المحتوى الرئيسى

الروائي المنسي قنديل: درست الطب لتحقيق طموحي.. وهجرته لعشقي الكتابة

12/05 22:48

عشق الأدب منذ صغره، لكنه فضل الالتحاق بكلية الطب كاحدى كليات القمة، لتحقيق طموحه الأدبى والمادى فى الخروج من دائرة الفقر، لكن موهبته تغلبت، وبعد أقل من ٣ سنوات قرر هجرة الطب والتفرغ للأدب.هو الطبيب والروائى والأديب د.محمد المنسى قنديل الذى استضافه الصالون الثقافى لنقابة الأطباء الاسبوع الماضى، لمناقشة أحدث إبداعاته رواية (طبيب أرياف) التى تحكى جزءًا من سيرته الشخصية. حيث تحرص نقابة الأطباء دائما على إلقاء الضوء على أبرز أعضاء قائمة الأطباء للأدباء الروائيين.

نعم هناك جانب مشترك بين الطب والأدب، فالطبيب يشخص من ناحية مادية وبيولوجية، والأديب يتناول الإنسان من الناحية المعنوية كإحساس ومشاعر وعواطف،فالاثنان يكملان بعضهما، ودراسة الطب تضيف عمقا ومعرفة بالإنسان، لذلك يلجأ كثير من الأطباء للأدب لأنهم يجدون فيه استثمارا لخبراتهم.

أنا من مواليد المحلة الكبرى، وكنت الاخ الاكبر لشقيقاتى الثلاث،نشأت فى أسرة فقيرة جدا، والدى عامل نسيج يدوى يعمل على النول،وقد كنت طفلا هزيل الجسد،فلم أبرع فى الرياضة أو الكرة مثل زملائى،ووجدت ضالتى فى القراءة، فكانت القصص التى أقرؤها تسمو بى عن الواقع الذى أعيشه، وحينما علم أبى بحبى للكتابة، عقد معى اتفاقا،أن أجلس بجواره وهو يعمل على النول، هذا العمل الشاق الممل، وأن أقرأ له الكتب التى أشتريها،وبهذا الاتفاق ازداد ارتباطى بالكتاب، وبدأت أقرأ كل شئ،ولكنى ارتبطت أكثر بكتب التاريخ.

المرأة فى رأيى تملك ارادة قوية تستطيع بها أن تحقق المستحيل،والأم هى عمود الأسرة،وهى التى تقوم بمعجزة يومية فى تدبير أمور الأسرة بدخل الزوج مهما كان صغيرا، بالاضافة لدورها المهم فى الدعم النفسى للأسرة، وهو مجهود ضخم جدا، لكنه عادى بالنسبة للأم المصرية التى اعتادت على هذا الدور، وكثيرا ما تزيد عليه القيام بدور المدرس الخصوصى للأبناء،وأمى كان لها تأثير كبير علينا، وكانت المسئولة عن تدبير أمور البيت رغم الفقر الشديد،ورغم أنها لا تقرأ ولا تكتب الا أنها كانت تسهر معنا أثناء المذاكرة وتتابعنا وتدعمنا.

نموذج المرأة القوية المكافحة رأيته أيضا فى شقيقتى الصغرى نادية، فقد كان والدى يحاول تعليمنا جميعا رغم قسوة الظروف، وبالفعل التحقت بالطب وشقيقتى الأخرى بالعلوم والثانية بكلية التربية، ولكن ظروف والدى لم تسمح لشقيقتى الصغرى نادية باستكمال تعليمها، فعملت فى مصنع للسجائر، واستطاعت لجانب عملها استكمال دراستها الثانوية، ثم التحقت بكلية الخدمة الاجتماعية، وتحولت من عاملة بالمصنع لرئيسة قسم التأمينات بنفس المصنع،وقد كتبت مقالا عنها احكى فيه قصة كفاحها.

رغم عشقى للأدب، كنت أحلم بالالتحاق بالطب كاحدى كليات القمة، وكنت اراها الامل الوحيد لإحداث نقلة فى حياتى بعيدا عن الفقر،وبالفعل حصلت على مجموع كبير فى الثانوية العامة،لكن حينما صارحت والدى برغبتى فى الالتحاق بكلية الطب، كان «مرعوبا» من الفكرة بسبب ارتفاع نفقات دراسة الطب، لكنى أحرجته بمجموعى الكبير، فوافق وكان يفعل كل شئ لتوفير نفقات الدراسة.

بدأت الكتابة منذ عامى الأول فى الجامعة، وحصلت على اول جائزة أدبية عن قصة «أغنية المشرحة الخالية»، التى كتبتها فى الجامعة، ثم بدأت أراسل المجلات، والاذاعة، وتلقيت اول مكافأة مادية من اذاعة البرنامج الثانى عن احدى قصصى وكان قيمتها عشرة جنيهات.

عملت بالطب ٣ سنوات بإحدى قرى الصعيد وبالتأمين الصحى، ثم اكتشفت أننى أريد التفرغ للكتابة، وبالفعل هجرت الطب وسافرت الخليج وعملت فى عدة مجلات عربية، واصدرت روايات وقصصا قصيرة.

لا أعرف إن كنت نادما أم لا على تغيير مسار حياتى من الطب للأدب، لكنى لا أشعر أننى حققت ما كنت اسعى اليه، ولا الأمان المادى،فالطب مهنة كبيرة ورائعة، وحينما استقبلتنى نقابة الأطباء شعرت أننى داخل البيت الذى فقدته،وأتصور أننى لو أخلصت للطب لحققت أكثر، وربما لذلك دفعت ابنى بوعى أو لا وعى لدراسة الطب.

زوجتى استاذة جامعية بتجارة عين شمس، ارتبطنا بقصة حب وتزوجنا بسهولة

لم أعرف التبذير أو الاسراف طوال حياتى،ودائما أتعامل مع ضرورات الحياة فقط، حتى فى تربيتى لأبنائى، أعترف أننى ضغطت عليهم سواء من الناحية المادية او من ناحية الحرية، لكن الحمد لله لدىّ الآن ٣ أبناء أفخر بهم،إيهاب درس الطب فى كندا ويبدأ حياته هناك الآن، وريم مذيعة، ورضوى تعمل بمنظمة تابعة اليونسكو.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل