سياسي يكشف تأثير قرارات ترامب في فترة «البطة العرجاء» على إدارة بايدن

عمل الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب على وضع العراقيل أمام الرئيس المنتخب جو بايدن من خلال قرارات اتخذها الأول خلال آخر أيامه كرئيس للولايات المتحدة- تلك الفترة التي يطلق عليها البطة العرجاء- قبل تسليم السلطة لخصمه الديمقراطي المقرر لها 20 يناير الجاري.

- محاولة لجعل بايدن يسير فى حقل ألغام

من جانبه، أكد الكاتب الصحفي وأستاذ العلوم السياسة الدكتور علي دربج، أن ما يفعله ترامب في أيامه الأخيرة، هو محاولة لجعل إدارة بايدن تسير في حقل ألغام داخلي وخارجي.

وقال دربج فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن بايدن سيرث من ترامب رزمة كبيرة من المشاكل والأزمات، بدءا من تركة التخبط في معالجة أزمة كورونا التي تضرب المجتمع الأمريكي بشكل مخيف خصوصا من حيث عدد الإصابات التي بلغت أرقاما قياسية، مرورا بالوضع الاقتصادي الداخلي المزري لا سيما أزمة البطالة وتزايد حالات الفقر وسط حالة من التمييز العنصري التي انتهجها الرئيس المنتهية ولايته تجاه السود والأقليات الأخرى، وصولا إلى الملفات الخارجية وأبرزها ملف إيران النووي، وانتهاء بفضحية اقتحام مبنى الكونجرس من قبل الجماعات العنصرية والتي حرضها ترامب نفسه وهشمت صورة أمريكا.

وتابع دربج: "زد على ذلك فإن حجم الاستقالات من إدارة ترامب تبرهن حجم التململ والاستياء والرفض لتصرفاته".

وحول قرارات ترامب التى اتخذها مؤخرا، أوضح دربج أن قرارات ترامب على صعيد القيادات العسكرية لاسيما توسيع القيادة العسكرية الوسطى لتشمل إسرائيل ودول عربية تستهدف إيران بالدرجة الأولى، وستخلق أجندة خاصة في الأمن القومي لوضع بايدن أمام أمر واقع لا يمكن القفز فوقه أو التراجع عنه.

كما هو الحال في مسألة زيادة العقوبات على إيران بشكل هيستري لوضع بايدن أمام معضلة كبيرة قد تعيق إعادة التفاوض مع طهران.

وأكد دربج أن إدارة بايدن ستكون مثقلة بإرث ترامب، وهذا ما سيضعها أمام عقبات لن يكون حلها أو تجاوزها سهلا نظرا للتوازنات القائمة وسيطرة الجمهوريون على مجلس الشيوخ.

- أبرز قرارت ترامب خلال الفترة الأخيرة بالبيت الأبيض

أصدر ترامب قرارا هز المقر الرئيسي الذي يشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال، بأن ترامب أمر القيادة المركزية الأمريكية بإضافة إسرائيل إلى قائمة الدول التي سوف تكون تحت قيادة العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا.

وتأتي عملية النقل بعد قيام إسرائيل بتوقيع اتفاقيات سلام مع البحرين والإمارات والسودان والمغرب وستصبح إسرائيل الدولة رقم 21 التي تقع تحت إشراف القيادة المركزية الأمريكية، وستتعاون بشكل متزايد مع دول المنطقة في تحالف ملائم ضد إيران.

كما أصدر ترامب خلال الفترة الأخيرة ومنذ إعلان فوز بايدن، العديد من قرارات العفو عن غالبية الأفراد الذي شاركوا بصورة أو بأخرى في حملته الرئاسية.

وأصدر ترامب 26 عفوا عن أسماء مختلفة أبرزهم مدير حملته السابق بول مانافورت، ومستشاره السابق روجر ستون، ووالد صهره جاريد كوشنر، تشارلز كوشنر.

كما أصدر 15 عفوا، أبرز اسم ورد في قائمة الخمسة عشر تلك هو جورج بابادو بولوس، مساعد سابق في حملة ترامب الانتخابية، أقر بالذنب في تحقيق التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الرئاسية عام 2016.

كما أصدر ترامب 15 عفوا آخرين عن شخصيات متفرقة، وخفف الأحكام القضائية الصادرة ضد 5 اخرين، من بينهم 3 نواب جمهوريين سابقين.

كما أصدر عفوا عن مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، الذي اعترف مرتين متتابعتين أنه كذب على مكتب التحقيقات الفيدرالية أثناء تحقيقات التدخل الروسي.