الارتيكاريا والاكزيما التأتبية نوعان من حساسية الجلد علاجهما مختلف..فما الفرق بينهما؟ (تقرير مصور)

الارتيكاريا والاكزيما التأتبية atopic eczema نوعان من حساسية الجلد وهما من أشهر الأمراض الجلدية، وبالرغم من أنهما حالتان مختلفتان إلا أنه يحدث الخلط بينهما أحيانا.

الاكزيما هي نوع من التهاب الجلد الذي يحدث بسبب خلل في الحاجز الطبيعي للجلد فيصبح غير قادر على توفير الحماية له، وأشهر أنواعها الاكزيما التأتبية التي تكثر في الأطفال.

ويكون الهدف الأساسي لعلاجها هو المساعدة على تحسن جفاف الجلد الذي يحفز حدوث التهيج والالتهاب، وذلك باستخدام الكريمات المرطبة وكريمات الكورتيزون بجرعات بسيطة.

في حين أن الارتيكاريا هي التهاب وقتي له حدود واضحة في الجلد ويكون أساس العلاج في حالته هو تخفيف احساس الحكة بمضادات الهستامين، وعلاج مضاعفاتها، إضافة لمحاولة تجنب مثيراتها.

تؤكد التوصيات البريطانية أن العلاج باستخدام أمصال الحساسية غير ناجح في حالات الاكزيما التأتبيه والارتيكاريا أيضا.

وفيما يلي تفصيل لاعراض وأسباب كل من الاكزيما التأتبية والارتيكاريا وعلاج كل منهما بحسب التوصيات البريطانية.

الاكزيما التأتبية من الامراض الجلدية التي تصيب حوالي 5-20% من الأطفال على مستوى العالم وفي 40% تقريبا من الحالات تستمر اعراضها مع التقدم في العمر.

ويزيد حدوثها مع وجود تاريخ عائلي للإكزيما أو حساسية الأنف أو حساسية الصدر، فهي حالات تنتمي لما يسمى ب الحساسية التأتبية atopic allergy.

وفي هذه الحالة تكون الاكزيما من نوع الاكزيما التأتبية التي يسببها تجمع المواد الوسيطة للالتهاب في خلايا خاصة نتيجة لتعرض الجسم لمواد مثيرة للحساسية، بسبب اضطراب في استجابة الجهاز المناعي.

وهذه المواد مثل حبوب اللقاح والحشرة غبار المنزل والدخان وشعر الحيوانات والفطريات وغيرها.

تحدث نوبات الاكزيما التأتبية بسبب جفاف الجلد في حالات مثل: الاستحمام المتكرر دون ترطيب الجلد أو جفاف الجو المحيط أو استخدام مدفأة كهربائية بشكل يرفع درجة حرارة الجلد بشكل زائد أو التعرض لنوبات من التوتر.

تظهر أعراض الاكزيما في شكل جلد جاف مصاب بالحمرة ويصاحبه شعور بالحكة وتظهر نتوءات وبثور صغيرة على سطح الجلد، كما هو موضح بالصورة التالية.

ويختلف مكان الاكزيما باختلاف العمر، ففي الاطفال الرضع تظهر الاكزيما في فروة الرأس والوجه والجسم وظاهر الساقين والذراعين.

أما مع التقدم في العمر فيتغير مكان الاكزيما لتظهر بشكل أكبر في باطن الساقية والذراعين.

وتحدث نوبات التهيج بمعل 2-3 في الشهر، وتتفاوت حدة الأعراض ودرجة انتشار الاكزيما بشكل كبير من مريض لآخر.

وفي البداية ييسبب الاتهاب نتوءات صغيرا وأحيانا يملؤها سائل، ومع مرور الوقت وحك الالتهاب والتئام الجروح تتكون قطع من طبقات سميكة على الجلد thickened plaques.

يهدف علاج الاكزيما التأتبية للمساعدة على تحسن حفاف الجلد والتهابه، ولذلك ينصح باستخدام الكريمات المرطبة بشكل متكرر طوال اليوم  لتقليل فقد الماء والمحافظة على صحة البشرة وتقليل نوبات التهيج.

وبحسب التوصيات البريطانية تستخدم كريمات الكورتيزون بنسب بسيطة لعلاج نوبات التهيج  مرة أو مرتين يوميا.

ويمكن إستخدام  مضادات الهستامين للتقليل من الحكة المصاحبة للاكزيما.

وذلك بعد استخدام الكريمات المرطبة ب30 دقيقة للمساعدة على وصول الكورتيزون بشكل أفضل لطبقات الجلد الداخلية دون تخفيف تركيزة.

ويمكن أن ينصح بعض المرضى باستخدام كريمات الكورتيزون مرة أو مرتين أسبوعيا لفترات أطول في حالة زيادة معدل تكرر نوبات تهيج الاكزيما.

والخيار التالي هو استخدام عقاقير موضعية مثبطة للمناعة مثل تاكروليماس tacrolimus، وإذا لم تتمكن العلاجات الموضعية من المساعدة على التحسن يتم اللجوء للعلاج بالضوء phototherapy أو تناول المثبطات المناعية بالفم.

وهي مثل سيكلوسبورن ciclosporin او ميثوتيركسيت methotrexate، كما يوجد علاج بيولوجي لحالات الاكزيما الشديدة تحت اسم دوبيلوماب dupilumab.

ولا ينصح باستخدام عقاقير الكورتيزون التي يتم تناولها بالفم لعلاج الاكزيما وذلك بسبب ما يعرف عنه من اثار جانبية يسببها الاستخدام المستمر له.

تصيب الارتيكاريا حوال 25% من الأشخاص، وتكون من النوع الحاد الذي يستمر لأقل من 24 ساعة، أو من النوع المزمن الذي يعاني فيه المريض من اعراض الارتكاريا لمدة أسابيع متوصلة.

تحدث الارتيكاريا بسبب اضطراب في الجهاز المناعي يسبب تفاعلات الحساسية  وافراز مواد مثل الهستامين وغيره، وهي تسبب بدورها تمدد الأوعية الدموية الدقيقة وخروج بعض السوائل منها لتسبب التورم والحكة.

ويحدث ذلك استجابة لمثيرات طبيعية لا تسبب مشاكل في الأحوال الطبيعية، وهي مثل:

-أنواع معينة من الأغذية: المكسرات- البيض-الأسماك-القمح-الصويا وهي أشهر أسباب الارتيكاريا في الأطفال، وتتضمن الأغذية الأخرى بعض أنواع الخضروات والفاكهة.

-المواد الحافظة وإضافات الأطعمة المختلفة كمكسبات الطعم والألوان:  وفي الغالب تظهر الارتيكاريا والتحسس بعد 30 دقيقة إلى ساعتين من تناولها.

-بعض الأدوية: وهناك أدوية عديدة يمكنها أن تسبب الارتيكاريا إلا انها أكثر شيوعا مع البنسيلين وبعض المضادات الحيوية الأخري،  ومضادات الالتهاب غير الاستيرودية مثل أسبرين وحبوب الفيتامينات.

وتحدث تفاعلات الحساسية بعد حقن الأدوية بدقائق، في حين أنها تحدث بعد تناولها بالفم بساعتين إلى 15 يوم.

-عض البعوض والحشرات: مثل النحل والبراغيث  وحشرة الفراش وأنواع الحشرات الأخرى، ويجب الانتباه لهذا السبب خاصة في الأطفال.

-عدوى ميكروبية: وتتضمن العدوى بفيروسات أو بكتيريا أو فطريات أو طفيليات، ويزداد حدوثها بعد العدوى التنفسية والتهاب اللوزتين وخراج الأسنان.

-مثيرات الحساسية التنفسية وحساسية الأنف: مثل حبوب اللقاح وحشرة غبار المنزل وشعر الحيوانات الأليفة والتدخين.

-محفزات كيميائية: مثل اللاتكس الموجود في القفازات الطبية، ومستحضرات التجميل والحنه وصبغات الشعر.

-محفزات فيزيائية: مثل التعرض للبرد أو ارتفاع حرارة الجو أو الرياضة أو أشعة الشمس.

-أسباب مرضية ونفسية: تحدث الارتيكاريا أحيانا كعرض لأمراض مثل زيادة هرمون الغدة الدرقية والروماتويد والذئبة الحمراء، كما يمكن أن تحدث بسب التوتر أو الاكتئاب.

وتكون بعض أنواع الارتيكاريا وراثية، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب التعرف على السبب.

تظهر الارتيكاريا في شكل أشكال دائرية محددة صغيرة او كبيرة مرتفعة عن سطح الجلد وذات لون يميل للحمرة، وفي الغالب يكون مركزها باهتا، وتكون مصحوبة باحساس شديد بالحكة، وهي موضحة بالصورة التالية.

ويمكن للدوائر الصغيرة أن تتجمع وتتصل في مساحات أكبر، وأحيانا تظهر الارتيكاريا في صورة بثور حمراء صغيرة (طفح جلدي) كما هو موضح في الصورة التالية.

وبالرغم من أن نوبات الارتيكاريا قد تهدأ سريعا إلا أنه يمكنها التكرر، وإذا كان التكرر يحدث لفترة أقل من 6 أسابيع فإنها تسمى بالارتيكاريا الحادة.

أما أما إن تكررت النوبات بمعدل نوبتان او أكثر في الأسبوع ولمدة 6 أسابيع أو أكثر فإنها تسمى الارتيكاريا المزمنة، وفي هذه الحالة فإنها تحتاج لعلاج خاص.

يصاحب الارتيكاريا أحيانا حالة طبية تسمى التورم الوعائي (وذمة وعائية angioedema)، وهي عبارة عن انتشار التورم الناتج من الارتيكاريا لأنسجة الجسم الرخوة تحت الجلد.

مما يسبب التورم في الشفتان والجفون والوجه كما هو موضح في الصورة التالية.

وفي بعض الحالات الخطيرة ينتشر التورم للحلق أو يتسبب في مشاكل بالتنفس وحدوث الحساسية المفرطة anaphylaxis.

وهي حالة طارئة تحتاج لمستشفى طواريء والحقن بالادرينالين الذي يكون علاجا هاما وضروريا بشكل عاجل.

بشكل عام فالارتيكاريا الحادة حالة طبية مؤقته تتحسن دون تدخل في أكثر من ثلثي الحالات خلال 24 ساعة ويتم المساعدة على تحسنها باستخدام حبوب مضادات الهستامين بالفم.