المحتوى الرئيسى

خبير آثار: المراكب النيلية أقدم وسائل النقل الثقيل في العالم

01/20 17:26

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء، بوزارة السياحة والآثار، أن المصريين القدماء اهتموا بالنقل المائي أكثر من اهتمامهم بالنقل البري، نظرًا للظروف البيئية الطبيعية وتفاعل المصري القديم مع بيئته، وارتبطت قرى ومدن مصر  بضفاف النيل وفروعه التي بلغت 7 أفرع في ذلك الوقت، مما ساهم في تنشيط التجارة الداخلية والخارجية مع البلاد المشتركة في نهر النيل مثل رحلات الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت.

ويضيف الدكتور ريحان، أن نهر النيل كان يتفرع في الدلتا إلى 7 أفرع لم يتبق منها الآن إلا فرعان نتيجة مكافحة الفيضانات وانجراف التربة، وهذه الأفرع من الشرق إلى الغرب البليوزي، التانيتي، المنديسي، الفاتنيتي أو الفاتميتي (فرع دمياط الآن)، السبنتيني، البلبتي، الكانوبي (فرع رشيد الآن).

وفكر المصريون في الاستفادة من الملاحة النهرية بشكل أكبر، فجاءت فكرة شق قناة تربط النيل بالبحر الأحمر، وبدء هذا المشروع  سنوسرت الثالث، وحُفر في عهده قناة تصل النيل برأس خليج السويس، أطلق عليها المؤرخون قناة سيزوستريس.

ويوضح الدكتور ريحان، أن الاكتشافات الأثرية أكدت أن أول رحلة بحرية سجلها التاريخ كانت رحلة مصرية عبر نهر النيل إلى الصومال (بلاد بونت) في عهد الملكة حتشبسوت عام 1491 ق.م. وقد ظل الاهتمام بالنقل المائي سائدًا حتى عهد الفرس وعهد البطالمة الأوائل، وفي عهد الرومان كانت عنايتهم بالنقل المائي كبيرة وأعادوا حفر قناة سيزوستريس وأسموها قناة تراجان، وأقاموا عدة مراسي على النيل لتنظيم أعمال النقل وأداء المكوس في هرموبوليس وسيين وهرمونس وقفط وشديا.

ونوه بأن هذه القناة أهملت فيما بعد وردمت، وحين الفتح الإسلامي لمصر أعاد عمرو بن العاص فتح قناة تراجان وأطلق عليها خليج أمير المؤمنين لنقل التجارة من نهر النيل إلى القلزم (السويس حاليًا)، ومنها إلى جدة ثم مكة المكرمة ومنها إلى عاصمة الخلافة المدينة المنورة.

ويتابع الدكتور ريحان، أنه بعد تولي محمد علي باشا حكم مصر عام 1805، شرع في حفر الترعة المحمودية ورياحات الدلتا الثلاث التوفيقي والمنوفي والبحيري، وإن لم تتم في عهده. وقد بلغ اهتمامه بالنقل المائي أنه أنشأ مدرسة لتعليم صناعة السفن وما يرتبط بها من صناعات. وقامت في عهده كذلك أول شركات لنقل الركاب والنقل التجاري.

وفي عهد إسماعيل افتتحت قناة السويس عام 1869، والتي أثرت بالسلب على حركة النقل المائي الداخلي، خاصةً في الشمال، رغم أنها كانت السبب في تنمية حركة المسافرين بين أوروبا والهند وجنوب شرق آسيا ومع بداية الحرب العالمية الأولى بدأت حالة النقل المائي في التحسن المطرد لزيادة حجم البضاعة المنقولة داخل البلاد، غير أن الأزمة الاقتصادية التي مرت بالبلاد بين عاميّ 1930 و1934 انعكس أثره على الملاحة فأهملت بشكل كبير. ومع قيام الحرب العالمية الثانية زادت حركة النقل المائي لزيادة كمية وحجم المنقولات نتيجة لظروف الحرب ثم عاد الإهمال مجددًا.

ومع إعلان الجمهورية تشكلت لجنة دائمة للملاحة النهرية عام 1953 للإشراف على شئون الملاحة ووضع التشريعات الخاصة بها، خاصةً أن مجرى النيل وفروعه بين أسوان ورأس الدلتا صالح للملاحة طول العام ويمتاز باعتدال جريانه وخلوه من العقبات الملاحية.

وبحسب إحصاء عام 2012، فإن طول شبكة النقل النهري يبلغ أكثر من 35,000 كم. وبالنسبة للنقل البحري فإن مصر تحتوي على 15 ميناء بحريا تجاريا رئيسيا بجانب 44 ميناء تخصصيا، ومن أهم الموانئ البحرية ميناء الإسكندرية البحري وميناء دمياط وميناء السويس وميناء غرب بورسعيد.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل