المحتوى الرئيسى

مسئولو منظومة الأكسجين داخل مستشفيات العزل: نبذل أقصى طاقاتنا

01/19 20:18

مجهودات وتضحيات ضخمة يبذلها المسئولون عن منظومات الأكسجين فى مستشفيات العزل الصحى لمرضى فيروس كورونا، فضلًا عن الضغوط الكبرى التى يتعرضون لها فى تعاملهم مع وباء قاتل، خاصة مع زيادة أعداد المصابين به خلال الفترة الأخيرة مع الموجة الثانية للفيروس.

وخلال السطور التالية، يتحدث عدد من مسئولى منظومة الأكسجين، لـ«الدستور»، حول طريقة عملهم داخل مستشفيات العزل، وتفاصيل الدور الذى يؤدونه ضمن المنظومة الصحية داخل المستشفيات، والأنظمة البديلة التى يجهزونها فى حالة حدوث أى طوارئ أو توقف مفاجئ أو نفاد لكميات الأكسجين الموجودة، وغيرها.

محمد صابر: لا مجال لأى عطل مفاجئ

«كنا نقضى قرابة العشرين يومًا فى المستشفى دون إجازة».. بهذه الكلمات بدأ محمد صابر، العامل بوحدة الأكسجين فى مستشفى بلطيم للعزل، حديثه عن الأيام التى يقضيها داخل مستشفى العزل.

وقال: «كنت أنتظر الخروج من المستشفى فى يومى الإجازة ثم أعود بعدها لأكرر العشرين يومًا لأسهم فى إنقاذ العديد من الحالات التى تحتاج إلى التنفس الصناعى، ولمساعدة الأطباء فى حربهم ضد فيروس كورونا التى قدمنا فيها شهداء نحترمهم ونقدر تضحياتهم». وأضاف: «لا أتردد فى الذهاب إلى مستشفى العزل ومشاركة الأطباء فى حربهم وللمساعدة فى إنقاذ حياة أى مريض، وهذه هى الأهداف الأسمى التى نعمل من أجلها، ولتخليص المرضى المصابين من آلامهم لتعبر مصر من منطقة الخطر إلى بر الأمان».

وواصل: «يتمحور عملنا حول الاهتمام بمنظومة الأكسجين داخل مستشفى العزل، لمواجهة أى مشكلة يمكن أن تؤدى إلى فقد حياة إنسان، لهذا نكتب تقارير بشكل دورى تصل إلى خمسة أو ستة تقارير فى اليوم، ونرفعها للشركة المسئولة حتى لا يحدث عطل مفاجئ، وإن حدث فهناك وحدة بديلة تعمل فى حالة تعطل الوحدة الرئيسية».

وتابع: «فى حالة تعطل الوحدتين، وهذا ما لم يحدث قط خلال فترة عملى، فإنه توجد أعداد كبيرة جدًا من أسطوانات الأكسجين التى يمكن أن توفر احتياجات المستشفى لفترات طويلة، إذ لا يمكن أن نترك الأكسجين ينقطع عن المستشفى».

وقال: «منظومات الأكسجين التى نعمل بها حديثة بالكامل، فلا تقابلنا الأعطال التى يمكن أن نقول عليها قاتلة أو تحتاج إلى أوقات كبيرة لإجراء صيانة لها، ولكن لا يمكننا الاعتماد على هذا فقط فالصيانة الدورية هى أُولى أولوياتنا لتجنب الأعطال».

وأضاف: «غالبية الأعطال التى تحدث حاليًا تتعلق بمشكلات فى أجهزة التنفس داخل غرف المرضى، ونحاول بأقصى ما يمكننا حل المشكلة فى أسرع وقت».

وتابع: «إذا واجهنا مشكلات لا يمكننا التعامل معها يتم نقل المريض إلى الجهاز الاحتياطى، ونتصل بشركة متخصصة كى تحضر بأقصى سرعة لحل المشكلة، ولكن فى إحدى المرات كان من الصعب انتظار الشركة، إذ كان هناك ١٤ جهازًا للأكسجين، منها ٧ أجهزة للأطفال، وكانت كلها تحتاج إلى إعادة برمجة وفعلنا هذا ووصفت الشركة المختصة ما فعلناه بالمعجزة».

وعن مخاطر عمله قال: «هناك العديد من المخاطر أهمها أن تصاب بفيروس كورونا، وهو بالفعل ما تعرضت له خلال عملى فى مستشفى العزل، وتم شفائى على خير».

تامر عبد المعطى: العدوى تلاحقنى أثناء معاينة وصلات الغاز فى غرف المصابين

قال المهندس تامر عبدالمعطى، المشرف على منظومات الأكسجين فى ٦ مستشفيات عزل، إن عمله يتمحور حول الصيانة والتركيبات لشبكة الغاز، وكل ما يخص الغازات الطبية داخل مستشفى العزل.

وذكر «عبدالمعطى» أن أغلب المشكلات التى تواجهه فى عمله تتعلق بانسداد فلاتر الخفاضات، وتجرى الصيانة اللازمة وإصلاح العطل فى أسرع وقت ممكن، مع وضع نظام بديل أثناء الصيانة كى لا يحدث انقطاع الهواء والأكسجين عن المريض، وهو عمل يحتاج لمهنية وخبرة وجدية.

وأشار إلى أنه يمر على جميع غرف المصابين ليتأكد من عمل أجهزة التنفس، حتى لا يحدث عطل مفاجئ، ومن ثم فإنه يتابع عمل الوصلات ويطمئن على الأسطوانات الاحتياطية، التى تكون بجوار كل مريض، وتستخدم فى حالة حدوث أى مشكلة مفاجئة بالنظام.

وعن إصابته بالفيروس قال: «هذا أمر كنت أتوقعه، إذ إن طبيعة عملى تحتم دخولى غرف المرضى لفحص أجهزة الأكسجين والتأكد من فاعليتها، ومن ثم فإن احتمالية الإصابة مرتفعة، وهو ما حدث، وخضعت للعزل، وشفيت من المرض ولله الحمد، وهذا لا يعنى أننى لن أتوقف عن عملى فى خدمة المرضى».

محمد عبدالسميع: عملنا شاق.. ولا أذكر آخر مرة استمتعت فيها بوقت راحتى كاملًا

كشف محمد عبدالسميع، المسئول عن صيانة أجهزة غاز الأكسجين بمستشفى العزل بالعجمى، عن أنه واجه متاعب عديدة أثناء تأدية عمله، ومع مرور الوقت أصبح الأمر عاديًا وبات قادرًا على التعامل مع أى وضع طارئ بسهولة.

وأضاف «عبدالسميع» أنه لا يذكر آخر مرة قضى فيها وقت راحته كاملًا، لأنه فى كثير من الأحيان يعمل لمدة تزيد على ٤٨ ساعة متواصلة، دون نوم أو راحة، إذ تقع مشكلات مفاجئة، تشكل تحديات، إذ إن ٩٠٪ منها تحدث داخل غرفة المريض، ومن ثم يجب التعامل معها بجدية وحزم.

وعن هذه المشكلات قال: «ذات مرة كانت حالة أحد المرضى تستدعى وضعه على جهاز التنفس الصناعى، ولسوء الحظ كانت وحدة الغاز بغرفته لا تعمل، فاستدعونى إلى الغرفة، وبدأت البحث عن أسباب العطل، واكتشفت أن سبب المشكلة فى إعدادات الجهاز، ويجب ضبطه، وإعادة تشغيله مرة أُخرى، واستطعت مع زملائى حل المشكلة، ومثل هذه الحلول تعنى إنقاذ حياة المرضى».

وأضاف أن إحساس الخوف لازمه فى رحلته بمستشفيات العزل، لكن الإنسانية والإحساس بالمسئولية تدفعانه للاستمرار بالعمل، حتى فوق طاقته، مشيرًا إلى أنه أثناء دخوله غرف المرضى، أو مبنى العزل، يتبع جميع الإجراءات الاحترازية التى تتبعها الأطقم الطبية، كارتداء الزى الواقى والقفازات والماسكات التى تغطى الوجه بالكامل، ثم بعد انتهاء مهمته يخضع للتعقيم بشكل جيد من قبل الأطباء.

عبدالمطلب السيد: نجحت فى صنع جهاز متنقل يستخدمه المريض فى أى مكان

ذكر عبدالمطلب السيد، المشرف على منظومة غاز الأكسجين فى أحد مستشفيات العزل، أن مهمته هى ضمان عمل المنظومة داخل المستشفى بكفاءة لمنع أى أعطال قد تكون خطرًا على المصابين.

وقال إن منظومة الأكسجين تضخ أولًا الهواء العادى بقوة ضغظ أعلى من المعدلات الطبيعية، وبالتوازى يتم ضخ الأكسجين، مشيرًا إلى إصابة عدد من العاملين فى مجال غاز الأكسجين بالفيروس خلال تأدية عملهم، ثم تعافوا ليباشروا عملهم مرة أخرى، رغم رفض إدارة المستشفى عودتهم للعمل كى لا يصابوا من جديد، مضيفًا: «عزيمتنا على العمل الإنسانى تطغى على كل هذه المخاطر فلا نلتفت لها».

وأشار «عبدالمطلب» إلى أهمية أن يكون الفنى على دراية وعلم بكل ما يمكن أن يواجهه خلال تأدية عمله، وأن يواجه الأزمات بحلول سريعة ومبتكرة، لأن المريض يصارع الفيروس القاتل، ولا يتحمل عدم مهنية الفنى أو العامل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل