قصة الانشقاق الأول لتنظيم الإخوان: "الفضائح الجنسية السبب"

شهد تنظيم الإخوان الإرهابي سلاسل انشقاقات تاريخية منذ تأسيسه عام 1928، إلا أن الانشقاق الأبرز بتاريخ التنظيم كان الخلاف الأول ما بين المؤسس الإرهابي حسن البنا ووكيل التنظيم آنذاك أحمد السكري.

ويعد أساس الخلاف القائم بينهما، هو فضائح جنسية أدين فيها زوج شقيقة حسن البنا عبدالحكيم عابدين، والذي رفض البنا معاقبته أو تنفيذ أي قرار إداري داخل التنظيم ضده، ليدل ذلك على ديكتاتوريته التي جعلته يقف في وجه أي قرارات تعاقب المقربين منه.

يحكي إبراهيم ربيع القيادي الإخواني المنشق والباحث الإسلامي لـ"الوطن"، قائلا: "خلاف حسن البنا وأحمد السكري هو أول انشقاق في صفوف تنظيم الإخوان، والسبب خلاف حول معقابة زوج شقيقة البنا على جرائم جنسية ارتكبها مخالفة لقواعد الجماعة".

وأضاف: "الخلاف بدأ، بوجود مجموعة من الشكاوى السرية التي وصلت لقيادات الجماعة حول مخالفات يرتكبها عبدالحكيم عابدين، زوج شقيقة حسن البنا، تمثلت في مخالفات سيئة السمعة والاعتداء على زوجات الأعضاء، وجاءت الشكاوى سرية خوفا من بطش حسن البنا وزوج شقيقته".

وتابع: "الشكاوى تضمنت أن عبدالحكيم عابدين كان يدخل البيوت بحجة العمل الدعوي قبل أن يبدأ التعارف على السيدات وعقد لقاءات منفردة معهن، ومحاولة الاعتداء عليهن، وجاءت الشكاوى كلها بهذا الشكل؛ وهو ما أضطر أحمد السكري وكيل الجماعة إلى إجراء تحقيق داخلي مع عبدالحكيم عابدين واتخاذ إجراءات إدارية ضده".

وأوضح إبراهيم ربيع أن التحقيق الداخلي وجد تأييدا كبير من أعضاء التنظيم إلا أن حسن البنا رفض هذا التحقيق واعتبره كأن لم يكن، بل أقال أحمد السكري وعين عبدالحكيم عابدين المدان بالفضائح الجنسية وكيلا لتنظيم الإخوان.

وتابع أن البنا اتهم إبراهيم حسن والسكري بإشعال الفتنة داخل الإخوان والسعي للنيل من زوج شقيقته، وعدم الرضوخ لرفض إدانة عابدين، فضرب البنا صداقته بـ"السكري" عرض الحائط وأطاح به لصالح زوج شقيته.

وقال عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية لـ"الوطن" إن الانشقاقات سمة أساسية وأصيلة داخل الإخوان، موضحا أن التنظيمات السرية في المطلق قابلة للتمرد لأنها تتعارض مع الطبيعة البشرية في ممارسة الحياة الطبيعة.

وأضاف أن الإخوان منذ التأسيس على يد حسن البنا مليئة بالفضائح الأخلاقية والمالية، فالخلاف والانشقاق الأول بين السكري والبنا كان وراؤه أكثر من نقطة، ومن ضمنها خلافات مالية حول جمع الأموال في دعم القضية الفلسطينية، فسأل السكري البنا حول مصير الأموال التي يتم جمعها لفلسطين، إلا أن البنا رفض وتحفظ على سؤال السكري.