عراقية عمرها 133 سنة.. شهدت 7 مجازر للعثمانيين وتهجير "داعش"

عراقية عمرها 133 سنة.. شهدت 7 مجازر للعثمانيين وتهجير "داعش"

منذ 3 سنوات

عراقية عمرها 133 سنة.. شهدت 7 مجازر للعثمانيين وتهجير "داعش"

133 سنة عمر روشي قاسم، المعمرة العراقية التي عاشت لتعاصر مجازر العثمانيين حين كان العراق ولاية عثمانية، وهي أيضا التي عاصرت جرائم تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي بسببه أجبرت على ترك منزلها والنزوح إلى أحد المعسكرات.\nتنتمي "روشي" إلى الطائفة الإيزيدية، واستذكرت وفق ما نقلت قناة "سكاي نيوز"، رغم عمرها الكبير المحن التي مرت بها الطائفة منذ أمد بعيد، وتحديدا منذ مجازر الدولة العثمانية بحقهم، مرورا بأزمات بلدها وحروبه المعاصرة.\nوداخل خيمتها في مخيم "كبرتو" للنازحين الإيزيديين على أطراف مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، تقضي الجدة الإيزيدية أيامها بعد نزوحها مكرهة من قضاء سنجار غرب محافظة نينوى بشمال العراق، الذي اجتاحه "داعش" في صيف عام 2014.\nوبعد أشهر من الآن، ستكون المعمرة روشي قد أتمت 134 عاما كما تقول عائلتها، وهي ليست طريحة الفراش أو فاقدة للوعي، بل تتمتع بذاكرة متخمة بقصص الحرب والإبادة التي عاصرتها منذ الحقبة العثمانية مرورا بالانتداب البريطاني، ففترة الحكم الملكي والجمهوري وفصول الأزمات والحروب التي ضربت بلادها، لا سيما الأخيرة مع تنظيم داعشref='/tags/174710-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A'>داعش الإرهابي، التي تقول إنها الأكثر فظاعة.\nوتظهر بطاقة هوية روشي أنها ولدت في الأول من يوليو عام 1887. ويستعد أحفاد المعمرة الإيزيدية العراقية لإدراجها في موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، فهم يعتقدون أنها أكبر معمرة على الكوكب بعد وفاة رجل عراقي آخر كان قد بلغ أكثر من 100 عاما، هو حنون الغالبي من محافظة ميسان جنوبي البلاد.\nوعلاوة على ذلك، فهم يملكون شهادة ميلادها ويسعون لإدراجها حيث توثق الأوراق التي لديهم ذلك أنها ولدت في عام 1887، وشعرها لا يزال يحافظ على اللون الأسود ولديها 150 حفيدا.\nولا تزال المعمرة الإيزيدية مواظبة على سماع الطرب الكردي يوميا، وبرامج الفن للإذاعات المحلية التي تبث الأغاني والأخبار باللغة الكردية، لكنها تعاني ضعفا في بصرها لا يسمح لها بالتنقل بين الخيم من دون عكازها، قاصدة زيارة أحفادها وأبنائهم.\nوتحتفظ "روشي" بشعرها الأسود الذي قاوم الشيب، والفضل في ذلك يعود، كما تقول، إلى نوع الأطعمة التي تتناولها الأرملة، والجدة لأكثر من 150من الأحفاد.\nتقول المعمرة العراقية إنها لم تزر طبيبا، وتحرص على تناول البيض واللبن والخضار والفاكهة لا سيما المجففة منها، وتفضل تناول السمك كوجبتها الأساسية في قائمة اللحوم.\nوقبل نزوحها من سنجار بعدما اجتاحتها "داعش" ودمرتها، كانت المعمرة العراقية تعتمد على خيرات الأرض من الأعشاب العطرية في حال أصيبت بوعكة صحية، وعلى تناول الكمي والفطر والتين والعنب، بينما كان العسل يتصدر مائدتها على الفطور.\nعاشت الجدة روشي قاسم كأسلافها الإيزيديين تحت الحكم العثماني خاصة في أواخره، وبدأت معاناتهم بفتاوى عثمانية منذ القرن السادس عشر، وضعت كأطر تشريعية وعسكرية أباحت الدم الإيزيدي.\nويتحدث الباحثون الإيزيديون عن أكثر من 100 مجزرة تعرض لها أبناء الطائفة لها على يد العثمانيين، ولا تزال "روشي" تتذكر كيف كانت القوات العثمانية تقتحم قرى طائفتها تحت جنح الظلام، فيقتلون من فيها وينتقلون إلى أخرى، فيما يكتب للمحظوظين القلائل النجاة من هول المجازر وسرد شهاداتهم.\nوتنقل المعمرة عن والدها تفاصيل مجزرة أيوب بك العثماني سنة 1891، وكانت حينها تبلغ 5 سنوات، ووصف لها كيف كانت تنهال سيوف العثمانيين على رقاب الإيزديين دون رأفة بصرخات الأطفال والرضع، وتلتها حملة عمر وهبي باشا سنة 1892، ثم حملة بكر باشا سنة 1894.\nوتقول "روشي" إنها شهدت 7 مجازر ارتكبها الأتراك بحق طائفتها، حيث قتل العثمانيون آلاف الإيزيديين، إلى جانب ملاحقتهم أثناء مجازر الأرمن في القرن الماضي، لا سيما أن العثمانيين هددوا بقتل الإيزديين في جبال سنجار إن لم يسلموهم العائلات الأرمينية الفارة من حملات الإبادة.\nوكانت تلك العائلات استنجدت بالإيزيديين الذين أغاثوهم وآووهم، ورفضوا تسليمهم إلى العثمانيين، الذين ارتكبوا بحقهم آخر مجزرة كانت على يد إبراهيم باشا، بعد 3 سنوات من الحملة العثمانية بحق الأرمن.\nوواجه الإيزيديون أكثر المجازر دموية، عندما اجتاح تنظيم "داعش" مناطقهم في جبل سنجار في أغسطس 2014، حيث قتل واغتصب واستعبد الآلاف من النساء، وترى المعمرة العراقية أن تنظيم "داعش" الإرهابي كان الأكثر إرهابا.\nوكانت الطائفة الإيزيدية قد تعرضت في صيف 2014 في موطنها التاريخي في سنجار لمذبحة مروعة على يد "داعش"، الذي حول الآلاف من نسائها إلى سبايا وأطفالها إلى جنود، في فظائع صنفتها الأمم المتحدة على أنها "إبادة جماعية".

الخبر من المصدر