المحتوى الرئيسى

«المصري اليوم» ترصد الالتزام الشعبي قبل «الموجة الثانية».. قليل من «الحرص» كثير من «الخوف» | المصري اليوم

11/30 01:39

بالتزامن مع حملات الإغلاق الشامل في عدد من الدول والمدن حول العالم في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المُستجد في موجته الثانية، جددت الحكومة المصرية تحذيراتها للمواطنين، معتبرة أن الموجة الثانية ستكون أكثر انتشارًا وخطورة من مثيلتها التي ضربت العالم وشلت حركته بشكل كامل خلال الربيع الماضى، فيما عادت رسميًا لتطبيق بعض الإجراءات الاحترازية كتعديل مواعيد غلق المحال والمطاعم والمقاهى، بينما تظل الحالات المرصودة من الإصابات الجديدة بالفيروس في تصاعد بعد أن كسرت حاجز 300 حالة لليوم الواحد خلال نوفمبر الجارى، بيد أن استعدادات المواطنين لمواجهة موجة الفيروس الجديدة تبدو محدودة بدورها، إذ لم يعد الحرص على استخدام الأدوات الوقائية أمرا لافتا، كما تستمر التجمعات والاختلاط المباشر بين الأفراد وكأن الجائحة أصبحت أمرًا معتادا وذلك بالرغم من التحذيرات التي أطلقتها الحكومة بضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية وقيام بعض الوزارات مثل وزارة النقل بإلزام ركاب المترو وقطارات السكة الحديد بارتداء الكمامات، ورصدت «المصرى اليوم» في هذا التحقيق الوضع الحالى للوقاية على قائمة أولويات المصريين.

لمساعدة الأطباء في مكافحة «كورونا».. «أسنان الغربية» توفر كمامات مدعمة لأعضائها

بسبب الكمامة.. تغريم 53 سائق أجرة في الشرقية

«الداخلية»: اتخاذ الإجراءات القانونية ضد 5604 سائقي نقل جماعي لعدم ارتداء الكمامة

بالكمامات والتباعد.. «أوقاف الاسكندرية» تختتم دورات مواجهة «مخاطر السوشيال ميديا» (صور)

مع بداية أزمة «كوفيد -19» في مارس من العام الماضى، اضطرب وجدان المواطنين بشكل مشهود في مواجهة الأزمة وخطرها المُهدد للحياة ولاستقرار الأسر، فضلًا عن أثرها على الأحوال الاقتصادية والحياة اليومية، كما أدت حالة الفزع تلك إلى تصاعد إقبال المواطنين على بعض السلع خاصة الوقائية منها، كالكمامات والمستحضرات الكحولية بغرض تخزينها مخافة نفادها من الأسواق، الأمر الذي أدى للتزاحم على محال الأدوات والمستحضرات الطبية، وارتفاع حاد في أسعار الكمامات والكحول الإيثيلى، إلا أن الوضع يبدو مختلفًا في نوفمبر الجارى وعلى أعتاب الشتاء والموجة الثانية.

ومع الحديث عن موجة ثانية لفيروس كورونا كان اللافت أنه في المتاجر وعلى شبكة الإنترنت انخفض سعر الكمامات الطبية المُخصصة للاستخدام مرة واحدة بشكل ملحوظ، فبعد أن وصلت إلى حاجز 200 جنيه مصرى منذ بضعة أشهر، انخفض سعر البيع للجمهور ليتراوح من 90 إلى 60 جنيهًا مصرياًً فقط، كما لم تعد الندرة إحدى سمات الكمامات بعد استقرار الأسواق، وتراجعها على قائمة أولويات المستهلك، إذ باتت متوفرة في محال المستحضرات الطبية فضلًا عن الصيدليات والسوبر ماركت وغيرها من منافذ البيع، وفى محيط القصر العينى بوسط المدينة، يمكن رصد ظاهرة بيع عبوات الكمامات بشكل عشوائى عبر طاولات على الأرصفة، أمام متاجر عشوائية غير متخصصة في الأصل بالأدوات الطبية.

عبر الطاولات العشوائية، يمكن الحصول على كمامات محلية الصنع مقابل 60 جنيها مصرياً، مقابل 70 جنيهاً للكمامات الصينية، التي دون على عبوتها بكلمات إنجليزية إنها غير صالحة للاستخدام الطبى، الأمر الذي يُرجعه أحد البائعين إلى حيل تجارية يستخدمها المستوردون للتحايل على رسوم الاستيراد، أما الكمامات المُفلترة، فتُعرض على الطاولات مقابل 25 جنيها فقط للقطعة.

على أعتاب الموجة الثانية، وتزايد الحالات، تستصعب عبير، الجدة وربة المنزل، العودة مرة أخرى لحالة الالتزام الأولى بالإجراءات الاحترازية التي تزامنت مع ذروة الموجة الأولى من التفشى التي تصاعدت معها الحالات المسجّلة لتُعد بالآلاف يوميًا، مؤكدةً أن عُقدًا ما قد انفرط غير قابل للإعادة لسيرته الأولى: «الخوف أصبح أقل كثيرا من الأيام الأولى، كان في حالة عامة في المجتمع من الرهبة، تلزم الكُل بالتعقيم ولبس الكمامات، دلوقتى اللى بيلبس كمامة بيكون بقوة القانون، غير كده منتقد».

توضح عبير نظريتها، فتشير إلى أن تجربتها في المواصلات العامة على سبيل المثال تبرهن عليها تمامًا، حيث يتجاهل الكثيرون ارتداء الكمامة ما لم يفتش أفراد الشرطة في مترو الأنفاق على البوابات، أو تجبر الكمائن الركاب على ارتدائها في أتوبيسات النقل العام والسرفيس، حتى خدمات النقل التشاركى مثل تطبيق أوبر حيث، لم تعُد الكمامة أولوية، بالرغم من تأكيد السائق في كل رحلة على ضرورة ارتداء الكمامة، عدا ذلك، تجبر بعض الظروف الخاصة مواطنين محدودين بالالتزام سائرين في ذلك عكس الحالة العامة.

وفقًا لأسرة عبير، لم ينقطع شراء الكمامات طوال الثمانية أشهر الماضية، بيد أن هنالك تباينًا في مدى سهولة توفير المواد الوقائية بالتأكيد طوال هذه المدة. في البداية، كانت الكمامة سلعة عزيزة، وفقًا لعبير، غالية الثمن، تخضع عبير لاستغلال بعض التجار لتوفيرها بأسعار رُبما خلاف المرصودة من قبل مجلس الوزراء، لحماية أفراد الأسرة، والأب الستينى المصاب ببعض الأمراض المزمنة على وجه التحديد، من المختلفين من وإلى الشارع (كمصدر للعدوى) لأغراض العمل والدراسة، إلى المنزل، الذي يتمتع بالحد الأقصى من تطبيق عمليات التعقيم والتطهير.

أما اليوم، تستطيع عبير أن ترصد أن الكمامة أصبحت غرضا منزليا تستطيع أن توفره ربة المنزل بيُسر، ومن منافذ عديدة، وبأسعار منافسة في أغلب الأوقات، فتؤكد عبير أن علبة كمامات برسوم مبهجة ومناسبة لأوجه الأطفال الصغيرة، كانت زوادة الجدة لأحفادها مع بداية العام الدراسى جنبًا إلى جنب مع صنوف الحلوى، للالتزام بها في أيام الذهاب إلى المدرسة، منوهةً بأن سعر الكمامة الواحدة انخفض تقريبًا للنصف في الجملة، مع تراجع الإقبال، بتراجع الأعداد في فترة الصيف.

صفحات متخصصة على الإنترنت، إضافة إلى موزّعين على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، وبعض الجروبات المحلية، الخاصة بالمنطقة التي تقطنها (توفيرًا لسعر الشحن) هي المصادر الرئيسية لمشتروات عبير تحت بند المواد الوقائية حاليًا، فيما تتخوّف من عودة حالة عدم التوفر الأولى مع ارتفاع الحالات مرة أخرى ومواجهتها لاستغلال الموردين مرّة أخرى بالتزامن مع تصاعد الطلب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل