المحتوى الرئيسى

"الوطن" تعيد نشر حوار "بطل تأميم القناة" محمد عزت: السيسي ساند مصر بإيده

12/04 00:37

تعيد "الوطن" نشر صورتها مع أحد أبطال عملية تأميم قناة السويس، المهندس محمد عزت عادل، رئيس القناة الأسبق، والذي توفى أمس الخميس، ومن المقرر تشييع جنازته اليوم بعد صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفسية بالقاهرة.. وإلى نص الحوار:

يجلس فى شرفته المطلة على النيل داخل إحدى العمائر القديمة بكورنيش المنيل، ينظر إلى النهر العظيم، مستمتعاً، ويستنشق الهواء الطيب فى رضا وهدوء بعد أن استراح فى منزله من مشوار طويل خاضه، وتجربة ممتدة ما زال يحمل فى ذاكرته كل تفاصيلها.. هو المهندس محمد عزت عادل، الذى ارتبطت محطات حياته بمحطات مهمة فى التاريخ الحديث للدولة المصرية، حيث وُلد فى أثناء قمة النضال الوطنى ضد الاحتلال الإنجليزى بعد 5 سنوات فقط من ثورة 1919، ثم تخرج فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة ليجد نفسه بعد عامين فقط من تخرجه أمام ثورة الضباط الأحرار، ويشاء القدر أن يلتحق بالجيش المصرى، ليصبح وهو فى سن صغيرة لم يتجاوز إلا شهوراً قليلة من عامه الثلاثين ضلعاً ثالثاً فى مثلث تنفيذ واحدة من أهم معارك السيادة المصرية.. وهى مهمة تأميم قناة السويس فى يوليو 1956.

ومن تأميم القناة إلى العدوان الثلاثى، ثم هزيمة يونيو، التى أغلقت قناة السويس، ثم انتصار أكتوبر الذى أعاد فتحها، وصولاً إلى مشروع توسيع وتعميق القناة الذى أشرف عليه منذ 1975 إلى 1980، الذى كُلف بعده بـ4 سنوات فقط برئاسة هيئة قناة السويس لمدة 11 عاماً.. رحلة طويلة من العمل العام انتهت بقرار شخصى بالتقاعد فى المنزل، لإعطاء فرصة لأجيال جديدة، حسب قوله، رحلة عاصر فيها جميع رؤساء مصر منذ ثورة «يوليو» حتى ثورتى «يناير ويونيو»..

من الجامعة إلى الالتحاق بسلاح المهندسين بالقوات المسلحة ثم الاشتراك فى مهمة تأميم القناة، هكذا بدأت الرحلة فى أجواء ساخنة، يسترجع الرجل هذه البداية، قائلاً:

«القدر ربطنى بقناة السويس منذ بداية طريقى، فعندما تخرّجت فى كلية الهندسة تقدّمت بأوراق تخرجى للعمل فى شركة قناة السويس الفرنسية، والقوات المسلحة المصرية بسلاح المهندسين، ومشروع تخرجى فى كلية الهندسة كان عبارة عن 6 مواسير ضخمة تعبر أسفل قناة السويس لنقل المياه من غرب إلى شرق القناة، وعندما جلست مع مسئولى شركة قناة السويس الفرنسية فى ذلك الوقت، أشادوا بالمشروع جداً، لكنهم قالوا لى إن عدم إجادتى التامة للغة الفرنسية ستمنعنى من العمل فى القناة، لأنهم كانوا يشترطون أن تكون اللغة الفرنسية بمثابة اللغة الأولى للعاملين بالشركة، والحمد لله ربنا أكرمنى بالالتحاق بالقوات المسلحة، وقائد مدرسة الهندسة العسكرية توسّم فىّ الخير، فعيننى قائداً لجناح المفرقعات والألغام، وبقيت فى هذه الوظيفة الخطرة لمدة 3 سنين، ثم انتُدبت للعمل فى قطاع البترول، وكان رئيسى البكباشى محمود يونس، وفى أحد الأيام خرج مسرعاً بطريقة غريبة، ثم بعد عودته دعانى أنا وزميلى عبدالحميد أبوبكر، وأغلق باب مكتبه، وقال لنا: الرئيس جمال عبدالناصر أبلغنى أن مصر ستُؤمم قناة السويس، والعملية ستكون سرية للغاية، وطلب أن أكون مسئولاً عن التأميم بمساعدة اثنين آخرين، وأنا اخترتكما، وصمت البكباشى محمود يونس، ثم قال: أنقل إليكما رسالة الرئيس عبدالناصر.. مستقبل مصر فى رقبتكم، وإذا فشلت المهمة فلن تعود قناة السويس إلى مصر، وستظل تحت سيطرة الغرب للأبد.

وأخبرنا أن الرئيس سيعلن قرار التأميم من المنشية بالإسكندرية فى خطاب للجماهير بعد 48 ساعة، ومطلوب منا أن ننتهى من الاستعداد الكامل لهذه العملية فى هذه المدة الضيقة جداً، فعشت أصعب 48 ساعة فى حياتى، وتم تحذيرنا بأنه فى حال شعور الإنجليز أو الفرنسيين بأى تحرّك سيتدخلون عسكرياً، والخطة ستفشل.. كانت عملية يتوقف عليها مستقبل شعب.

يضيف: «كان عمرى 31 سنة، والحمد لله بتوفيق ربنا استطعنا أن ننفّذ مهمتنا بنجاح، وجمعنا 27 فرداً نثق فيهم، لمشاركتنا فى العملية، وكان يتم استبعاد أى فرد نرشّحه إذا اعترض عليه واحد منا: أنا وعبدالحميد ورئيسنا فى العملية محمود يونس، واتفقنا على هذه الآلية، لضمان أن يحوز جميع أفراد المجموعة على ثقتنا التامة، وقُلنا لهم إن الرئيس عبدالناصر كلفنا بمهمة سرية فى الصحراء، سألونا عن المكان تحديداً وعن طبيعة المهمة وعدد الأيام التى سنقضيها، لكن لم نجب على أى سؤال، وفى صباح يوم 26 يوليو 1956 تحرّكنا من هيئة البترول بسيارات، داخل كل سيارة ضابط، وقلنا للضباط نحن سنتحرك إلى معسكر الجلاء بالإسماعيلية، ولم نكشف عن أى شىء آخر، واختيار المجموعة المنفّذة للتأميم كان بمثابة درس فى اختيار الشخص المناسب فى المكان المناسب، دون واسطة أو محسوبية أو فساد.

محافظ منطقة القناة لم يكن يعرف ما الذى يدور، ولا قائد معسكر الجلاء كان يعرف شيئاً عن العملية، وهناك وزّعنا أنفسنا إلى ثلاث مجموعات، الأولى هى المجموعة الرئيسية فى الإسماعيلية حيث المكتب الرئيسى لإدارة شركة قناة السويس، ومجموعة ثانية فى السويس، ومجموعة ثالثة فى بورسعيد، وأصبحنا فى انتظار كلمة السر للتحرّك، وهنا أبلغنا المجموعات الثلاث بأننا جئنا لتأميم القناة، طبعاً تفاجأوا جميعاً، وبعضهم شعر بقلق شديد، وقلنا لهم إنه لم تعد هناك فرصة للعودة، هذه العملية سننفّذها الآن فور أن تصلنا كلمة السر.

يستعيد هذه اللحظات الصعبة، قائلاً: اتفقنا أن تكون كلمة السر (ديليسبس).. بمجرد أن يقول الرئيس عبدالناصر (ديليسبس) فى خطبته تتحرّك المجموعات الثلاث فى وقت واحد لتنفيذ المهمة، وبالفعل الرئيس عبدالناصر قال كلمة السر، وكنت مشاركاً فى المجموعة الرئيسية بالإسماعيلية، سألنا أفراد الخفر الموجودين عند مقر شركة قناة السويس: انتوا رايحين فين؟.. قلنا لهم: انتوا مابتسمعوش الريس فى الراديو؟ الريس أعلن تأميم قناة السويس، دخلنا مكتب مدير الشركة، وطلبنا حضور المهندسين والمديرين الفرنسيين، وحضروا بعد سماع الخبر، وطمأناهم على أرواحهم وأسرهم، بل طلبنا منهم الاستمرار فى العمل، لأننا لم نكن على علم كافٍ بإدارة القناة فى ذلك الوقت، وقلنا لهم: اطمئنوا، ونرجو منكم الاستمرار فى عملكم، وستحصلون على رواتبكم كاملة، وبعد أن اطمأنوا وشمّوا نفسهم، قالوا: انتوا مش مقدرين خطورة هذا العمل، لن تسكت فرنسا ولا بريطانيا، قلنا لهم: لا شأن لكم بذلك، هذه بلدنا وجايين نرجع حقها، ونتحمل المسئولية، وإحنا مش بتوع سياسة، لكننا رجال يحبون البلد ويؤدون واجبهم، وطبعاً إنجلترا وفرنسا شعروا بالذبح، والقرار لم يكن سهلاً بالنسبة لهم إطلاقاً، وقاموا بالعدوان الثلاثى على مصر فى أكتوبر 1956، أى بعد 3 شهور فقط من التأميم.

بعد العدوان الثلاثى طبعاً تأثر العمل فى القناة، وتم إغلاقها لفترة من الوقت، لكن شعر العالم بأن خسارته ستكون فادحة إذا لجأ إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بدلاً من قناة السويس، وفى هذا التوقيت بدأنا مخاطبة الأمم المتحدة لإعادة فتح القناة، ووافقت الأمم المتحدة وساعدتنا بمعدات وأجهزة لعودة العمل فى القناة على أفضل وجه.

يتحدث عن الهزيمة بكل أسى وحزن، قائلاً: كانت الهزيمة بمثابة مصيبة كبيرة حلّت فوق رؤوسنا، وكنت فى هذه الأثناء أشغل منصب سكرتير عام مساعد هيئة قناة السويس المصرية، الضربة فى 67 التى تلقاها المصريون كانت أصعب بكثير جداً من العدوان الثلاثى فى 56، وتعرّضت قناة السويس لخسائر كبيرة، وقامت إسرائيل باحتلال الضفة الشرقية، وقالت «نُص القناة بتاعى»، ولم نستطع أن نحرّك أى قطعة بحرية فى الجهة التى سيطرت عليها إسرائيل، وعشنا أسوأ أيام فى حياتنا جميعاً، وكنا نتعرّض لاستفزازات كبيرة من الضباط الإسرائيليين الموجودين على الضفة الثانية، وبقيت قناة السويس مغلقة لمدة 8 سنوات من 1967 إلى 1975.

بعد هزيمة 67، توليت قيادة لجان الدفاع الشعبى، وقُمنا بتدريب المدنيين والفدائيين الذين قاموا بملحمة وطنية غير مسبوقة، وشهدت بنفسى على بطولة هذا الشعب، المصريون كانوا أبطالاً، سواء فى الإسماعيلية أو السويس أو بورسعيد، نفّذنا عشرات العمليات خلال هذه الفترة، لكن كنت أعلم من داخلى أن كل هذا المجهود الشعبى الوطنى العظيم لن يحل الموقف أبداً، وأنه لا خيار عن الحرب من أجل استعادة الأرض.

من مرارة الهزيمة إلى فخر النصر العظيم، يتابع حديثه: «جاءت لحظة العبور فى أكتوبر 1973، ورفعنا رأس مصر من جديد، وقبل الحرب قمنا ببناء نقاط عالية لتتمكن قواتنا من ضرب العدو بالضفة الأخرى، الحرب العالمية الأولى والثانية لم تشهد عائقاً مائياً تم عبوره مثل قناة السويس، والحمد لله نجحنا فى استعادة أرضنا والسيطرة على قناة السويس عبور أكتوبر كان رد روح لنا كمصريين.

«المهمة الثانية».. مشروع توسيع وتعميق المجرى الملاحى للقناة

مرت السنوات، وتغيّرت الظروف، وجاء موعد المهمة الثانية، يتحدّث عنها قائلاً: فى ذلك الوقت تمت ترقيتى إلى منصب مدير الإدارة الهندسية لقناة السويس، وقلنا العالم تغيّر وشكل التجارة تطور والسفن والمراكب أصبحت أكبر حجماً وتحتاج إلى مسافة أوسع وعمق أكبر، لكى نحافظ على أفضلية قناة السويس كممر مائى للتجارة العالمية، وتابعنا سياسة بناء السفن خصوصاً فى كوريا والهند واليابان، وأدركنا أنه لا بد من تنفيذ مشروع فوراً لتوسيع وتعميق مجرى قناة السويس، وإلا الإيرادات سوف تقل بشكل كبير، ولن تكون القناة صالحة إلا للسفن صغيرة الحجم، وأعددنا مشروعاً ضخماً للغاية من بورسعيد فى البحر المتوسط إلى السويس فى البحر الأحمر، المجرى المائى كله كان لا بد من توسيعه وتعميقه لمواكبة التطورات، وكان المشروع يتضمّن توسيع المجرى لأكثر من 200 متر وتعميقه لأكثر من 18 قدماً. كان المشروع ضخماً واحتاج إلى مدة زمنية 5 سنوات من 1975 إلى 1980، وطلبت من وزارة الاقتصاد فى ذلك الوقت إما تحصل هيئة قناة السويس على 15% من إيرادها لنتمكن من تنفيذ المشروع، أو نحصل على اعتماد بالمبلغ من الموازنة، أو نستلف من الخارج، وكانت موازنة الدولة فى هذه المرحلة بعد حرب أكتوبر تمر بضيق شديد، وليست هناك إمكانية لتمويل المشروع منها، فلجأنا إلى الاقتراض. وكنا ندرك أن الصناديق العربية والإسلامية والأفريقية ستكون متردّدة فى تمويل المشروع لأسباب كثيرة، منها عدم الثقة فى دراسة الجدوى، وبالتالى لجأت للبنك الدولى لأن البنك الدولى عندما يقوم بتمويل مشروع يكون ذلك بمثابة شهادة اعتماد لهذا المشروع، وبالفعل قرأوا دراسة الجدوى ووافقوا عليها، وقالوا إنهم على استعداد لتمويلنا بـ100 مليون دولار.

المفاوضات كانت تسير مع البنك الدولى بشكل طيب، إلى أن جاءت لحظة التوقيع، يقول: «بعد فترة وجيزة ذهبت لتوقيع العقد من البنك الدولى، والمهندس أحمد مشهور، كان رئيساً لهيئة قناة السويس فى ذلك الوقت، وقال لى: «اذهب إلى البنك الدولى بنفسك، وشوف العقد، وخد القرار المناسب».. ذهبت بالفعل، وهناك فوجئت بأن العقد يتضمن شرطاً بأن يكون للبنك الدولى وحدة مراجعة تفاصيل المشروع فنياً ومالياً، وقالوا لى: «انت هتحط رجل على رجل، والمشروع يتنفذ، واحنا اللى هنراجعه ونتولى كل حاجة».. انزعجت جداً، وقلت لهم: «أنا المسئول عن المشروع، وتم تفويضى من رئيس هيئة قناة السويس المصرية، وكل المهندسين المصريين زملائى، ونستطيع أن ننفذ المشروع، ونراجع كل تفاصيله بأنفسنا، يعنى إيه نحط رجل على رجل، ونسيب لكم كل حاجة، ده كلام مرفوض، إحنا مش هنحط رقابنا تحت إيد وحدة من الخارج تضم خبراء أجانب».. قالوا لى هذا هو شرطنا، قلت لهم إذاً البنك الدولى رفض تمويل المشروع، ورفض أن يمد يده لمصر للمرة الثانية بعد رفضه تمويل السد العالى مع الرئيس جمال عبدالناصر.

بعدها فوجئت بشاب كويتى اسمه عبداللطيف الحمد كان مندوب الكويت لدى البنك الدولى وعضو بمجلس إدارة البنك، جاءنى وقال لى: «البنك الدولى مقلوب، وبيقولوا إن مصر رفضت القرض»، وبعد مناقشة بيننا قال لى: «أقسم عليك بشرفك، هل تستطيع تنفيذ المشروع بعمالة مصرية وتحت إدارة مصرية كاملة دون الاستعانة بخبراء البنك الدولى؟»، قلت له: «طبعاً، لا يوجد عندى ذرة شك فى ذلك»، فرد علىّ، قائلاً: «قسماً بالله ستحصل على القرض بالصيغة التى تريدها مصر، وإذا رفض البنك الدولى، ستمنح دولة الكويت القرض لمصر بالكامل من خزينتها، وأنا مسئول عن هذا الكلام».

بعد هذا الكلام طلب منى نائب رئيس البنك الدولى أن نجلس مرة ثانية، وجلسنا بالفعل، وقال لى: «أنت بتاخد على نفسك مسئولية أنت مش قدها»، وأتذكر عبارته التى لا أنساها أبداً: «You are digging your own grave.. أنت تحفر قبرك بنفسك»، فقلت له: «أنا موافق، لكن لا أستطيع قبول القرض بالشرط الذى وضعتموه»، وبالفعل سحب البنك الدولى شرطه ونفّذنا المشروع الضخم بأفضل طريقة، والحمد لله جاءت الشهادة من البنك الدولى نفسه عندما جاء روبرت ماكنامار، وزير الدفاع الأمريكى سابقاً، ثم رئيس البنك الدولى فى ذلك الوقت، وقال فى تقرير التقييم الصادر عن البنك، الذى قارن بين دراسة الجدوى ونتائج المشروع: «أهنئكم، هذا المشروع من أكبر المشروعات التى تم تنفيذها، مع الالتزام بالتوقيت والتكاليف وأفضل مستوى للجودة».

بداية جديدة تعتبر الأصعب فى طريقه، يقول: «فى عام 1984، تم اختيارى لأكون رئيساً لهيئة قناة السويس خلفاً للمهندس مشهور، وطبعاً شعرت بشرف كبير وسعادة، وفى العام التالى بلغت العام الـ60 من عمرى، والرئيس الأسبق حسنى مبارك قام بمد فترة خدمتى لـ10 سنوات جديدة، ومرت كل الفترة مثل قطار مسرع لم أشعر به، وبعد 11 عاماً من عملى رئيساً للهيئة، ذهبت إلى الدكتور عاطف صدقى الذى كان رئيساً للوزراء فى ذلك الوقت، وقلت له: يوجد من بين زملائى من يستطيع أن يحل محلى بنفس الكفاءة والخبرة» ففوجئ بكلامى، وقال لى: «انت بتقول إيه، طالما أنت على قيد الحياة لن تغادر المنصب، والرئيس مبارك بيقول كده، ويثق فيك ويقدر تاريخك»، قلت له: أرجوك، أنا سأغادر المنصب بعد 11 عاماً، واختاروا الأفضل من الجيل الجديد، وكل الموجودين يعرفون عن قناة السويس زى ما أنا عارف، ويستطيعون أن يقوموا بنفس الدور بل أفضل».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل