المحتوى الرئيسى

"دموع ثعلب صغير" على شاشة مصرية - BBC News عربي

12/04 18:08

صدر الصورة، Getty Images

بعد توقف دام عامين تقريبا، عادت المذيعة ريهام سعيد لتقديم حلقات برنامجها المثير للجدل "صبايا الخير".

هذه المرة، أطلت المذيعة على جمهورها بحلقة جديدة حول صيد الحيوانات، إذ ظهرت وهي تمسك وتضرب ثعلبا صغيرا أحمر اللون، أثناء محاولة تقييده أمام الكاميرات.

وبدا الثعلب الصغير خاضعا وهو مكبل تحت ساقي ريهام حتى انهمرت دموعه، بينما استمرت المذيعة في شرح تفاصيل الرحلة، التي وصفتها معتبرة أن الصيد البري "متعة كبيرة لا يقدرها كثيرون".

ووثقت الحلقة الأولى رحلة صيد "خطيرة" خاضتها المذيعة للبحث عن الثعالب والثعابين.

و استعرضت ريهام خلال الحلقة، التي تم عرضها الأربعاء، شجاعتها في ملاحقة الحيوانات البرية، مشيرة إلى أن "رؤوس الحيوانات المحنطة التي كانت معروضة في بيت جدها جعلتها تتحرر من خوفها تجاههم".

انتفضت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا لرؤية تلك المشاهد "القاسية". واتهم مغردون معدي البرنامج بـ "ممارسة السادية واللهث وراء رفع نسب المشاهدة دون الاهتمام بأخلاقيات المهنة والترويج لمحتوى هادف".

وأطلقت جمعيات الرفق بالحيوان حملات شارك فيها عدد كبير من المواطنين، الذين طالبوا بإيقاف البرنامج وبمحاكمة ريهام بتهمة الصيد الجائر وتعذيب الحيوانات، وفقا لقانون البيئة المصري.

وتنص المادة من 28 من القانون المصري على حظر أي طريقة صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية المحددة في اللوائح التنفيذية أو استغلالها بهدف التجول بها أو عرضها للبيع حية أو ميتة.

كما تعاقب المادة 84 كل من خالف أحكام المادة 28 بالحبس وبغرامة لا تزيد على خمسة آلاف جنيه مصري.

من جهتها نفت وزارة البيئة إصدار أي تصاريح لأي من الأفراد أو الجهات لتصوير رحلة صيد للحيوانات البرية.

وأشارت وزيرة البيئة إلى أن نوع الثعلب الذي ظهر في الفيديوهات من الحيوانات واسعة الانتشار ولا يندرج ضمن قوائم الحيوانات المهددة بالانقراض على المستوى الوطني أو العالمي، إلا أنها أكدت أن الحلقة انتهكت الأعراف وقوانين الرفق بالحيوان.

في حين باشر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في فحص الفيديو.

وقال مسؤول في مجلس الإعلام إنه "لا توجد مادة خاصة للتعامل الإعلامي مع الحيوانات، لكن ما تم عرضه في الحلقة قد يندرج تحت بند إيذاء مشاعر الإنسان".

بدورها، سارعت قناة النهار للاعتذار للمشاهدين عن الحلقة، وأعلنت عن حذفها من جميع مواقعها الإلكترونية.

كما أوضحت القناة أن هدف الحلقة كان تسليط الضوء على نشاط صيد الحيوانات في مصر وتصديرها للخارج.

وفي مقطع مسجل مدته 30 دقيقة، ردت ريهام على منتقديها معبرة عن أسفها لما تسببت فيه الحلقة من إيذاء لمشاعر المتابعين.

إلا أنها أكدت عدم مسؤوليتها عن طرق الصيد وقالت إنها لم تكن راضية عنها.

ورفضت ريهام، المعتادة على تربية الحيوانات، التهم الموجهة إليها بأنها عديمة الرحمة وبأنها تتاجر بالحيوانات لرفع نسب المشاهدة.

وكانت المذيعة قد أكدت خلال الحلقة أنها حرصت على تقديم الحلقة دون مونتاج، لتعرض أول تجربة فريدة من نوعها على الشاشات العربية، على حد قولها.

ودعت لاحقا إلى تسليط الضوء على ما وصفته بالجانب الإيجابي في الحلقة، التي مثلت بحسب قولها فرصة لمناقشة الطرق الخاطئة في صيد الحيوانات.

ولا تعد ريهام استثناء في المشهد الإعلامي المصري، الذي قال معلقون إنه يعج "بحوارات العجائب والخرافة والإثارة"، وناشدوا وزارة الإعلام إعداد خطة تنهض بهذا المجال الهام.

وبينما اقتنع البعض بكلام ريهام وعبروا عن تضامنهم معها، متهمين جهات خارجية بشن حملة ممنهجة ضدها، استمر آخرون في انتقادها قائلين إن ما حدث في برنامج صبايا الخير على مدى السنوات الماضية "يلخص عبثية المشهد الإعلامي المصري".

وكان المجلس الأعلى للإعلام في مصر أصدر قرارا في أغسطس/ آب بمنع ريهام من الظهور لمدة عام عبر أي وسيلة إعلامية، إثر شكوى قدمها المجلس القومي للمرأة ضدها لاهتمامها بالإساءة للنساء البدينات والتنمر عليهن.

كما حوكمت سنة 2018، بتهمة تحريض شخص على اختطاف طفلين للحصول على "سبق إعلامي" وتصوير لحظة إعادتهما بفضل البرنامج ليعترف المتهم بأنه اختطف الطفلين بإيعاز من معدة البرنامج ومصوره.

ووجهت لها سابقا اتهامات بالتسبب في الإساءة لفتاة استضافتها في برنامجها بعد تعرضها لتحرش جنسي وتحويل مأساتها لسلعة استهلاكية. وقد عرفت تلك القضية إعلامياً بـ"فتاة المول".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل