المحتوى الرئيسى

أزمة تيجراي في إثيوبيا مستمرة بعيدًا عن الأنظار

01/19 16:41

أعلن رئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد في نهاية نوفمبر الانتصار في تيجراي ومنذ ذلك الحين تتحدث أديس أبابا عن عودة الوضع إلى طبيعته، لكن المعلومات النادرة التي تتسرب من المنطقة الواقعة في جنوب البلاد تشير إلى أن النزاع ما زال متواصلا.

في 4 نوفمبر أطلق أبيي الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، هجوما عسكريا ضد سلطات تيجراي المنشقة، المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي وأعلن النصر في 28 نوفمبر عند الاستيلاء على العاصمة الاقليمية ميكيلي.

لكن الحكومة أعلنت في الاونة الأخيرة مقتل قادة إقليميين سابقين في معارك وأشارت الأمم المتحدة الى "انعدام أمن" يعرقل نقل المساعدة الإنسانية.

في الأسابيع الماضية أظهرت صور أقمار اصطناعية وتصريحات مسؤولين عسكريين ومدنيين في تيجراي وإفادات نادرة من سكان، ان النزاع مستمر بعيدا عن الأنظار.

منذ نوفمبر، فرض تعتيم على الاتصالات وقيود على التنقلات تجعل من الصعب الوصول الى مصادر.

وصفت السلطات في أديس أبابا القتال الذي أعقب السيطرة على ميكيلي بأنه عمليات صغيرة لمطاردة قادة سابقين في المنطقة وخصوصا زعيمها السابق ديبريتسيون جبريمايكل.

لكن في تقرير تقييم للاحتياجات الانسانية يعود الى 6 يناير وصفت الأمم المتحدة تيجراي بأنها "هشة" مع استمرار "معارك في بعض المناطق".

وتشعر الأمم المتحدة بقلق خاص إزاء احتمال حصول تجاوزات في مخيمين يؤويان أكثر من 30 ألف لاجئ اريتري ولا يزال يتعذر الوصول اليهما.

فر هؤلاء اللاجئون في السنوات الأخيرة من إريتريا على الحدود مع تيجراي هربا من النظام الاستبدادي للرئيس إساياس أفورقي.

يعبر عاملون في المجال الإنساني ودبلوماسيون عن قلقهم إزاء تقارير تشير الى مقتل لاجئين أو عمليات خطف وإعادة قسرية الى اريتريا قد تكون ارتكبتها القوات الاريترية التي قدمت لمساعدة اديس ابابا في معركتها ضد جبهة تحرير شعب تيغراي.

قتل خمسة من عمال الإغاثة في أحد هذين المخيمين.

وقال المفوض السامي للامم المتحدة للاجئين فيليبو غراندي الخميس إن "معلومات تشير الى توغلات عسكرية جديدة في الأيام العشرة الماضية تتوافق مع صور من أقمار اصطناعية يمكن الوصول اليها تظهر حرائق جديدة وعلامات دمار حصل في الآونة الاخيرة في المخيمين". وأضاف "هذه مؤشرات ملموسة على انتهاكات كبرى للقوانين الدولية".

نفت إثيوبيا بشدة ضلوع جنود إريتريين في عمليتها العسكرية، ما يتعارض مع شهادات سكان تيغراي.

في منتصف ديسمبر اعتبرت واشنطن المعلومات حول وجود قوات اريترية في تيغراي بانها "موثوقة" و"خطيرة" داعية الى انسحابها الفوري.

وفي نهاية ديسمبر أكد مسؤول إثيوبي رفيع المستوى دخول الجيش الإريتري إلى تيجراي قائلا في الوقت نفسه ان ذلك لم يتم بطلب من اثيوبيا وان هذه القوات غير مرحب بها.

لكن بالنسبة أويت وولدميكل المتخصص في القضايا الأمنية في القرن الأفريقي بجامعة كوينز الكندية، يبدو التفسير مثيرا للشكوك.

وقال إن "ضلوع اريتريا في الحرب في تيغراي لا يعتبر انتهاكا من جانب اثيوبيا، كما ان المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا لأنه تم بناء على دعوة من الحكومة الاثيوبية".

نظام أسمرة هو العدو اللدود لجبهة تحرير شعب تيغراي منذ الحرب الدامية بين إريتريا وإثيوبيا بين عامي 1998 و2000 عندما سيطر الحزب القوي من تيجراي على كل مقاليد السلطة في اديس ابابا.

حين وصل إلى السلطة في 2018، رأى أبيي أن جبهة تحرير شعب تيجراي تشكل عقبة امام برنامجه الاصلاحي وعمد الى تهميش هذه النخبة السابقة من تيجراي.

في الوقت نفسه، كان يجري تقاربا تاريخيا مع إريتريا ورئيسها إساياس أفورقي ما خوله بشكل خاص الحصول على جائزة نوبل للسلام لعام 2019.

ويشكل الوضع الانساني لحوالى ستة ملايين نسمة حاليا الأولوية.

حتى الآن "عدد الاشخاص الذين تمت مساعدتهم قليل حدا مقارنة مع عدد الاشخاص الذين هم بحاجة لمساعدة حيوية بحسب تقديراتنا، أي حوالى 2،3 مليون شخص" كما قال سافيانو ابرو الناطق باسم مكتب تنسيق المساعدة الانسانية لدى الامم المتحدة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل