المحتوى الرئيسى

بايدن عقب تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة: سنعود إلى ريادة العالم | المصري اليوم

01/20 21:59

أدى الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن، اليمين الدستورية، الأربعاء، ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك فى ظل إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة، أمام رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، بمقر الكابيتول الأمريكى، واضعًا يده على إنجيل يحمل إرث عائلته منذ عام 1893، (127 عامًا)، فى حفل تنصيب هادئ ضم حشدا قليلا، نتيجة الإجراءات الاحترازية بسبب وباء فيروس كورونا، بعد أسبوعين من حصار أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، مبنى الكونجرس.

بايدن يوقع أول أوامره التنفيذية

ترودو يهنئ بايدن بتنصيبه رئيسًا لأمريكا: «سنعمل معًا لدفع العمل المناخي»

بايدن في أول تغريدة على حساب الرئيس: «سأصدر إجراءات جريئة وإغاثة فورية للأمريكيين»

وتحدث «بايدن» لأكثر من ربع الساعة، فى خطابه الأول، وقال بعد الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح ضحايا كورونا: «أقسم بأن أخلص فى أداء عملى رئيسًا، وسأفعل كل ما يمكننى فعله للحفاظ على دستور البلاد، وحمايته والدفاع عنه، وأسخِّر روحى كلها لتجميع شتات أمريكا وتوحيد البلد فلتساعدنى يا ألله».

وأضاف عقب أدائه اليمين: «هذا يوم أمريكا.. يوم الديمقراطية، سأكون رئيسًا لكل الأمريكيين وسنعود إلى تحالفاتنا وإلى ريادة العالم».

وأوضح أن الديمقراطية سادت وأن بلاده لديها الكثير لتفعله والكثير لتصلحه وتسترده، وأنه يتعين عليهم مواجهة صعود دعاة تفوق العرق الأبيض والإرهاب المحلى وإنهاء هذه الحرب غير المتحضرة، داعيا إلى بداية جديدة بعد فترة من المرارة والانقسام الحاد.

ومتجاهلا التقاليد، غادر ترامب واشنطن صباح الأربعاء، إلى فلوريدا، قبل التنصيب بدلا من مرافقة خليفته إلى مبنى الكابيتول، فى الوقت الذى حضر فيه المراسم مايك بنس، نائب ترامب، والرؤساء السابقون الجمهورى جورج دبليو بوش، والديمقراطيان، باراك أوباما، وبيل كلينتون، فى حفل اقتصر الحضور فيه على ألف شخص فقط.

وبعد التنصيب، رافق الرؤساء السابقون بايدن إلى مقبرة أرلنجتون لوضع إكليل على قبر الجندى المجهول.

وخالف بذلك ترامب تقليدا آخر قبل أن يترك السلطة إذ يعتبر رفضه حضور حفل التنصيب لمن سيخلفه منافيًا لتقليد سياسى يعود إلى أكثر من 150 عاما، رافضا بذلك التأكيد على الانتقال السلمى للسلطة، بعد أن غادر صباح الأربعاء، هو وزوجته ميلانيا بطائرة هليكوبتر متوجها لحضور حفل وداع فى قاعدة أندروز الجوية المشتركة، حيث وعد أنصاره بأنه «سيعود بشكل ما وبطريقة أخرى» متفاخرا بما وصفه بنجاح إدارته قبل أن يسافر جوا إلى فلوريدا، ولم يكن فى وداع ترامب كبار الجمهوريين بمن فيهم نائب الرئيس مايك بنس.

مسؤول فى البيت الأبيض - وفق سى إن إن- قال إن ترامب ترك رسالة لبايدن فى المكتب البيضاوى لكن فحواها لم يتضح بعد، وقال نائب السكرتير الصحفى السابق للبيت الأبيض جود ديرى، إن ما كتبه ترامب سيبقى سريًّا بينه وبينه بايدن، بينما لجأ بايدن إلى «تويتر» حيث نشر تغريدة تاريخية قائلا: إنه يوم جديد لأمريكا.

كما تولت كاملا هاريس، ابنة لمهاجرين من جامايكا والهند، أول شخص من أصحاب البشرة الداكنة وأول امرأة وأول أمريكية من أصل آسيوى، منصب نائب الرئيس، وبعد أن أدت اليمين أمام القاضية بالمحكمة العليا، سونيا سوتومايور، قالت فى تغريدة لها على تويتر: «جاهزة للخدمة».

وأحيت المغنيتان الأمريكيتان، جينفير لوبيز، وليدى جاجا، حفل التنصيب، حيث غنت الأولى: «هذه الأرض أرضكم وأمريكا جميلة»، فيما غنت الثانية النشيد الوطنى الأمريكى. وقبل التنصيب تسلم فريق بايدن، الحقيبة النووية البالغة الأهمية، من فريق ترامب، فى الوقت الذى أخلى فيه الحرس الوطنى مبنى المحكمة العليا فى واشنطن بعد تهديد بوجود قنبلة، ما أدى إلى تعزيزات متزايدة فى المنطقة لقوات الحرس الوطنى.

واستُدعى الآلاف من قوات الحرس الوطنى إلى المدينة حيث حفل التنصيب، وبدلا من احتشاد أنصار بايدن لحضور المراسم، تمت تغطية متنزه ناشونال مول بنحو 200 ألف علم و56 مصدرا للإضاءة ترمز لسكان الولايات والمناطق الأمريكية.

وأُغلقت جسور تربط فرجينيا بوسط مدينة واشنطن، وأيضًا محطات مترو الأنفاق فى المنطقة الأمنية والطيران إلى العاصمة، التى وصفها بعض السكان بأنها أصبحت مثل المنطقة الخضراء التى تشبه الحصن بوسط العاصمة العراقية بغداد.

وخطف منظر القناصة فى أعلى البنايات، المشهد الذى يمثل اللمسات الأخيرة للسلطات الأمنية، لتأمين حفل التنصيب، وبسبب شجاعته اللافتة فى الوقوف وحيدًا أمام المتظاهرين الأمريكان الذين اقتحموا مبنى الكابيتول، خلال فوضى الكونجرس الدامية، حصل رجل أمن أمريكى يدعى يوجين جودمان، على تكريم مفاجئ خلال يوم التنصيب.

وجاء التنصيب تتويجًا لمسيرة بايدن، التى بدأها قبل 5 عقود وشملت أكثر من 30 عاما فى مجلس الشيوخ الأمريكى، وفترتين فى منصب نائب الرئيس فى إدارة أوباما، لكنه سيواجه سلسلة من الأزمات المتداخلة التى ستمثل تحديًا حتى لشخصية مثله تتمتع بالخبرة السياسية. ومن بين هذه الأزمات جائحة فيروس كورونا، التى وصلت إلى مرحلة قاتمة وأودت بحياة أكثر من 400 ألف أمريكى، وأصابت 24 مليونا آخرين، وهو أعلى عدد لحالات الإصابة على مستوى العالم. وفور أداء اليمين الدستورية، وقع بايدن 15 إجراء تنفيذيا، الأربعاء، بما يلغى سياسات وضعها ترامب مثل الهجرة واتفاقية المناخ فى باريس، والاقتصاد والتفرقة العنصرية، وإلغاء إعلان الطوارئ الذى فرضه ترامب الذى ساعد فى تمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك وإنهاء حظر السفر على بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة.

وتشمل الإجراءات فرض وضع الكمامة فى المنشآت الاتحادية وعلى الموظفين الاتحاديين وأمرا بتأسيس مكتب جديد بالبيت الأبيض لتنسيق جهود التصدى لفيروس كورونا، وبدأ بايدن أيضا عملية العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ، وأصدر أمرا شاملا لمواجهة تغير المناخ يشمل إلغاء تصريح رئاسى لخط أنابيب كيستون إكس.إل النفطى المثير للجدل.

ودوليًا رحب الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، بنظيره الأمريكى: «مرحبا بعودتكم فى اتفاق باريس للمناخ»، بينما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إلى تعزيز التحالف الأمريكى الإسرائيلى، فيما قالت روسيا إنها تأمل فى بناء علاقات جيدة مع أمريكا حول اتفاق نيو ستارت للحد من الترسانة النووية.

من جانبه، أبلغ البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بايدن، بأنه يدعو الرب ليقود جهوده لإحلال المصالحة بين أمريكا ودول العالم.

ووصف الاتحاد الأوروبى تنصيب بايدن بأنه «فجر جديد» لأوروبا والولايات المتحدة، لكن التكتل أصر على خضوع شركات التكنولوجيا الأمريكية لقواعد تنظيمية لمنع «قوى الظلام» من بث خطاب الكراهية على الإنترنت. وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية للبرلمان الأوروبى، مبدية سعادتها بانتهاء سياسة «أمريكا أولا» التى انتهجها ترامب، إن العمل معا على وضع سياسة تنظيمية رقمية عالمية جديدة له الأولوية.

وأضافت «هذا الفجر الجديد الذى يبزغ فى أمريكا هو اللحظة التى كنا ننتظرها»، وأصبح لدينا صديقا فى البيت الأبيض.

وقال شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى: «اليوم فرصة لإعادة الحيوية للعلاقات عبر المحيط الأطلسى، والتى تضررت بشدة فى الأعوام الأربعة الماضية. خلال هذه الأعوام، أصبح العالم أكثر تعقيدا وأقل استقرارا، وأصبحنا أقل قدرة على التنبؤ». وأضاف «أوجه اقتراحا رسميا للرئيس الجديد، فى اليوم الأول من تفويضه، دعنا نضع اتفاقا تأسيسيا جديدا من أجل أوروبا قوية وأمريكا قوية وعالم أفضل». وقال ميشيل إن الطرفين يجب أن يعملا على خمس أولويات، وهى تعزيز التعاون متعدد الأطراف، ومكافحة كوفيد-19، ومعالجة تغير المناخ، والانتعاش الاقتصادى فى ظل التحول الرقمى، وتوحيد الجهود من أجل الأمن والسلام. كما دعا نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، الإدارة الأمريكية الجديدة إلى اتخاذ موقف واضح من سياسة التوسع الاستيطانى الإسرائيلية «إذا أرادت تحقيق الأمن أو الاستقرار فى المنطقة».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل