المحتوى الرئيسى

 رئيس "البحوث الفلكية": الإسكندرية لن تختفي.. ولا تنبؤ بالزلازل (حوار)

12/02 11:22

قال الدكتور جاد محمد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية الجيوفزيقية التابع لوزراة التعليم العالي والبحث العلمي، إنّ ما يتردد عن اختفاء مدينة الإسكندرية وعدد من المدن في الدلتا، نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط خلال سنوات، ماهي إلا شائعات.

وأضاف القاضي، في حواره لـ"الوطن"، أنّ منسوب مياه البحر المتوسط يرتفع كل 100 سنة نحو 30 سنتيمترا، ويمتلك المعهد 77 محطة رصد للهزات الأرضية والزلازل في مصر، موضحا أنّه يمكن لأحد التنبؤ بالزلازل نهائيا، ويمكن التوقع من خلال متابعة النشاط الزلزالي للمنطقة، كما جرى توقع النشاط الزلزالي لمدينة دهشور والمقدر بنحو 75 سنة، وإلى نص الحوار..

يضم المعهد عدد من الفروع العلمية والتخصصات المتميزة التي تسهم في خدمة وتنمية المجتمع المصري، ولدينا تخصصات خارجية، منها ما هو مهتم بالفلك الخارجي المعني بكوكب الأرض والمجموعة الشمسية، ومجرة درب التبانه، وجميع الظواهر الفلكية كالبقع الشمسية والانبعاثات الشمسة واختبار كفاءة الخلايا الشمسة وأبحاث الفضاء.

بدأ المعهد رصد الأقمار الصناعية عام 59 بعد إطلاق أول مركبة من قبل الاتحاد السيوفتي كرصد بصري، وتطورت امكانيات المعهد حتى إنشاء محطة أوتوماتيك بالليزر عام 1981 ومازالت تعمل، وحاليا يتم إنشاء ثاني محطة على مستوى العالم بعد الصين، بها أكبر تليسكوب للرصد البصري والليزر للأقمار الصناعية والحطام الفضائي.

وأنشأنا تليسكوبا للحطام الفضائي بالمرصد الفلكي بالعباسية لرصد الحطام الفضائي، نظرا لخطورة بقايا وحطام الأقمار الصناعية المنتهية وكون ضررها على الأرض، خاصة وأنّ الحطام الفضائي لو اخترق الغلاف الجوي للأرض، فقد يسبب أضرارً بالغة تؤدي إلى إحداث دمار شامل، ونحن الجهة المدنية الوحيدة في مصر المنوطة بمراقبة الحطام الفضائي.

ويمتلك المعهد ما يسمى بالبيئة الفضائية، التي تهتم بمتابعة أنظمة بعمل الاختبارات للأنظمة والأجهزة والأقمار الصناعية للتأكد من عملها في الفضاء، كما أنّ المعهد يمتلك وحدة لطلاء أجسام الأقمار الصناعية بمواد معدة ومجهزة من خلال تقنية النانو تكنولوجي، وهي ذهب وفضة ونحاس.

جرى إنشاء أول محطة لرصد الزلازل في مصر عام 1986، وبدأت في التزايد حتى وصل  عدد المحطات عام 1992 لـ10 محطات رصد للزلازل، بالقطامية ومطروح وأبوسمبل وأسوان والغردقة والقاهرة والإسكندرية وشرم، ومحطة أسوان وأبو سمبل، جرى إنشاؤها بعد حدوث زلزال كلابشة، فتم عمل شبكة ومركز إقليمي للزلازل في أسوان وبه 15 محطة رصد و15 محطة عجلة زلزالية بجسم خزان أسوان، و27 محطة جيودسية تهتم برصد حركات القشرة الأرضية، إضافة إلى وجود مرصد مغناطيسي بجانب المرصد المغناطيسي الموجود في الفيوم.

المعهد لديه 86 محطة لرصد الزلازل موزعة على مستوى أنحاء الجمهورية، منها 77 محطة داخل الخدمة حاليا بنسبة 100%، ويتم التواصل مع المحطات من خلال قناة اتصال متخصصة على القمر الصناعي عرب سات، ومحطاتنا تسجل الهزات الأرضية على بعد 1000 كليوم متر مربع لكل محطة، ونسعى لتطويرها لتغطية أكبر نشاط زلزال في مصر و خارجها، ونعمل بالتنسيق مع شبكات الرصد الدولي وتحليله ومعرفة قوته.

لا يمكن التنؤ بوقت حدوث الزلزال، لكن يمكن توقعه من خلال نشاط الزلزال، وعلى سبيل المثل منطقة دهشور متوسط العمر الزلزالي 75 سنة للزلزال الذي حدث عام 1992، لكن هناك عدد من الدول كاليابان بدأت منذ سنوات عمل إحداثيات بناء حديثة تتناسب مع قوة الزلازل التي تقع عندها، وعمل مواصفات واشتراطات للبناء تتماشى مع تكرار الهزات الأرضية، فالمباني مصممة بمرونة تستوعب الهزت، وكذلك التنبؤ بالمخاطر والاستعداد لاتخاذ الإجراءات الإحترازية بين الموجات الأولى والثانية، وزلزال 92 غالبية الكوارث حدثت نتيجة التدافع وليست الزلزال نفسه.

وأي زلزال صغير على المدى البعيد سيكون له تأثير كبير، وهناك خريطة يتم تحديثها دوريا لزلازل في مصر، وهناك نوعين من الزلازل، طبيعي وصناعي ، الطبيعي ناتج عن الحركة البيولوجية للأرض، والصناعي ناتج عن تفجيرات المحاجر والتحركات المجاورة، وهي لها تأثير على المدى القريب والبعيد أيضا على المناطق المحيطة به، والزلزال الصناعي له خطورة كبيرة لأنه سطحي، هناك تعاون مع الجهات المعنية لتقييم مناطق وأماكن الخطورة الزلزالية في مصر.

كلما كان عمق الزلزال في زيادة، كلما كان تأثيره أبعد، بمعني منذ شهر كان هناك زلزال في تركيا بعمق 60 كيلو، شعر به أهالي مدينة القاهرة، بينما لم يشعر به أهالي الإسكندرية.

يلعب المركز دور مهم في عمل الإحداثيات الدورية للهزات الأرضية التي تتعرض لها البلاد دوما، من خلال وضع الخطط العمرانية المتوافقة مع التنمية، وأجرى المعهد عدد من الشبكات الإقليمية لرصد وتسجيل الزلازل مجهزة وفقا لأحدث النظم العالمية، بينها الشبكة الإقليمية في أسوان بمحيط السد العالي وخزان أسوان، والشبكة الإقليمية بمحيط منطقة الضبعة نظرا للمفاعل النووي، والشبكة الإقليمية بمحيط المنطقة الاقتصادية بخليج السويس، والشبكة الإقليمية بمحيط القاهرة الكبرى.

ما يقال عن التنبؤات التي تتوقع اختفاء مدينة الإسكندرية وبعض مدن الدلتا نظرا لارتفاع منسوب البحر الأبيض المتوسط سنويا، في وقت من الأوقات مصر لم تكن موجودة على الخريطة وفقا للدراسات والأبحاث العلمية يرجع لملايين السنين، وخير دليل على ذلك هو جبل المقطم كونه حجر جيري، والمعروف أنّ الحجر الجيري يترسب في قاع البحر، فهو كان القاع العميق للبحر الأبيض المتوسط، وكان الشاطئ وقتها عند مدينة الخرطوم، وهذا الكلام كان من 250 مليون سنة، والدورة الجيولوجية بملايين السنوات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل