السياسية التي نشأت وتطورت على مدار منذ نصف قرن أو أكثر.\nوجاء إلى سدة الحكم ليس بسبب ما كان يجري داخل الحزب الجمهوري فحسب، بل وأيضاً في الحزب الديمقراطي وعلى نطاق أوسع في الحياة السياسية الأمريكية، هناك نوع من خيبة الأمل وعدم ثقة في الحكومة ومؤسسات الدولة والتجربة السياسية.\nما أبرز ما لفت نظرك؟\nيعتبر ترامب استثنائياً من عدة جوانب، لكن أحد الأشياء التي تجعله حقاً متميزاً عن غيره هو أنه أحد الرؤساء النادرين الذين تم انتخابهم دون أن يكون قد شغل أي منصب انتخابي سابقاً.\nوقد يصبح ترامب في طيات الماضي، لكن هناك إحباط كبير من مؤسسة الحكم بشكل عام.\nعندما تشعر باليأس، فإنك تصوت لشخص يعدك بفعل كل شيء بطريقة مختلفة، وقد قام ترامب بذلك حقاً.\nأحد دعائم الرئاسة هو الأشخاص الذين يعينهم الرئيس، ولم تتم دعوة عدد كبير من الجمهوريين أصحاب الخبرة، للانضمام لإدارة ترامب منذ البداية.\nوبمرور الوقت، باتت إدارته تقتصر على مجموعة من الموالين الذين ليسوا في الحقيقة من ذوي الخبرة ومن غير المهتمين أيديولوجياً بالإدارة البيروقراطية الحكيمة. والضرر الذي لحق بالطبقة البيروقراطية كبير واصلاحه سيكون بطيئاً.\nصدر الصورة، Getty Images\nسايكريشنا براكاش أستاذة في كلية الحقوق بجامعة فيرجينيا ومختصة بالقانون الدستوري وقانون العلاقات الخارجية والسلطات الرئاسية.\nكانت الأشهر الأخيرة من حكمه هي الأكثر إثارة للإهتمام، حيث كان يسيطر على أكثر أتباعه إخلاصاً ويتحدث عن الترشح مرة أخرى.\nلقد أجبر الناس على التفكير في ما أصبحت عليه الرئاسة بطريقة لم تكن صحيحة على ما أعتقد، سواء كانت أثناء إدارة بوش أو أوباما. تفعيل المادة 25 من الدستور أو مساءلة الرئيس أمام الكونغرس لم يتم التفكير فيها حقاً منذ عهد بيل كلينتون.\nعندما ينظر الناس إلى الرئاسة حالياً قد يتبنون موقفاً مختلفاً منها فهم يعلمون أن شخصاً مثل ترامب قد يصل الى الرئاسة مستقبلاً.\nومن المحتمل أن يقلص الكونغرس من سلطات الرئيس ويأخذ منه بعض الصلاحيات.\nما أبرز ما قام به أيضاً؟\nلقد أظهر الرئيس أن هناك قاعدة انتخابية تعارض الكثير من هذه الصفقات التجارية الخارجية وأن هناك أشخاصاً على استعداد للتصويت لأولئك الذين ينسحبون من هذه الصفقات أو "يجعلونها أكثر عدلاً".\nأشار الرئيس إلى أن الصين تستغل الولايات المتحدة وتضر باقتصادها وأمنها القومي، وأعتقد أن هناك إجماعاً على هذا الرأي. لا أحد يريد أن يتهم بمهادنة الصين، مثلما لا يهتم أحد إن كنت مهادناً لكندا، أليس كذلك؟\nأعتقد أن الناس سيعملون كل ما بوسعهم ليكونوا أكثر حزماً أو على الأقل ليقولوا إنهم أكثر حزماً مع الصين.\nعلى الصعيد الوطني، كانت للرئيس توجهات شعبوية ورغم أنه لم يحقق الكثير من سياساته، لكننا نرى المزيد من الساسة الجمهوريين يتبنون ذات الأفكار الشعبوية.\n© سياستنا بخصوص الروابط الخارجية.

الخبر من المصدر