المحتوى الرئيسى

غنى لها شادية وأم كلثوم وعبدالوهاب.. سواقي الفيوم 2000 عام من الحضارة

01/16 05:52

«سبع سواقي بقت بتضحك وتقول يا مصري النهاردة فرحك.. الأرض أرضك والطرح طرحك.. وبكرة تعمر وخيرها يكتر.. وخيرها يكتر الله أكبر الله أكبر.. سبع سواقي تملا قناها ياما دموعنا جريت معاها.. قام النهاردة بشير هناها على المداين هلل وكبرالله أكبر الله أكبر.. قومي يا خضرة وإنتي يا زهرة زغروطة لليوم ده ألف مرة.. بقت بلادنا النهاردة حرة.. وجيشها يحمي علمها الأخضر.. الله أكبر الله أكبر». تلك كانت كلمات أغنية للفنانة شادية، والتي لم تكن أول من غنى لسواقي الفيوم بل سبقتها أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب.

وتحكي «سواقي الفيوم» قصة 2000 عام من التاريخ مرت على تلك السواقي المنتشرة في جميع أرجاء الفيوم، حيث تؤكد على ذكاء المصري القديم وبراعته في الزراعة، وبسبب كثرتها في محافظة الفيوم أصبح يقترن اسمها دائمًا بالسواقي ويأتي إليها الزوار من كل حدب وصوب.

وتضم محافظة الفيوم ما يقرب من 224 ساقية بمختلفة المراكز، في حين أنّه لا توجد محافظة أخرى تضم هذا العدد السواقي، وهي عبارة عن آلة خشبية استخدمت للري قديمًا، وكانت تدور بقوة اندفاع المياه من الهدارات فتحمل المياه من الأسفل للأعلى، وبذلك أصبحت تعمل طوال الوقت بقوة رغم أنّها تُصنع من الشجر المحلي.

وأصبحت السواقي هي شعار محافظة الفيوم، عرفانًا بدورها في ري الأراضي الزراعية بالمحافظة، لذلك اشتهرت محافظة الفيوم بكونها محافظة السبع سواقي، ويرجع تاريخها إلى العصر البطلمي حينما اتجه المصري القديم إلى ابتكارها لتساعده في ري الأراضي الزراعية نظرًا لكون الفيوم كانت منخفضة وسُميت «مُنخفض الفيوم»، فكان جميع الفلاحين يحتاجون إلى طريقة عملية وسريعة لرفع المياه من الأسفل للأعلى فاستغلوا شلالات بحر يوسف في دفع المياه بواسطة السواقي وبفعل اندفاع المياه وسُميت بسواقي الهدير ثم تم تعميمها في باقي المناطق.

لم يقتصر دور السواقي على الري فقط، ولكنها أصبحت مقصدًا سياحيًا رئيسيًا بمحافظة الفيوم، حيث يحرص زوار المحافظة من العرب والأجانب على زيارتها والتقاط الصور التذكارية معها، خصوصًا أنّ الجميع يُعجب بصوت «نعير السواقي» الذي يجذب آذانهم.

وخضعت السواقي إلى عملية تطوير  تكلفت أكثر من 27 مليون جنيه، وتم افتتاحها عام 2016، إلا أنّ الإهمال طالها سريعًا، وتجمعت أكوام القمامة حولها، وتعطل معظمها وتوقف عن العمل، ومن المقرر أن تخضع إلى تطوير آخر قريبًا يضعها في مقدمة المناطق السياحية بالمحافظة.

وتُصنع السواقي من الخشب الأبيض، وهي عبارة عن دائرة ضخمة تدعمها عروش خشبية ضخمة، وبعض الأجزاء من خشب الجزورين، وتنتشر بها فتحات تنزل منها المياه وتسمى «العيون» وتختلف أحجامها باختلاف المساحة المرغوب استغلالها لريها.

وأوشكت حرفة صناعة السواقي على الانقراض، حيث توجد أسرة واحدة فقط بمحافظة الفيوم تشتهر بصناعة السواقي أبًا عن جد من أكثر من 2000 عامًا، ولكن لم يعد أحد يطلب صناعتها بعدما اعتمدوا على المواتير الكهربائية الحديثة في ري الأراضي الزراعية، ولم يعد صانعوها يعملون في شئ سوى صيانتها كل عدة أعوام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل