المحتوى الرئيسى

المونيتور: تركيا تعتمد على استثمارات قطر لحل أزمتها المالية

12/03 12:01

استعرض موقع "المونيتور" الأمريكي، الحجم الفعلي للاستثمارات القطرية في تركيا على مدار السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنه في غضون 5 سنوات فقط، استحوذت قطر على 15% من جميع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا، لتأتي الإمارة الخليجية في المرتبة الثانية بعد المستثمرين الهولنديين.

وذكر الموقع الأمريكي في تقرير له عبر موقعه الإلكتروني، أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لجأت مرة أخرى إلى أقرب حليف لها، في محاولة لجذب المستثمرين الأجانب لتخفيف أزمة العملة الصعبة في تركيا.

وأعلن الجانبان عن مجموعة من الاتفاقات الجديدة الأسبوع الماضي، بما في ذلك عمليات استحواذ قطرية جديدة، فيما تحرص أنقرة على نقل تدفقات رأس المال الأجنبي إلى اقتصادها المتضرر من الأزمة.

وأوضح "المونيتور" أن معارضي الحكومة التركية، يتهمون الروابط الاقتصادية بين أنقرة والدوحة بأنها تنطوي على دوافع سياسية وتفتقر إلى الشفافية، كما أنهم يواجهون شكوكًا بشأن حقيقة استثمارات قطر في بلادهم، وتشمل الصفقات الأخيرة، التي تم الإعلان عنها خلال زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني، إلى أنقرة في 26 نوفمبر الماضي، شراء قطر لحصة في "إستينيا بارك" أحد أكبر مراكز التسوق في تركيا، وحصة أسهم بنسبة 10% في بورصة اسطنبول.

وأشار الموقع إلى أن حجم تجارة تركيا مع قطر الصغيرة لا يزيد عن 1.5 مليار دولار، إلا أن حكومة أردوغان كانت حريصة على سحب أجزاء كبيرة من فائض رأس المال القطري إلى تركيا، مضيفا إنه على الرغم من أن مساحة قطر لا تتجاوز 1.5% من مساحة تركيا، وعدد سكانها لا يتجاوز 3.5٪ من سكان تركيا، إلا أن الإمارة الخليجية تمتلك أكثر من 80 ألف دولار من الناتج المحلي الإجمالي للفرد، مقارنة بنحو 9 آلاف دولار فقط في تركيا.

وأضافت أن تركيا عادةً ما تسجل عجزًا يتراوح ما بين 25 إلى 30 مليار دولار سنويًا، بينما تتمتع قطر بفائض يصل إلى 25 مليار دولار، مما يسمح لها بالاستثمار بوفرة في الخارج، من خلال جهاز قطر

وبلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا حوالي 150 مليار دولار اعتبارًا من العام الماضي، معظمها مملوكة لمستثمرين أوروبيين بقيمة 101 مليار دولار، وفقًا لبيانات البنك المركزي التركي، حيث تحتل هولندا المرتبة الأولى بنحو 33 مليار دولار، تليها قطر بنحو 22 مليار دولار.

وتراكمت الاستثمارات القطرية في السنوات الخمس الماضية من حكم حزب "العدالة والتنمية" لمدة 18 عامًا، إذ شهدت تلك الفترة تقاربًا متزايدًا بين أنقرة والدوحة، بما في ذلك نشر القوات التركية في قطر قبل وبعد المقاطعة التي فرضها دول الرباعي العربي في عام 2017.

ونوه "المونيتور" إلى أن حصة الشركات الهولندية في تركيا وصلت إلى 22٪ بعد مرور أكثر من سبعة عقود من تاريخ الاستثمار، بينما وصل السهم القطري إلى ما يقرب من 15٪ خلال خمس سنوات فقط، ومن المرجح أن يتضخم أكثر، بالنظر إلى شهية التعاون الواسع لكل من أنقرة والدوحة.

وأكد التقرير أن تركيا ليست الوجهة الأولى للاستثمارات الأجنبية القطرية، حيث بلغ إجمالي رصيد الاستثمار القطري المباشر والمحافظ والائتماني في الخارج، ما يقرب من 410 مليارات ريال قطري أي ما يوازي حوالي 117 مليار دولار في الربع الأول من عام 2019، فيما بلغت الاستثمارات المباشرة 44 مليار دولار، أو 38٪ من الحجم الإجمالي للاستثمار، وفقًا لجهاز التخطيط والإحصاء في قطر.

ويقدر البنك المركزي التركي الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا بـ 22 مليار دولار، مما يشير إلى أن تركيا هي المستفيدة من نصف استثمارات قطر المباشرة في الخارج تقريبًا، بينما يوضح تقرير الجهات القطرية أن 34٪ من استثمارات الدوحة المباشرة يقع في دول الاتحاد الأوروبي و24٪ في دول الخليج و14٪ في دول عربية أخرى، فيما اعتبر تقرير "المونيتور" أن هذا التناقض يثير علامة استفهام كبيرة.

ورأى التقرير أنه من الجوانب المحيرة الأخرى، الارتفاع الحاد في الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا، ففي عام 2015، بلغ مجموعهم أقل من 1 مليار دولار قبل أن يرتفع إلى ما يقرب من 5 مليارات دولار في عام 2016، وحوالي 6 مليارات دولار في عام 2017 و6.2 مليار دولار في عام 2018، متسائلًا عن سر قفزة هذه الاستثمارات إلى 22 مليار دولار في عام 2019.

وقال "المونيتور"، إن عمليات الاستحواذ القطرية الرئيسية الأخرى في تركيا تشمل شركة " BMC" التركية لصناعة المركبات المدرعة، ومجموعة " ATV-Sabah" الإعلامية، ومتاجر التجزئة " Boyner"، وفنادق في منتجع مرماريس، بينما كان الاستثمار الأكثر جدلًا هو تسليم أكبر مصنع للدبابات في تركيا العام الماضي، بموجب مرسوم رئاسي إلى شركة BMC، وهي مشروع مشترك بين لجنة صناعة القوات القطرية ورجل أعمال تركي مقرب من أردوغان.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل