المحتوى الرئيسى

عراقية عمرها 133 سنة.. شهدت 7 مجازر للعثمانيين وتهجير "داعش"

11/29 17:45

133 سنة عمر روشي قاسم، المعمرة العراقية التي عاشت لتعاصر مجازر العثمانيين حين كان العراق ولاية عثمانية، وهي أيضا التي عاصرت جرائم تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي بسببه أجبرت على ترك منزلها والنزوح إلى أحد المعسكرات.

تنتمي "روشي" إلى الطائفة الإيزيدية، واستذكرت وفق ما نقلت قناة "سكاي نيوز"، رغم عمرها الكبير المحن التي مرت بها الطائفة منذ أمد بعيد، وتحديدا منذ مجازر الدولة العثمانية بحقهم، مرورا بأزمات بلدها وحروبه المعاصرة.

وداخل خيمتها في مخيم "كبرتو" للنازحين الإيزيديين على أطراف مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، تقضي الجدة الإيزيدية أيامها بعد نزوحها مكرهة من قضاء سنجار غرب محافظة نينوى بشمال العراق، الذي اجتاحه "داعش" في صيف عام 2014.

وبعد أشهر من الآن، ستكون المعمرة روشي قد أتمت 134 عاما كما تقول عائلتها، وهي ليست طريحة الفراش أو فاقدة للوعي، بل تتمتع بذاكرة متخمة بقصص الحرب والإبادة التي عاصرتها منذ الحقبة العثمانية مرورا بالانتداب البريطاني، ففترة الحكم الملكي والجمهوري وفصول الأزمات والحروب التي ضربت بلادها، لا سيما الأخيرة مع تنظيم داعشref='/tags/174710-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A'>داعش الإرهابي، التي تقول إنها الأكثر فظاعة.

وتظهر بطاقة هوية روشي أنها ولدت في الأول من يوليو عام 1887. ويستعد أحفاد المعمرة الإيزيدية العراقية لإدراجها في موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، فهم يعتقدون أنها أكبر معمرة على الكوكب بعد وفاة رجل عراقي آخر كان قد بلغ أكثر من 100 عاما، هو حنون الغالبي من محافظة ميسان جنوبي البلاد.

وعلاوة على ذلك، فهم يملكون شهادة ميلادها ويسعون لإدراجها حيث توثق الأوراق التي لديهم ذلك أنها ولدت في عام 1887، وشعرها لا يزال يحافظ على اللون الأسود ولديها 150 حفيدا.

ولا تزال المعمرة الإيزيدية مواظبة على سماع الطرب الكردي يوميا، وبرامج الفن للإذاعات المحلية التي تبث الأغاني والأخبار باللغة الكردية، لكنها تعاني ضعفا في بصرها لا يسمح لها بالتنقل بين الخيم من دون عكازها، قاصدة زيارة أحفادها وأبنائهم.

وتحتفظ "روشي" بشعرها الأسود الذي قاوم الشيب، والفضل في ذلك يعود، كما تقول، إلى نوع الأطعمة التي تتناولها الأرملة، والجدة لأكثر من 150من الأحفاد.

تقول المعمرة العراقية إنها لم تزر طبيبا، وتحرص على تناول البيض واللبن والخضار والفاكهة لا سيما المجففة منها، وتفضل تناول السمك كوجبتها الأساسية في قائمة اللحوم.

وقبل نزوحها من سنجار بعدما اجتاحتها "داعش" ودمرتها، كانت المعمرة العراقية تعتمد على خيرات الأرض من الأعشاب العطرية في حال أصيبت بوعكة صحية، وعلى تناول الكمي والفطر والتين والعنب، بينما كان العسل يتصدر مائدتها على الفطور.

عاشت الجدة روشي قاسم كأسلافها الإيزيديين تحت الحكم العثماني خاصة في أواخره، وبدأت معاناتهم بفتاوى عثمانية منذ القرن السادس عشر، وضعت كأطر تشريعية وعسكرية أباحت الدم الإيزيدي.

ويتحدث الباحثون الإيزيديون عن أكثر من 100 مجزرة تعرض لها أبناء الطائفة لها على يد العثمانيين، ولا تزال "روشي" تتذكر كيف كانت القوات العثمانية تقتحم قرى طائفتها تحت جنح الظلام، فيقتلون من فيها وينتقلون إلى أخرى، فيما يكتب للمحظوظين القلائل النجاة من هول المجازر وسرد شهاداتهم.

وتنقل المعمرة عن والدها تفاصيل مجزرة أيوب بك العثماني سنة 1891، وكانت حينها تبلغ 5 سنوات، ووصف لها كيف كانت تنهال سيوف العثمانيين على رقاب الإيزديين دون رأفة بصرخات الأطفال والرضع، وتلتها حملة عمر وهبي باشا سنة 1892، ثم حملة بكر باشا سنة 1894.

وتقول "روشي" إنها شهدت 7 مجازر ارتكبها الأتراك بحق طائفتها، حيث قتل العثمانيون آلاف الإيزيديين، إلى جانب ملاحقتهم أثناء مجازر الأرمن في القرن الماضي، لا سيما أن العثمانيين هددوا بقتل الإيزديين في جبال سنجار إن لم يسلموهم العائلات الأرمينية الفارة من حملات الإبادة.

وكانت تلك العائلات استنجدت بالإيزيديين الذين أغاثوهم وآووهم، ورفضوا تسليمهم إلى العثمانيين، الذين ارتكبوا بحقهم آخر مجزرة كانت على يد إبراهيم باشا، بعد 3 سنوات من الحملة العثمانية بحق الأرمن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل