المحتوى الرئيسى

«شوكة في ظهر السيدات».. زوجات يتحدثن عن معاناتهن مع «الطلاق الصامت»

01/13 18:30

كثيرًا ما نسمع عن «الطلاق الصامت» بين الزوجين، لكننا لا نعرف معناه ولا أسبابه ولا نتائجه، ورُبّما يكون الأولاد كلمة السر في استمرار الحياة، كجسد بدون روح.

«الدستور» تُسلّط الضوء على مشكلة الطلاق الصامت من خلال متخصصين في الحياة الأسرية والطب النفسي، وتجارب السيدات.

تقول الدكتورة عايدة نوفل، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية، إن الطلاق الصامت، هو الحياة الزوجية الرسمية الخالية من أي مشاعر أو عاطفة، حيث يضطر الزوجان للبُعد عن بعضهما البعض، لكنهما يظلان معا يجمعهما سقف منزل واحد، وذلك لأسباب متعددة أهمها الحفاظ على التماسك الأسري والحفاظ على الأطفال.

«مريم» تزوّجت وأصبحت بلا زواج

تزوجت منذُ 18 عامًا وأنجبت 3 أولاد أكبرهم في الصف الأول الثانوي وأصغرهم في الخامس الابتدائي، تعيش هي وزوجها بشكل جيد أمام الأولاد وحفاظًا على التماسك الأسري؛ لكنها لا تعيش حياة زوجية طبيعية.

انفصلت عن زوجها، واضطرت هي لتحمل الفاتورة كاملة لأجل أولادها ولرفض أهلها الطلاق، تلك هي قصة السيدة «مريم. م.ع»، البالغة من العمر 37 عامًا.

تقول مريم: «إنها وجدت نفسها بعد سنوات طويلة، عبارة عن جسد يتحرك في المنزل دون عواطف أو مشاعر، أو حتى احترام المسئولية من قِبل زوجها، ورُبما يعيش هو حياته كيفما يحلو له ولا يفكر فيها.

تُضيف الزوجة: «أنا آخر اهتماماته، عايش حياته ومكنش بيفكر فيا، حتى أثناء العلاقة الحميمة كل ما يهمه هو نفسه فقط، حاولنا الوصول لحلول ولم أجد، وضحيت أنا بحياتي بعدما انفصلنا فيما بيننا».

«عبير»: بتحمل القسوة والمعاناة علشان خاطر عيالي

بينما تؤكد« عبير. أ.ا» 26 عامًا، أنها اضطرت لتحمل زوجها من أجل طفليها اللذين لم يبلغا عامهما الخامس والثالث، ولأن أهلها يرفضون فكرة الطلاق.

تقول: «مفيش أي مشاعر، فيه قسوة مكان الحب، وجفاء مكان الرحمة، فاضطررت اتحمل علشان أطفالي، اللي هما شوكة في ضهري، بس مضطرة أضحي بساعدتي وراحتى علشانهم».

تضيف الزوجة: «بيركز على حقوقه بس، مش مهم حقوقي أنا، بجانب إنه إنسان أناني، عاوز رغباته فقط، عنده بخل في كل حاجة، ومكتشتفش ده غير لما إنسانة تانية دخلت حياته عن طريق الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي، حاولت أحافظ على حياتي، فقولتله كل واحد لحاله، ونحافظ على شكلنا أمام الناس».

«شيماء» تُعاني بسبب «انعدام المشاعر»

لم تختلف حياة «شيماء. د. م»، 30 عامًا، كثيرًا عن سابقيها؛ فالزوجة التي تزوجت في سن الـ20 من عمرها، لم تكن تعلم أن حياتها ستتحول لجحيم، وتضطر لدفن شبابها مع زوج غير متحملًا للمسئولية وفق قولها: «مش متحمل مسئولية، ودفنت شبابي، مع رفض أسرتي الانفصال التام».

توضح الزوجة، «قالي اتحمليني عندي ضغوط في الشغل وكل حاجة هترجع زي ماهي، فوجئت إن الحياة بتزيد ضغوط وأنه هو مش قادر يتغلب ولا متفهم ولا متحملًا للمسئولية.

تُضيف شيماء، انعدمت لغة التواصل العاطفي بينهما، وقلّت الثقة تمامًا، وأصبح زوجها بمثابة «الشوكة في ظهرها»، أدى ذلك لانفصالها عنه دون طلاق.

الدكتورة بُشرى عبد الحميد، استشاري العلاقات الأسرية والزوجية، تؤكد أنَّ هناك أسبابًا كثيرة للطلاق الصامت أو الطلاق العاطفي، أولها الخرس الزوجي، وهو انعدام المشاعر بين الطرفين، وانعدام لغة الحوار والتفاهم والتواصل، كما أنَّ البرود الجنسي وضغوط الحياة أسباب للانفصال.

تشير «بُشرى» إلى أنَّ عدم حل المشاكل تعد من أهم الأسباب، فضلًا عن ضغوطات الحياة، وغياب الوازع الديني بين الطرفين، حين أنَّ أحدهما لا يفهم معنى الزواج على أنَّه مودة ورحمة، فضلًا عن غياب المشاعر الحقيقية بين الزوجين.

من جانبها أكدت الدكتورة ميادة الألفي، أستاذ علم النفس، أنَّ انعدام الثقة بين الزوجين تعد من أهم الأسباب، بالإضافة إلى عدم وجود كلمات الحب والكلمة الحسنة، والتزام الزوجين الصمت الدائم، والعتاب الزائد.

وترى ميادة، أنَّ الطلاق الصامت يؤثر على الأم والأطفال بشكل أكبر من الأب، حيث يؤدي لأذى نفسي للطفل ويجعل لديه رغبة في الهروب، فضلًا عن تربية الأطفال على الجمود، في المشاعر، والسخط على الوالدين، واضطرابات الشخصية، والشعور بالإحباط.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل