المحتوى الرئيسى

نصف قرن على السد العالي

01/15 19:42

أغرق مصر بالخيرات، والشرق الأوسط بالحرب الباردة.

بيد أن السد العالي الذي بني بجهود آلاف العمال المصريين ومئات الخبراء والمهندسين السوفيت فتح بوابة الحرب الباردة بين موسكو والغرب في الشرق الاوسط.

فقد هب الإتحاد السوفيتي لتقديم المعونة إلى مصر بقيادة جمال عبد الناصر، رغم أن القيادة السوفيتية، كانت تجهل توجهات الزعيم المصري، المصنف وفقا لرئيس الوزراء 

بحاجات الري. ومن هنا بدا التفكير مطلع خمسينيات القرن الماضي في مشروع السد العالي .

وجاء تأميم قناة السويس العام 1956، وإعلان مصر أنها ستستخدم عائداتها في تمويل بناء السد العالي ليزيد من غضب لندن وحليفتها واشنطن على عبد الناصر .

وفى أكتوبر /تشرين أول ونوفمبر/تشرين ثاني من نفس العام تعرضت مصر لعدوان  من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا نتيجة قرار التأميم، وبعد ذلك بات تنفيذ إنشاء السد العالي، على المستويين السياسي والاقتصادي، مهمة عاجلة لحكومة عبد الناصر.

وافق الاتحاد السوفيتي الذي أوقف العدوان الثلاثي بانذاره الشهير على تقديم سلفة أولية قيمتها 320 مليون دولار وأسهم فى جميع مراحل تصميم وبناء 

اشتهرت مقولة المؤرخ اليوناني أن مصر هبة النيل، يحفظها تلامذة المدارس عن ظهر قلب. لكن مصر هبه السد العالي ايضا. فقد كان النيل حين يفيض يتحول إلى نقمة على المصريين، وجاء سد أسوان، ليحبس المارد الأزرق كي يعم خيره على ملايين الفلاحين، ويسقي ملايين الهكتارات، ويخلق قاعدة صناعية متطورة في بلد المئة مليون نسمة، من الصعب تخيل كيف كان سيعيش، لولا هبة التعاون السوفيتي المصري على مدى أكثر مِن ثلاثة عقود.

المفارقة، أن سد أسوان العالي الذي خلدته أجمل الأغاني والاناشيد المصرية، أستهدف الحد من فيض كرم النيل، فيما سد النهضة الإثيوبي، قد يحرم مصر من هبات النيل، إذا لم يتم التوافق بين دول المنبع والمصب.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل